responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 720

و لا معنى لمن يرى الاستجمار بالحجر الواحد إذ كان له ثلاثة حروف فإن العرب لا تقول في الحجر الواحد أنه جمرة و يستحب أن يكون وترا من ثلاث فصاعدا و أكثره سبع في العبادة لا في اللسان فإن الجمرة الواحدة سبع حصيات و كذلك الجمرة الزمانية التي تدل على خروج فصل شدة البرد كل جمرة في شباط سبعة أيام و هي ثلاث جمرات متصلة كل جمرة سبعة أيام فتنقضي الجمرات بمضي أحد و عشرين يوما من شباط مثل رمى الجمار إحدى و عشرين حصاة و هي ثلاث جمرات و كذلك الحضرة الإلهية تنطلق بإزاء ثلاثة معان الذات و الصفات و الأفعال و رمى الجمرات مثل الأدلة و البراهين على سلب كحضرة الذات أو إثبات كحضرة الصفات المعنوية أو نسب أو إضافة كحضرة الأفعال

[دلائل الجمرة الأولى لمعرفة حضرة الذات]

فدلائل الجمرة الأولى لمعرفة الذات و لهذا نقف عندها لغموضها إشارة إلى الثبات فيها و هي ما يتعلق بها من السلوب إذ لا يصح أن يعرف بطريق إثبات صفة معينة و لا يصح أن يكون لها صفات نفسية متعددة بل صفة نفسه عينه لا أمر آخر فلا بد أن تكون صفته النفسية الثبوتية واحدة و هي عينه لا غير فهو مجهول العين معلوم بالافتقار إليه و هذه هي معرفة أحديته تعالى فيأتي خاطر الشبهة بالإمكان إلى هذه الذات فيرميه بحصاة الافتقار إلى المرجح و هو واجب الوجود لنفسه و يأتي بصورة الدليل على ما يعطيه نظمه في موازين العقول فهذه حصاة واحدة من الجمرة الأولى فإذا رماه بها مكبرا أي يكبر عن هذه النسبة الإمكانية إليه فيأتيه في الثانية بأنه جوهر فيرميه بالحصاة الثانية و هو دليل الافتقار إلى التحيز أو إلى الوجود بالغير فيأتيه بالجسمية فيرميه بحصاة الافتقار إلى الأداة و التركيب و الأبعاد فيأتيه بالعرضية فيرميه بحصاة الافتقار إلى المحل و الحدوث بعد أن لم يكن فيأتيه بالعلية فيرميه بالحصاة الخامسة و هي دليل مساوقة المعلول له في الوجود و هو كان و لا شيء معه فيأتيه في الطبيعة فيرميه بالحصاة السادسة و هي دليل نسبة الكثرة إليه و افتقار كل واحد من آحاد الطبيعة إلى الأمر الآخر في الاجتماع به إلى إيجاد الأجسام الطبيعية فإن الطبيعة مجموع فاعلين و منفعلين حرارة و برودة و رطوبة و يبوسة و لا يصح اجتماعها لذاتها و لا افتراقها لذاتها و لا وجود لها إلا في عين الحار و البارد و الرطب و اليابس فيأتيه في العدم و هو أن يقول له إذا لم يكن هذا و لا هذا و يعدد ما تقدم فما ثم شيء فيرميه بالحصاة السابعة و هي دليل آثاره في الممكن و العدم لا أثر له و قد ثبت بدليل افتقار الممكن في وجوده إلى مرجح و وجود موجود واجب الوجود لنفسه و هو هذا الذي أثبتناه مرجحا و انقضت الجمرة الأولى

[دلائل الجمرة الثانية لمعرفة حضرة الصفات]

ثم أتينا إلى الثانية و هي حضرة الصفات المعنوية و قال لك سلمنا إن ثم ذاتا مرجحة للممكن فمن قال إن هذه الذات عالمة بما ظهر عنها فرميناه بالحصاة الأولى إن كان هذا هو الخاطر الأول الذي خطر لهذا الحاج المعنوي و قد يخطر له الطعن في صفة أخرى أولا فيرميه بحسب ما يخطر له إلى تمام سبع صفات و هي الحياة و القدرة و الإرادة و العلم و السمع و البصر و الكلام و بعض أصحابنا لا يشترط هذه الثلاثة أعني السمع و البصر و الكلام في الأدلة العقلية و يتلقاها من السمع إذا ثبت و يجعل مكانها ثلاثة أخرى و هي علم ما يجب له و ما يجوز و ما يستحيل عليه مع الأربعة التي هي القدرة و الإرادة و العلم و الحياة فهذه سبعة علوم فورد الخاطر الشيطاني بشبهة لكل علم منها فيرميه هذا الحاج بحصاة كل دليل عقلي على الميزان الصحيح في نظم الأدلة بحسب ما يقتضيه و يطيل التثبت في ذلك و هو الوقوف عند الجمرة الوسطى و الدعاء عندها

[دلائل الجمرة الثالثة لمعرفة حضرة الأفعال]

ثم يأتي الجمرة الثالثة و هي حضرة الأفعال و هي سبع أيضا فيقوم في خاطره أولا المولدات و أنها قامت بأنفسها فيرميه بحصاة افتقارها من الوجه الخاص إلى الحق عز و جل فإذا علم الخاطر الشيطاني أنه لا يرجع عن علمه بالافتقار أظهر له أن افتقاره إلى سبب آخر غير الحق و هو العناصر و قد رأينا من كان يعبدها بالموصل و إذا خطر له ذلك فأما أن يتمكن منه بأن ينفي أثر الحق تعالى عنه فيها فإن لم يقدر فقصاراه أن يثبتها شركا فيرميه بالحصاة الثانية فيريه في دلالتها إن العناصر مثل المولدات في الافتقار إلى غيرها و هو اللّٰه تعالى لأن العارف أبدا إنما ينظر في كل ممكن ممكن الوجه الخاص الذي من اللّٰه إليه ما ينظر إلى السبب الذي أوقف اللّٰه وجوده عليه أو ربطه به على جهة العلية أو الشرط هذا هو نظر أهل طريق اللّٰه من أصحابنا و ما رأيت أحدا من المتقدمين قبلنا و لا من أهل زماننا في علمي نبه على إثبات هذا الوجه الخاص في كل ممكن مع كونهم لا يجهلونه و لكن صدق اللّٰه في قوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ يعني الأسباب وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ يعني نسبته إلينا لا إلى السبب فالحمد لله الذي فتح أبصارنا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 720
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست