responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 706

لعائشة أم المؤمنين رضي اللّٰه عنها و لا يحتاج العارفون لمنة بنى شيبة فإن اللّٰه قد كفاهم بما أخرج لهم منه في الحجر فجناب اللّٰه أوسع أن يكون عليه سدنة من خلقه و لا سيما من نفوس جبلت على الشح و حب الرئاسة و التقدم و لقد وفق اللّٰه الحجاج رحمه اللّٰه لرد البيت على ما كان عليه في زمان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و الخلفاء الراشدين فإن عبد اللّٰه بن الزبير غيره و أدخله في البيت فأبى اللّٰه إلا ما هو الأمر عليه و جهلوا حكمة اللّٰه فيه يقول علي بن الجهم

و أبواب الملوك محجبات و باب اللّٰه مبذول الفناء

(وصل في فصل وقت جواز الطواف)

فمن قائل بإجازة الطواف بعد صلاة الصبح و العصر و به أقول و سبب ذلك أني رأيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في النوم و قد استقبل الكعبة و هو يقول يا مالكي أو قال يا ساكني الشك مني هذا البيت لا تمنعوا أحدا طاف به و صلى في أي وقت شاء من ليل أو نهار فإن اللّٰه يخلق له من صلاته ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة فمن ذلك الوقت قلت بإجازة الطواف في هذين الوقتين و كنت قبل هذه الرؤيا عندي في ذلك وقفة فإن حديث النسائي الذي يشبهه حديثنا رأيتهم قد توقفوا في الأخذ به فلما رأيت هذه المبشرة ارتفع عني الإشكال و ثبت به عندي حديث النسائي و حديث أبي ذر الغفاري و الحمد لله و من قائل بالمنع وقت الطلوع و وقت الغروب خاصة و من قائل بالكراهة بعد العصر و الصبح و منعه عند الطلوع و الغروب و من قائل بإباحته في الأوقات كلها و هو قولنا إلا أني أكره الدخول في الصلاة حال الطلوع و حال الغروب إلا أن يكون قد أحرم بها قبل حال الطلوع و الغروب

(تحرير ذلك)

لا يخلو المصلي أن يكون قبلته موضع طلوع الشمس أو غروبها بحيث أن يستقبلها فهنالك أكره له ذلك و أما إذ لم يكن في قبلته فلا بأس و أما عند الكعبة فالحكم له يدور من حيث شاء لا يستقبل الشمس طالعة و لا غاربة و قد فارق الكفار الذين يسجدون لها في الصورة الظاهرة في استقبالها و هو مفارق لهم في الباطن بلا شك و لا ريب سياق الحديثين

[سياق حديثى النسائي و أبى ذر]

حديث النسائي

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت و صلى في أي وقت شاء من ليل أو نهار و ما خص حال طلوع و لا حال غروب لأن العبد بشهود البيت متمكن أن لا يقصد استقبال مغرب و لا مشرق و ليس كذلك في الآفاق و ما أحسن تحريه صلى اللّٰه عليه و سلم في المصلي إلى السترة أن لا يصمد إليها صمدا و ليمل بها يمينا أو شمالا قليلا

حديث أبي ذر قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس و لا بعد الصبح حتى تطلع الشمس إلا بمكة إلا بمكة إلا بمكة و هذه الأحاديث تعضد رؤيانا

[اللّٰه متجل على الدوام لا تقيد تجليه الأوقات]

و اعلم أن اللّٰه متجل على الدوام لا تقيد تجليه الأوقات و الحجب إنما نرفع عن أبصارنا قال تعالى فَكَشَفْنٰا عَنْكَ غِطٰاءَكَ و قال وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ يعني المحتضر قال إبراهيم الخليل لاٰ أُحِبُّ الْآفِلِينَ و هو يحب اللّٰه بلا شك فالله ليس بآفل فتجليه دائم و تدليه لازم و الذي بين ذا و ذا إنك اليوم نائم فلا مانع لمن كان الحق مشهده و لهذا لم يمنع في تلك الحالة من ذكر اللّٰه و الجلوس بين يديه لانتظار الصلاة و الدعاء فيه و إنما منع السجود خاصة لكون الكفار يسجدون لها في ذلك الوقت

[محال أن يكون أثر الكفر أقوى من أثر الإيمان]

و هنا تنبيه على سر معقول و هو أنه من المحال أن يكون أثر الكفر أقوى من أثر الايمان عندنا و عندهم حتى يمنع من ظهوره و حكمه كما يظهر في هذا الأمر من كون سجود الكفار للشمس و هو كفر منع المؤمن من السجود لله و المانع إبداله القوة و اعلم أن الأمر في ذلك خفي أخفاه اللّٰه إلا عن العارفين فإن اللّٰه بهذا المنع أبقى على الكفار بعض حق إلهي بذلك القدر وقع المنع و ظهرت القوة في الحكم بمنع المؤمن من السجود في ذلك الوقت لسجود الكفار للشمس و ذلك أن اللّٰه يقول وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ و كذلك فعلوا فإنهم ما عبدوا الشمس إلا لتخيلهم أنها إله فما سجدوا إلا لله لا لعين الشمس بل لعين حكمهم فيها إنها اللّٰه و لقد أضافني واحد من علمائهم فأخذت معه في عبادتهم الشمس و سجودهم لها فقال لي ما ثم إلا اللّٰه و هذه الشمس أقرب نسبة إلى اللّٰه لما جعل اللّٰه فيها من النور و المنافع فنحن نعظمها لما عظمها اللّٰه بما جعل لها ثم نرجع و نقول فلما علم الحق أنهم ما عبدوا سواه و إن أخطئوا في النسبة و المؤمن لا يعبد إلا اللّٰه فأشبه الكافر في إيمانه بالله فكان الأمر مثل الشرع الإلهي ينسخ بعضه بعضا فما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 706
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست