responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 723

عندنا أشرف مقام يصل إليه العبد و يتصف به في الدنيا و الآخرة فإن الصلاح صفة امتن اللّٰه بها على من وصفه بها من خاصته و هي صفة يسأل نيلها كل نبي و رسول و عندنا من العلم بها ذوق عظيم ورثناه من الأنبياء عليهم السلام ما رأيته لغيرنا و الصلاح صفة ملكية روحانية

فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول فيها إذا قال العبد في التشهد السلام علينا و على عباد اللّٰه الصالحين أصابت كل عبد صالح لله في السماء و الأرض و من مقام إبراهيم عليه السلام إن اللّٰه آتاه أجره في الدنيا و هو قول كل نبي إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ أجر التبليغ فكان أجره أن نجاه اللّٰه من النار فجعلها عليه بَرْداً وَ سَلاٰماً فأرجو من اللّٰه أن يجعل كل مخالفة و معصية صدرت مني يكون حكمها في حكم النار في إبراهيم عليه السلام حين رمى فيها عناية من اللّٰه لا عن عمل وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّٰالِحِينَ أي لذلك الأجر ما نقصه كونه في الدنيا قد حصله بما يناله منه في الآخرة شيئي و من مقام إبراهيم عليه السلام الوفاء فإنه اَلَّذِي وَفّٰى فأرجو أن أكون من اَلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ لاٰ يَنْقُضُونَ الْمِيثٰاقَ وَ(الَّذِينَ)يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ و عليه أدل الناس أبدا و أربى عليه أصحابي فلا أترك أحدا عهد مع اللّٰه عهدا و هو يسمع مني ينقضه كان ما كان من قليل الخير و كثيره و لا أدعه يتركه لرخصة تظهر له تسقط عنه الإثم فيه و مع هذا فيوفي بعهد اللّٰه و لا بنقضه تماما للمقام الأعلى و كما لا فإن النفس إذا تعودت نقض العهد و استحلته لا يجيء منها شيء أبدا فهذا كله من مقام إبراهيم الذي أمرنا أن نتخذه مصلى فقال وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى أي موضع دعاء إذا صليتم فيه إن ندعو في نيل هذه المقامات التي حصلت لإبراهيم الخليل عليه السلام كما قررناه

[واقعة لابن عربى في مقام إبراهيم الخليل ع]

و في هذه الواقعة أيضا قيل لي قل لأصحابك استغنموا وجودي من قبل رحلتي فنظمت ذلك و ضمنته هذا اللفظ فقلت بعد ما استيقظت

قد جاءني خطاب من عند بغيتي
بأن أقول قولا لأهل ملتي
استغنموا وجودي من قبل رحلتي
لكي أرى بعيني من كان قبلتي
و في وجودي أيضا من كان علتي
فإنني فقير لسد خلتي
محبتي مقامي و الحال خلتي
فعينه وجودي و العلم حلتي
دعوت عين نفسي لما تولت
عن ذكر ما أتاها و ما استقلت
فعند ما تجلى مع الأهلة
إلى شهود عيني من خلف كلتي
و مد لي يمينا من أجل قبلتي
فما رأيت غيري إذ كان جملتي
و رأيت في هذه الواقعة أنواعا كثيرة من مبشرات إلهية بالتقريب الإلهي و ما يدل على العناية و الاعتناء فأرجو من اللّٰه أن يحقق ذلك في الشاهد فإن الأدب يعطي أن أقول في مثل هذا ما قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن يكن من عند اللّٰه يمضه مع علمه بأنه من عند اللّٰه فما قلت مثل هذا قط في واقعة إلا و خرجت مثل فلق الصبح فإني في هذا القول متأس و مقتد

برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لما رأى في المنام أن جبريل عليه السلام أتاه بعائشة في سرقة حرير حمراء و قال له هذه زوجتك فلما قصها على أصحابه قال إن يكن من عند اللّٰه يمضه فجاء بالشرط لسلطان الاحتمال الذي يعطيه مقام النوم و حضرة الخيال فكان كما رأى و كما قيل له فزوجها بعد ذلك فاتخذت ذلك في كل مبشرة أراها و انتفعت بالاتباع فيه و ما قلت هذا كله إلا امتثالا لأمر اللّٰه في قوله وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ و أية نعمة أعظم من هذه النعم الإلهية الموافقة للكتاب و السنة

[ماء زمزم هو علم خفى في صورة طبيعية عنصرية]

ثم نرجع و نقول فإذا فرغ من طواف الإفاضة إن كان عليه سعى خرج يسعى على ما قررنا قبل في السعي عند الكلام عليه و إلا أتى زمزم فتضلع من مائها و هي بئر فهو علم خفي في صورة طبيعية عنصرية قد اندرج فيها تحيي بها النفوس يدل على العبودية المحضة فإن حكم اللّٰه تعالى في الطبيعة أعظم منه في السموات و الأرض لأنهما من عالم الطبيعة عندنا و عن الطبيعة ظهر كل جسم و جسد و جسماني في عالم الأجسام العلوي و السفلي

(وصل)في فصل

قوله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ وَ الْحَجِّ و لم يقل للحاج فأنزل الحج في الآية منزلة الناس ما أنزله منزلة الديون و البيوع و إن كان المعنى يطلبه فعلمنا إن حكم الحج عند اللّٰه ليس حكم الأشياء التي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 723
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست