responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 715

و علم و قدرة و حياة عقلا و ذات إرادة و قول أمري شرعا

[أحدية المرتبة هي أحدية الكثرة]

ثم الوجه الآخر من الجمعية أن الحادث عن اقتدار إلهي و قبول إمكاني لا بد منهما من شرطها وجود حياة شرعا تقول للشيء كن فثبتت الجمعية شرعا في إيجاد الأكوان و ثبتت عقلا كما قررنا فالوحدة في الإيجاد و الوجود و الموجود لا يعقل و لا ينقل إلا في لا إله إلا هو فهذه أحدية المرتبة و هي أحدية الكثرة فافهم فإذا أطلقت الأحدية فلا تطلق عقلا و نقلا إلا بإزاء أحدية المجموع مجموع نسب أو صفات أو ما شئت على قدر ما أعطاه دليلك و لكل نسبة أو صفة أحدية تمتاز بها عن غيرها في نفس الأمر فمن أراد أن يميزها عند السامع أو المتعلم فما يقدر على ذلك إلا بمجموع حقائق كل حقيقة معلومة عند السامع و ما في العلوم أعجب من هذا العلم حيث تعقل الأحدية في كل موجود و لا يصح وجود موجود حادث إلا بمجموع مجموعا و هذه حيرة عظيمة

حيرة الأمر حيرة و هي في الغير غيرة

[المطلوب منا توحيد الإله خاصة]

و لذلك ما طلب الحق تعالى في الايمان منا إلا توحيد إلا له خاصة و هو أن تعلم أنه ما ثم إلا إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ ثم قال اَلرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ فلم يكن ثم جمع يقتضي هذا الحكم و هو أن يكون إلها إلا هذا المسمى بهذه الأسماء الحسنى المختلفة المعاني التي افتقر إليها الممكن في وجود عينه

[وجوب إقامة الجمعة بعرفة بوقتها و شرطها]

و إذا كان الأمر على ما قررناه فلا واجب أوجب من إقامة الجمعة بعرفة إذا جاء وقتها و شرطها

[لا أجهل ممن قال:لا يصدر عن الواحد إلا واحد]

فلا أدري في العالم أجهل ممن قال لا يصدر عن الواحد إلا واحد مع قول صاحب هذا القول بالعلية و معقولية كون الشيء علة لشيء خلاف معقولية شيئيته و النسب من جملة وجوه الجمع فما أبعد صاحب هذا القول من الحقائق و من معرفة من له الأسماء الحسنى أ لا ترى أهل الشرائع و هم أهل الحق يقولون بنسبة الألوهة لهذا الموجد للممكن المألوه و معقول الألوهة ما هو معقول الذات فالأحدية معقولة لا تتمكن العبارة عنها إلا بمجموع مع كون العقل يعقلها و هي أحدية المجموع و آحاده

[التجلي الإلهي لا يصح في الأحدية أصلا]

أ لا ترى أن التجلي الإلهي لا يصح في الأحدية أصلا و ما ثم غير الأحدية و ما يتعقل أثر عن واحد لا جمعية له فيا ليت شعري كيف جهلت العقول ما هو أظهر من الشمس فيقول ما صدر عن الواحد إلا واحد و يقول إن الحق واحد من جميع الوجوه و هو يعلم أن النسب من بعض الوجوه و إن الصفات في مذهب الآخر من بعض الوجوه فأين الواحد من جميع الوجوه

[أحدية الألوهية و أحدية المجموع]

فلا أعلم من اللّٰه بالله حيث لم يفرض الوحدة إلا أحدية المجموع و هي أحدية الألوهة له تعالى فقال هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهٰادَةِ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاٰمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّٰارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحٰانَ اللّٰهِ عَمّٰا يُشْرِكُونَ هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ و هي تسعة و تسعون اسما مائة إلا واحدا و كل اسم واحد مدلوله ليس مدلول عين الاسم الآخر و إن كان المسمى بالكل واحدا فما عرف اللّٰه إلا اللّٰه

ما يعرف اللّٰه إلا اللّٰه فاعترفوا العين واحدة و الحكم مختلف
فقل لقوم أبوا إلا عقولهم هذا هو النهر المنساب فاغترفوا
و لا تقولن إن العقل ليس له سوى دلائله فيما بدا فقفوا
هنا و لا تبرحوا حتى يجوز بكم إليه كشف و ما في الكشف منصرف

[من طلب الواحد في عينه لم يحصل إلا على الحيرة]

فمن طلب الواحد في عينه لم يحصل الأعلى الحيرة فإنه لا يقدر على الانفكاك من الجمع و الكثرة في الطالب و المطلوب و كيف يقدر على نفي الكثرة و هو يحكم على نفسه بأنه طالب و على مطلوبه بأنه مطلوب

[يوم عرفة يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود]

و يوم عرفة يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ و ما عجله الحق في الدنيا لعباده إلا لانقضاء أجله المحدود كما قال سبحانه و تعالى في الآخرة إنه يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَ مٰا نُؤَخِّرُهُ إِلاّٰ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ و يوم عرفة يوم مغفرة عامة شاملة فإذا اتفق أن يكون يوم جمعة ففضل على فضل و مغفرة إلى مغفرة و عيد إلى عيد فالأولى و الأحق بالإمام أن يقيم فيه الجمعة فإنها أفضل صلاة مشروعة هي في موضع الأولى فلها الأولية التي لا ثاني لها فينبغي أن يقيمها من ثبتت له المغفرة الإلهية شرعا فطهر طهارة ظاهرة و باطنة فهو المقدس عن كل ذنب يحجب عن اللّٰه ثم إنه موطن الغبرة و الشعث و الخشوع و الابتهال و الدعاء و التضرع فوجبت الجمعة فيه إن حضر يومها فيكون يوما عيد عيد عرفة و عيد الجمعة فإن لم يقمها الإمام لم يحظ إلا بعيد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 715
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست