responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 705

أطلعك اللّٰه على ما أودع في هذه الأشواط الفلكية كنت طائفا

[حركات الأطواف السبعة و آثار الصلاة السبع]

ثم إنه جعل حركات السموات التي هي الأفلاك مؤثرة في الأركان الأربعة لا يجاد ما يتولد منها فأنت الأركان الأربعة لأنك مركب من أربعة أخلاط و مجموعهما هو عين ذاتك الحسية التي هي الجسم فأنشأت فيك حركات هذه الأطواف السبعة الصلاة و هي المولدة من أركانك عنها و كانت ركعتان لأن النشأة المولدة مركبة من اثنين جسم و نفس ناطقة و هو الحيوان الناطق فالركعة الواحدة لحيوانيتك و الثانية للنفس الناطقة و لهذا جعل اللّٰه الصلاة نصفين نصفا له و نصفا للعبد و جعل اللّٰه لكل حركة دورية من هذا الأسبوع في الصلاة أثرا ليعرف أنها متولدة عنه فظهر في الصلاة سبعة آثار جسمانية و سبعة آثار روحانية عن حركة كل شوط من أسبوع الطواف أثر فإنه شكل باق و فلك معنوي لا يراه إلا من يرى خلق الموجودات من الأعمال أعيانا فالآثار الموجودة السبعة الجسمانية في نشأة الصلاة القيام الأول و الركوع و القيام الثاني و هو الرفع من الركوع و السجود و الجلوس بين السجدتين و السجود الثاني و الجلوس للتشهد و الأذكار التي في هذه الحركات الجسمانية سبعة هي أرواحها فقامت نشأة الصلاة كاملة

[أرفع ما في النشأة الإنسانية و أرفع ما في نشأة الصلاة]

و لما كان في النشأة الإنسانية أمر اختصه اللّٰه و فضله على سائر النشأة الإنسانية و جعله إماما فيها و هو القلب كذلك جعل في نشأة الصلاة أمرا هو أرفع ما في الصلاة و هو الحركة التي يقول فيها سمع اللّٰه لمن حمده فإن المصلي فيها نائب عن اللّٰه كالقلب نائب عن اللّٰه في تدبير الجسد و هو أشرف هيئات الصلاة فإنه قيام عن خضوع عظمت فيه ربك في حضرة برزخية و هي أكمل النشآت لأنها بين سجود و قيام جامعة للطرفين و الحقيقتين فلها حكم القائم و حكم الساجد فجمعت بين الحكمين

[سلطان فاتحة الكتاب]

و أثرها في القراءة في الصلاة أيضا سباعي عن أثر كل شوط في الطواف و هي قراءة السبع المثاني أعني فاتحة الكتاب و سلطانها إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ فإنها برزخية بين اللّٰه و بين عبده فهي جامعة و السلطان جامع و ما قبلها لله مخلص و ما بعدها للعبد مخلص و أعلى المقامات إثبات إله و مألوه و رب و مربوب فهو كمال الحضرة الإلهية فما تمدح إلا بنا و لا شرفنا إلا به فنحن به و له و هي سبع آيات لا غير و هي القراءة الكافية في الصلاة

[ظهور الحق في الأعيان الوجودية]

و كما أن العبد هو الذي أنشأ في ذاته الأشواط السبعة المستديرة الشكل الفلكية و في ذاته أثرت إيجاد الصلاة و في ذاته ظهرت الصلاة بكمالها فلم يخرج عن ذاته شيء من ذلك كله كذلك الأمر في ظهور الحق في الأعيان اكتسب من استعداد كل عين ظهر فيها ما حكم على الظاهر فيها و العين واحدة فقيل فيه طائف أعطاه هذا الاسم هذه الصورة التي أنشأها و هو الطواف و قيل فيه مصل أعطاه هذا الحكم صورة الصلاة التي أنشأها في ذاته عن طوافه فهو هو و ما ثم غيره

فلو رأيت الذي رأينا و صفته بالذي وصفنا
من أنه واحد كثير بذا عرفناه إذ عرفنا
فنحن لا و هو ذو ظهور فالعين منه و النعت منا

[بيت اللّٰه الصحيح الذي لا سدنة عليه]

و قد ذكرنا في أول هذا الكتاب ما بقي في الحجر من البيت و لما ذا أبقاه اللّٰه فيه و بينا الحكمة الإلهية في ذلك من رفع التحجير و التجلي الإلهي في الباب المفتوح لمن أراد الدخول إليه و ذلك هو بيت اللّٰه الصحيح و ما بقي منه بأيدي الحجبة بني شيبة وقع في باطنه التحجير لأنه في ملك محدث و هو الموجود المقيد فلا بد أن يفعل ما تعطيه ذاته و الحديث النبوي في ذلك مشهور و الخلفاء و الأمراء غفلوا عن مقتضى معنى قوله تعالى حين مسك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مفتاح البيت الذي أخذه من بنى شيبة فأنزل اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا فتخيل الناس أن الأمانة هي سدانة البيت و لم تكن الأمانة إلا مفتاح البيت الذي هو ملك لبني شيبة فرد إليهم مفتاحهم و أبقى صلى اللّٰه عليه و سلم عليهم ولاية السدانة و لو شاء جعل في تلك المرتبة غيرهم و للإمام أن يفعل ذلك إذا رأى في فعله المصلحة لكن الخلفاء لم يريدوا أن يؤخروا عن هذه الرتبة من قرره رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيها فهم مثل سائر ولاة المناصب إن أقاموا فيه الحق فلهم و إن جاروا فعليهم و للإمام النظر فبقي بيت اللّٰه عند العلماء بالله لا حكم لبني شيبة و لا لغيرهم فيه و هو ما بقي منه في الحجر

فمن دخله دخل البيت و من صلى فيه صلى في البيت كذا قال صلى اللّٰه عليه و سلم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 705
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست