responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 704

بالوضع الثاني إذ لا واضع إلا اللّٰه فاستلم الأركان كلها من كونها أركانا موضوعة بوضع إلهي وفق اللّٰه من شاء من المخلوقين لإظهارها على أيديهم و لكن لا دخول لهم من كونهم أركانا في التقبيل و المصافحة فينبغي للطائف إذا قيل الحجر و سجد عليه بجبهته كما جاءت السنة و صافحه بلمسه إياه بيده أن يستلم ركنه حتى يكون قد استلم الأركان كلها فإن لم يفعل فما استلم إلا أن يرى أن الحجر الأسود من جملة أحجار الركن فيكون عين مصافحته استلامه

(وصل في فصل الركوع بعد الطواف)



طفت بالبيت سبعة و ركعت بمقام الخليل ثم رجعت
لطوافى فطفت سبعا و عدنا لمقام الخليل ثم ركعت
لم أزل بين ذا و ذاك أنادي يا حبيب القلوب حتى سمعت
يا عبيدي فقلت لبيك ربي ها أنا ذا أجبت ثم أطعت
فأمروا بالذي تشاءون مني إن باب القبول مني فتحت
أجمع العلماء على أنه من سنن الطواف ركعتان بعد انقضاء الطواف و جمهورهم على أنه يأتي بهما بعد انقضاء كل أسبوع إن طاف أكثر من أسبوع و أجاز بعضهم أن لا يفرق بين الأسابيع و لا يفصل بينهما بركوع ثم يركع لكل أسبوع ركعتين و الذي أقول به إن الأولى أن يصلي عند انقضاء كل أسبوع فإن جمع أسابيع فلا ينصرف إلا عن وتر

فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما انصرف من الطواف إلا عن وتر فإنه انصرف عن سبعة أشواط أو عن طواف واحد فإن زاد فينصرف عن ثلاثة أسابيع و هي أحد و عشرون شوطا و لا ينصرف عن أسبوعين فإنه شفع و بالأشواط أربعة عشر شوطا و هي شفع فجاء بخلاف السنة في طوافه من كل وجه

[الطواف صلاة أبيح فيها الكلام]

فاعلم إن الطواف قد روى أنه صلاة أبيح فيها الكلام و إن لم يكن فيه ركوع و لا سجود كما سميت صلاة الجنائز صلاة شرعا و ما فيها ركوع و لا سجود و أقل ما ينطلق عليه اسم صلاة ركعة و هي الوتر و إذا انضاف إلى الطواف ركعتان كانت وترا مثل المغرب التي توتر صلاة النهار فأشبه الطواف مع الركعتين صلاة المغرب و هي فرض فأوتر الحق شفعية العبد

[كل مركب فقير يحتاج إلى وتر يستند إليه]

و لا يقال في الرابع من الأربعة إنه قد شفع وترية العبد فإن العبد ما له وترية في عينه فإنه مركب و كل مركب فقير فيحتاج إلى وتر يستند إليه لا ينفرد بشفعية في نفسه فلا يكون أبدا إلا وترا ثلاثة أو خمسة أو سبعة إلى ما لا يتناهى من الأفراد فإن كان رابعا أو سادسا فهو رابع ثلاثة لا رابع أربعة و سادس خمسة لا سادس ستة فهو واحد الأصل مضاف إلى وتر فما نسبته إلا لعينه إذ هو عين كل وتر لأنه بظهوره أبقى اسم الوترية على من أضيف إليه فقيل رابع ثلاثة لا رابع أربعة و رابع الثلاثة لا يكون إلا واحدا

[الأحدية المطلقة له-تعالى-في حال وجود العالم و في حال عدمه]

فسواء ورد على وتر أو على شفع الحكم فيه واحد فإنك تقول فيه خامس أربعة كما تقول رابع ثلاثة فما زالت الأحدية تصحبه في كل حال فهو مثل

قوله كان اللّٰه و لا شيء معه و هو الواحد و هو الآن على ما عليه كان فأقام الآن مقام الأعداد و الأعداد منها أشفاع و منها أوتار فإذا أضفت الحق إليها لم تجعله واحدا منها فتقول ثالث اثنين و رابع ثلاثة إلى ما لا يتناهى فتميز بذاته فالذي ثبت له من الحكم و لا عالم ثبت له و العالم كائن فتلك الأحدية المطلقة له في حال وجود العالم و في حال عدمه

[الطائف وتر انفرد بالطواف أو أضاف إليه ركعتين]

فالطائف إن انفرد بالطواف كان وترا و إن أضاف إليه الركعتين كان وترا من حيث إنه صلاة يقوم مقام الركعة الواحدة و من تم طوافه أشبه الصلاة الرباعية لوجود الثمان السجدات التي يتضمنها الأسبوع من السجود على الحجر عند تقبيله بالحس و هي ثمان تقبيلات في كل أسبوع عند الشروع فيه و في كل شوط عند انقضائه فمن أقام الطواف بهذا الاعتبار على الطريقين جوزي جزاء صلاة الفريضة الرباعية و الثلاثية الجامعة للفرض و الوتر الذي هو سنة أو واجب فالأولى أن لا يؤخر الركعتين عن أسبوعهما و ليصلهما عند انقضاء الأسبوع فإن قرأ في الطواف كان كمن قرأ في الصلاة و من لم يقرأ فيه كان كمن يرى أن الصلاة تجزئ بلا قراءة

[أدوار الطواف السبع و أفلاك السماوات السبع]

و اعلم أن هاتين الركعتين عقيب الطواف إنما ولدها فيك الطواف فإن الطواف قام لك مقام الأفلاك التي هي السموات السبع لأنه شكل مستدير فلكي و كذلك الفلك فلما أنشأت سبعة أدوار في الطواف أنشأت سبعة أفلاك أوحى اللّٰه في كل سماء أمرها من حيث لا يشعر بذلك إلا عارف بالله فإذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 704
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست