responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 669

أو المقصود من هذا الدعاء عين الصفة و أنت بحكم التبع لكون هذا الوصف الخاص لا يقوم بنفسه فما تكون أنت المطلوب و لا بد لك من اسم يكون لك من تلك الصفة يناديك به أو تكون أنت المدعو من حيث عينك و الصفة تبع ما هي المقصود في الدعاء لأنها لم يذكر لها عين في هذا الدعاء الخاص فمن راعى من العارفين العين لا عين الصفة لكونه تعالى قال وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ و ما قال على المسلمين و لا ذكر صفة زائدة على أعيانهم فأوجبها على الأعيان وجوبا إلهيا فإذا أتى بهذا الدعاء صاحب الاسم الذي هو الناس قيل فيه إنه قد أجاب إجابة ذاتية فيكون جزاء إجابته تجلى من دعاه ذاتا بذات و من اعتبر أنه ما دعاه من حيث ما هو ذات و إنما دعاه من حيث ما هو متكلم فما أجاب هذا المدعو إلا عين الصفة لا عين الذات قيل له و كذلك المجيب المدعو ما أجاب منه إلا عين صفته فإن ذات المدعو من صفات من دعاه و هذه الصفة يعبر عنها بذات المدعو لأن المدعو مجموع صفات ذاتية له بمجموعها يكون إنسانا و هو كونه حيوانا ناطقا و ليس عين هذا المجموع سوى عين ذاته و لهذا وقع الدعاء من الداعي بالاسم الجامع و هو اللّٰه

[لا يتصور أن يدعو أحد اللّٰه من حيث حقيقة هذا الاسم]

فإن قيل لا يصح أن يكون حقيقة هذا الاسم الجامع و إنما يأتي و الداعي به اسم خاص يخصصه حال المدعو و يعين الاسم الخاص به كالجائع يقول يا اللّٰه أطعمني فالله الذي دعا يعم المعطي و المانع فتتعذر الإجابة إذا قصد الداعي ما يدل عليه هذا الاسم و ما قصد الداعي إلا المطعم المعطي الرزاق ما قصد المانع فإن أطعمه اللّٰه فما أجابه إلا المطعم كذلك قوله وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ليس المقصود بهذا الاسم عين ما يدل عليه فإن من مدلولاته أسماء إلهية تمنع من إجابة المكلف و أسماء تعطي إجابة المكلف فما دعاه من هذا الاسم إلا الاسم الذي يطلب إجابة المكلف المدعو و لهذا يعصي من لم يجب الدعاء بقرائن الأحوال و لو كان من حيث الاسم اللّٰه ما عصى و لا أطاع و تقابلت الأمور فلهذا لا يتصور أن يدعو أحد اللّٰه من حيث حقيقة هذا الاسم و لا يدعو هذا الاسم اللّٰه أحدا من حيث حقيقته و إنما يدعو و يدعى منه من حيث اسم خاص يتضمنه يعرف بالحال

[الذات من الجانبين لا يصح أن تكون مطلوبة]

فاعلم إن الذات من الجانبين لا يصح أن تكون مطلوبة لأنها موجودة و إنما متعلق الطلب المعدوم ليوجد فما يدعى إلا المعدوم لأن الدعاء طلب و الطلب عين الإرادة و الإرادة لا تتعلق إلا بالمعدوم قلنا و كذلك وقع فإنه ما ظهر من هذا المدعو إلا الإجابة و كانت معدومة مع كون ذات المدعو لما يدعى إليه موجودة فظهرت الإجابة من المدعو بعد أن لم تكن لأن الإجابة لا تكون إلا بعد دعاء داع و هذا المدعو المعدوم الثابت لا يصح وجوده من ذات المدعو و إنما يصح في ذات المدعو إذا كان المدعو من العالم فيفتقر إلى أن يقول له الداعي كن فحينئذ يكون المدعو إجابة لأمره في ذات هذا المتوجه عليه الخطاب فما إجابته ذات المدعو فيما يظهر و إنما وقعت الإجابة من الصفة التي ظهرت فيه فيخيل إن الذات التي ظهرت فيها ذات هذا المدعو هو المخاطب بالتكوين و ليس كذلك

[ما في الكون إلا مسلم]

و هكذا هو الوجود الإلهي و الكوني في نفس الأمر و إن كان الظاهر يعطي غير هذا فما في الكون إلا مسلم لغة لأنه ما ثم إلا منقاد للأمر الإلهي لأنه ما ثم من قيل له كن فأبى بل يكون من غير تثبط و لا يصح إلا ذلك فإذا وقع الحج ممن وقع من الناس ما وقع إلا من مسلم

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لحكيم بن حزام أسلمت على ما أسلفت من خير و لم يكن مشروعا من جانب اللّٰه له ذلك في حال الجاهلية و قبل بعثة الرسول فاعتبره له اللّٰه سبحانه لحكم الانقياد الأصلي الذي تعطيه حقيقة الممكن و هو الإسلام العام فمن اعتبر المجموع وجد و من اعتبر عين الصفة وجد و من اعتبر الذات وجد و لكل واحد شرب معلوم من علم خاص فإنه يدخل فيه هذا الإسلام الخاص المعروف في العرف الحاكم في الظاهر و الباطن معا فإن حكم في الظاهر لا في الباطن كالمنافق الذي أسلم للتقية حتى يعصم ظاهره في الدنيا فهذا ما فعل ما فعل من الأمور الخيرية التي دعي إليها لخيريتها فما له أجر و الذي فعلها و هو مشرك لخيريتها نفعته بالخير المنوي فلا بد أن ينقاد الباطن و الظاهر و بالمجموع تحصل الفائدة مكملة لأن الداعي دعاه بالاسم الجامع و المدعو هي من الاسم الجامع لصفة جامعة و هو الحج و الحج لا يكون إلا بتكرار القصد فهو جمع في المعنى فما في الكون إلا مسلم فوجب الحج على كل مسلم فلهذا لم يتصور فيه خلاف بين علماء الرسوم و علماء الحقائق و عالم الحقائق أتم من عالم الرسم في هذه المسألة و أمثالها

[حكم حج الطفل]

فإن حج الطفل الرضيع صح حجه و لا تلفظ له بالإسلام و لا يعرف نية الحج و لو مات عندنا قبل البلوغ كتب اللّٰه له تلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 669
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست