responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 736

ولده بما لا يرضيه فإنه يورثه الحرج و ضيق الصدر لمزاحمة الثاني فلهذا اشترط في الآتي إلى البيت أن لا يرفث و لا يفسق أي لا يخرج على سيده فيدعي في نعته و يزاحمه في صفاته إذ الفسوق الخروج

[الكون مع اللّٰه في شيئية الوجود كما في شيئية الثبوت]

فمن بقي في حال وجوده مع اللّٰه كما كان في حال عدمه فذلك الذي أعطى اللّٰه حقه و لهذا الداء العضال أحاله على استعمال دواء أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً يقول له كن معي في شيئية وجودك كما كنت إذ لم تكن موجودا فأكون أنا على ما أنا عليه و أنت على ما أنت عليه فمن استعمل منا هذا الدواء عرف حق اللّٰه فأعطاه ما يجب له و من لم يعرف و لا استعمل هذا الدواء و خلط كثرت أمراضه و آلامه في عين أفراحه و أغضب الحق عليه فيما هو فارح مسرور به ففي بعض أفراحك غضبه فتنبه إلى ما في هذا الحديث من الأسرار على هذا الأسلوب و أمثاله فإن فيه علوما يطول الكتاب بتفصيلها و تعيينها

(حديث رابع في فصل عرفة و العتق فيه)

خرج مسلم عن عائشة رضي اللّٰه عنها إن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال ما من يوم أكثر من أن يعتق اللّٰه فيه عبدا من النار من يوم عرفة و أنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء حتى يقولوا مغفرتك و رضاك عنهم

[يوم عرفة شفيع عند اللّٰه في عبيد الشهوات]

فقصد الحق مباهاة الملائكة بهم و سؤاله إياهم ما أراد هؤلاء حجاب رقيق على قصد المباهاة جبر القلوب الملائكة و لما ظهر الإباق في عبيد اللّٰه و استرقتهم الأهواء و الشهوات و صاروا عبيدا لها و خلق اللّٰه النار من الغيرة الإلهية فغارت لله و طلبت الانتقام من العبيد الذين أبقوا و

قد جاء الخبر أن العبد إذا أبق فقد كفر و الكفر سبب الاسترقاق فصاروا عبيدا للأهواء بالكفر فاحتالت النار على أخذهم من يد الأهواء للانتقام فلما استحقتهم النار و أرادت إيقاع العذاب بهم اتفق أن وافق من الزمان يوم عرفة فجاء اليوم شفيعا عند اللّٰه في هؤلاء العبيد بأن يعتقهم من ملك النار إذ كانت النار من عبيد اللّٰه المطيعين له فجاد اللّٰه عليهم بشفاعة ذلك اليوم فأعتق اللّٰه رقابهم من النار فلم يكن للنار عليهم سبيل

[طهارة القلوب من الشهوات المردية]

فكثر خير اللّٰه و طاب و طهر اللّٰه قلوبهم من الشهوات المردية لا من أعيان الشهوات فأبقى أعيان الشهوات عليهم و أزال تعلقها بما لا يرضى اللّٰه فلما أوقفهم بعرفات أظهر عليهم أعيان الشهوات لتنظر إليها الملائكة و لما كانت الملائكة لا شهوة لهم كانوا مطيعين بالذات و لم يقم بهم مانع شهوة يصرفهم عن طاعة ربهم فلم يظهر سلطان لقوة الملائكة عندهم إذ ليس لهم منازع فكانوا عقولا بلا منازع فلما أبصرت الملائكة عقول هؤلاء العبيد مع كثرة المنازعين لهم من الشهوات و رأوا حضرة البشر ملأى منها علموا أنه لو لا ما رزقهم اللّٰه من القوة الإلهية على دفع حكم تلك الشهوات المردية فيهم ما أطاقوا و أنهم ربما لو ابتلاهم اللّٰه بما ابتلى به البشر من الشهوات ما أطاقوا دفعها فقصرت نفوسهم عندهم و ما هم فيه من عبادة ربهم و علموا أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّٰهِ جَمِيعاً و أن اللّٰه له بهم عناية عظيمة السلطان و هذا كان المراد من اللّٰه التباهي مع هذه الحالة و لذلك وصف الحق نفسه بالدنو منهم ليستعينوا بقربه على دفع الشهوات المردية من حيث لا تشعر الملائكة ثم يقول اللّٰه للملائكة و هو أعلم ما أراد هؤلاء لينظروا إلى سلطان عقولهم على شهواتهم و ما هم فيه من الالتجاء و التضرع و الابتهال بالدعاء و نسيان كل ما سوى اللّٰه في جنب اللّٰه

(حديث خامس في الحاج وفد اللّٰه)

خرج النسائي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و وفد اللّٰه ثلاثة الغازي و الحاج و المعتمر

[لله في عباده نسب و إضافات]

أراد وفد طلبه في بيته لا غير فإن اللّٰه معهم أينما كانوا فما وفد عليك من أنت معه و لكن لله تعالى في عباده نسب و إضافات كما قال تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً فجعلهم وفود الرحمن لأن الرحمن لا يتقى و كانوا حين كانوا متقين في حكم اسم إلهي تجلى الحق فيه لهم فكانوا يتقونه فلما أراد أن يرزقهم الأمان مما كانوا فيه من الاتقاء حشرهم إلى الرحمن فلما وفدوا عليه أمهم

[معنى وفد اللّٰه إن عقلت]

و هكذا نسبتهم إلى رب البيت لما تركوا الحق خليفة في الأهل و المال كما جاءت به السنة من دعاء المسافر فارقوا ذلك الحال و اتخذوه اسما إلهيا جعلوه صاحبا في سفرهم و جاءت به السنة و العين واحدة في هذا كله و لذلك

ورد أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل فإذا قدموا على البيت و هو قصر الملك و حضرته تحجب لهم عنده الاسم إلهي الذي صحبهم في السفر عن أمر الاسم الذي تخلف في الأهل و هو الاسم الحفيظ فتلقاهم رب البيت

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 736
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست