responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 714

(وصل في فصل)
فإن كان الإمام مكيا

فاختلفوا هل يقصر أم لا هنا و بمنى و بالمزدلفة فمن قائل بالقصر و لا بد في هذه الأماكن كان مكيا أو لم يكن و كان من أهل الموضع أو لم يكن و من قائل لا يقصر إلا إن كان مسافرا

[سر الإتمام و القصر في الصلاة يوم عرفة]

فمن راعى السفر أراد أن يناجي الحق تعالى في هذه الصلاة في مقام الوحدانية فيجعل للحق الركعة التي يناجيه منها من حيث أحديته و يجعل لنفسه الركعة الثانية التي يناجيه فيها من حيث أحدية العبد التي بها عرف أحدية الحق في يوم عرفة لتعدي هذا الفعل إلى أمر واحد و من راعى الإتمام جعل للحق ركعتين الواحدة من حيث ذاته تعالى و الثانية من حيث ما هو معلوم لنا بنسبة خاصة تقضي بأن يوصف بأنه معلوم لنا إذ قد كان غير موصوف بأنه معلوم إذ لم يكن لنا وجود في أعياننا فلم يكن ثم من يطلب منه أن يعرفه و يجعل الركعتين الأخريين الواحدة منها لذات العبد من حيث عينه و الركعة الثانية من حيث إمكانه الذي يعطيه الافتقار إلى مرجحه في انتسابه إليه و هذه معرفة لدليل و المشاهدة فإنها دليل أيضا فإن المشاهدة طريق موصلة إلى العلم بالمشهود و الفكر طريق موصل إلى العلم بالله أيضا من حيث استقلال العقل به و إن لم يشهد فهذا سر الإتمام في الصلاة و القصر لما يعطيه مكان عرفة من المعرفة بالله في الصلاة بهذا المكان

(وصل في فصل الجمعة بعرفة)

اختلف العلماء في وجوب الجمعة و متى تجب فقيل لا تجب الجمعة بعرفة و قال آخرون ممن قال بهذا القول إنه اشترط في وجوب الجمعة أن يكون هنالك من أهل عرفة أربعون رجلا و من قائل إذا كان أمير الحاج ممن لا يفارق الصلاة بمنى و لا بعرفة صلى بهم فيهما الجمعة إذا صادفها و قال قوم إذا كان و إلى مكة يجمع بهم و الذي أقول به إنه يجمع بهم سواء كان مسافرا أو مقيما و كثيرين أو قليلين مما ينطلق عليهم في اللسان اسم جماعة

[واقعة وقعت لابن عربى ليلة كتابة هذا الوجه من الفتوحات المكية]

واقعة وقعت لنا في ليلة كتابتي هذا الوجه و هي مناسبة لهذا الباب كنت أرى فيما يراه النائم شخصا من الملائكة قد ناولني قطعة من أرض متراصة الأجزاء ما لها غبار في عرض شبر و طول شبر و عمق لا نهاية له فعند ما تحصل في يدي أجدها قوله تعالى وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاّٰ يَكُونَ لِلنّٰاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إلى قوله وَ اشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ فكنت أتعجب ما كنت أقدر إن أنكر أنها عين هذه الآيات و لا أنكر أنها قطعة أرض و قيل لي هكذا أنزل القرآن أو أنزلت على محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فكنت أرى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و يقول لي هكذا أنزلت علي فخذها ذوقا و هكذا هو الأمر فهل تقدر على إنكار ما تجده من ذلك قلت لا فكنت أحار في الأمر حتى قلت لغلبة الحال علي في ذلك

ما ثم إلا حيرة عمت كلي و بعضي و هي من جملتي
و اللّٰه ما ثم حديث سوى هذا الذي قد شهدت مقلتي
فما أرى غيري و ما هو أنا و ذاك مجلاه و ذي كلتي
فقلت هذا كشف مطابق للجمعة التي جاء بها جبريل عليه السلام إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في صورة مرآة مجلوة و فيها نكتة و قال له يا رسول اللّٰه هذه الجمعة و هذه النكتة الساعة التي فيها و الحديث مشهور فانظر ما أعجب الأمور الإلهية و تجليها في القوالب الحسية و هذا دليل على ارتباط الأمر بيننا و بين الحق

فالكل حق و الكل خلق و كل ما تشهدون حق
يحوي على الأمر من قريب و ما له في اللسان نطق
و كله مثل ما تراه و كله في الوجود صدق
انتهى إمداد الواقعة الجامعة فلنرجع و نقول وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

[ما وجد كون إلا عن جمع معقول و لا ظهر مجموعا من حقائق]

الحج نداء إلهي وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ و الجمعة نداء إلهي إِذٰا نُودِيَ لِلصَّلاٰةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فوقعت المناسبة فالجماعة موجودة فوجبت إقامتها بعرفة و لا سبيل إلى تركها و لا سيما و الحقائق تعضد ذلك فما وجد كون من الأكوان إلا عن جمع معقول و لا ظهر كون في عين إلا مجموعا من حقائق تظهر ذلك و لم يصح وجود حادث شرعا و لا عقلا و كل ما سوى اللّٰه حادث إلا عن ذات ذات إرادة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 714
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست