responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 71

اعلم أيها الولي الحميم أن التاء من عالم الغيب و الجبروت مخرجه مخرج الدال و الطاء عدده أربعة و أربعمائة بسائطه الألف و الهمزة و اللام و الفاء و الهاء و الميم و الزاي فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في خاصة الخاصة مرتبته السابعة سلطانه في الجماد طبعه البرودة و اليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة له الخلق و الأحوال و الكرامات خالص كامل رباعي مؤنس له الذات و الصفات له من الحروف الألف و الهمزة و من الأسماء كما تقدم

«و من ذلك حرف الصاد اليابسة»



في الصاد نور لقلب بات يرقبه عند المنام و ستر السهد يحجبه
فنم فإنك تلقى نور سجدته ينير صدرك و الأسرار ترقبه
فذلك النور نور الشكر فارتقب المشكور فهو على العادات يعقبه
اعلم أيها الصفي الكريم أن الصاد من عالم الغيب و الجبروت مخرجه مما بين طرفي اللسان و فويق الثنايا السفلي عدده ستون عندنا و تسعون عند أهل الأنوار بسائطه الألف و الدال و الهمزة و اللام و الفاء فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في الخاصة و خاصة الخاصة له أول الطريق مرتبته الخامسة سلطانه في البهائم طبعه الحرارة و الرطوبة عنصره الهواء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة مجهولة له الأعراف خالص كامل مثنى مؤنس له من الحروف الألف و الدال و من الأسماء كما تقدم ثم اعلم أني جعلت سر هذا الصاد اليابسة لا ينال إلا في النوم لكونى ما نلته و لا أعطانيه الحق تعالى إلا في المنام فلهذا حكمت عليه بذلك و ليست حقيقته ذلك و اللّٰه يعطيه في النوم و اليقظة و لما وقفت عنده بالتقييد جعلت بعض الأصحاب يقرأ على أسرار الحروف لأصلح ما اختل منها عند التقييد لسرعة القلم فلما وصل بالقراءة إلى هذا الحرف قلت لهم ما اتفق لي فيه و أن النوم ليس لازما في نيله و لكن هكذا أخذته فوصفت حالي و انفض الجمع فلما كان من الغد من يوم السبت قعدنا على سبيل العادة في المجلس بالمسجد الحرام تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة و كان يحضر عندنا الشيخ الفقيه المجاور أبو يحيى ببكر بن أبي عبد اللّٰه الهاشمي التويتمي الطرابلسي رحمه اللّٰه فجاء على عادته فلما فرغنا من القراءة قال لي رأيت البارحة في النوم كأني قاعد و أنت أمامي مستلق على ظهرك تذكر الصاد فأنشدتك مرتجلا

الصاد حرف شريف و الصاد في الصاد أصدق
فقلت لي في النوم ما دليلك فقلت

لأنها شكل دور و ما من الدور أسبق
ثم استيقظت.و حكى لي في هذه الرؤيا إني فرحت بجوابه فلما أكمل ذكره فرحت بهذه المبشرة التي رآها في حقي و بهيئة الاضطجاع و ذلك رقاد الأنبياء عليهم السلام و هي حالة المستريح الفارغ من شغله و المتأهب لما يرد عليه من أخبار السماء بالمقابلة فاعلم أن الصاد حرف من حروف الصدق و الصون و الصورة و هو كري الشكل قابل لجميع الأشكال فيه أسرار عجيبة فتعجبت من كشفه في نومه قرت عينه على حالتي التي ذكرتها للأصحاب بالأمس في المجلس فَغَفَرْنٰا لَهُ ذٰلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ حرف شريف عظيم أقسم عند ذكره بمقام جوامع الكلم و هو المشهد المحمدي في أوج الشرف بلسان التمجيد و تضمنت هذه السورة من أوصاف الأنبياء عليهم السلام و من أسرار العالم كله الخفية عجائب و آيات و هذه الرؤيا فيها من الأسرار على حسب ما في هذه السورة من الأسرار فهي تدل على خير كثير جسيم يناله الرائي و من ريئت له و كل من شوهد فيها من اللّٰه تعالى و يحصل لهما من بركات الأنبياء عليهم السلام المذكورين في هذه السورة و يلحق الأعداء من الكفار ما في هذه السورة من البؤس لا من المؤمنين نسأل اللّٰه لنا و لهم العافية في الدنيا و الآخرة فهذه بشرى حصلت و أسرار أرسلها الحق إلينا على يد هذا الرائي و ذكر لي الرائي صاحبنا أبو يحيى أنه لما استيقظ تمم على البيتين اللذين أنشدهما لي في النوم قريضا فسألته أن يرسل إلى به حتى أقيده في كتابي هذا عقيب هذه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست