responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 667

لمصلحة رآها ثم أراد عمر بعده أن يخرجه فامتنع اقتداء برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فهو فيه إلى الآن و أما أنا فسيق لي منه لوح من ذهب جيء به إلي و أنا بتونس سنة ثمان و تسعين و خمسمائة فيه شق غلظه أصبع عرضه شبر و طوله شبر أو أزيد مكتوب فيه بقلم لا أعرفه و ذلك لسبب طرأ بيني و بين اللّٰه فسألت اللّٰه أن يرده إلى موضعه أدبا مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لو أخرجته إلى الناس لثارت فتنة عمياء فتركته أيضا لهذه المصلحة فإنه صلى اللّٰه عليه و سلم ما تركه سدى و

إنما تركه ليخرجه القائم بأمر اللّٰه في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و قد ورد خبر رويناه فيما ذكرناه من إخراجه على يد هذا الخليفة و ما أذكر الآن عمن رويته و لا الجزء الذي رأيته فيه

[في القلب العارف كنز العلم بالله]

كذلك جعل اللّٰه في قلب العارف كنز العلم بالله فشهد لله بما شهد به الحق لنفسه من أنه لا إله إلا اللّٰه و نفى هذه المرتبة عن كل ما سواه فقال شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ فجعلها كنزا في قلوب العلماء بالله و لما كانت كنزا لذلك لا تدخل الميزان يوم القيامة و ما يظهر لها عين إلا إن كان في الكثيب الأبيض يوم الزور و يظهر جسمها و هو النطق بها عناية لصاحب السجلات لا غير فذلك الواحد يوضع له في ميزانه التلفظ بها إذ لم يكن له خير غيرها فما يزن ظاهرها شيء فأين أنت من روحها و معناها فهي كنز مدخر أبدا دنيا و آخرة و كل ما ظهر في الأكوان و الأعيان من الخير فهو من أحكامها و حقها

[حملة البيت و حملة القلب]

ثم إن اللّٰه جعل هذا البيت الذي هو محل ذكر اسم اللّٰه على أربعة أركان كذلك جعل اللّٰه القلب على أربع طبائع تحمله و عليها قامت نشأته كقيام البيت اليوم على أربعة أركان كقيام العرش على أربعة حملة اليوم كذا ورد في الخبر أنهم اليوم أربعة و غدا يكونون ثمانية فإن الآخرة فيها حكم الدنيا و الآخرة فلذلك تكون غدا ثمانية فيظهر في الآخرة حكم سلطان الأربعة الأخر و كذلك يكون القلب في الآخرة تحمله ثمانية الأربعة التي ذكرناها و الأربعة الغيبية و هي العلم و القدرة و الإرادة و الكلام ليس غير ذلك فإن قلت فهي موجودة اليوم فلما ذا جعلتها في الآخرة قلنا و كذلك الثمانية من الحملة موجودون اليوم في أعيانهم لكن لا حكم لهم في الحمل الخاص إلا غدا كذلك هذه الصفات التي ذكرناها لا حكم ينفذ لهم في الدنيا دائما و إنما حكمهم في الآخرة للسعداء و حكم الأربعة الذين هم طبائع هذا البيت ظاهرة الحكم في الأجسام فإن قلت فما معنى قولك حكمهم قلت فإن العلم لا يشاهد العالم معلومه إلا في الآخرة و القدرة لا ينفذ حكمها إلا في الآخرة فلا يعجز السعيد عن تكوين شيء و إرادته غير قاصرة فما يهم بشيء يريد حضوره إلا حضر و كلامه نافذ فما يقول لشيء كن إلا و يكون فالعلم له عين في الآخرة و ليس هذا حكم هذه الصفات في النشأة الدنيا مطلقة فاعلم ذلك فالإنسان في الآخرة نافذ الاقتدار

[بيت اللّٰه قلب عبده المؤمن]

فالله بيته قلب عبده المؤمن و البيت بيت اسمه تعالى و العرش مستوي الرحمن ف‌ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ ف‌ لاٰ تَجْهَرْ بِصَلاٰتِكَ وَ لاٰ تُخٰافِتْ بِهٰا فإنه يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ مٰا يَخْفىٰ كما أنه يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ و أصفى و هو قوله وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً فإنه أخفى من السر أي أظهر فإن الوسط الحائل بين الطرفين المعين للطرفين و المميز لهما هو أخفى منهما كالخط الفاصل بين الظل و الشمس و البرزخ بين البحرين الأجاج و الفرات و الفاصل بين السواد و البياض في الجسم نعلم أن ثم فاصلا و لكن لا تدركه العين و يشهد له العقل و إن كان لا يعقل ما هو أي لا يعقل ماهيته فبين القلب و العرش في المنزلة ما بين الاسم اللّٰه و الاسم الرحمن و إن كان أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ و لكن ما أنكر أحد اللّٰه و أنكر الرحمن فقالوا وَ مَا الرَّحْمٰنُ فكان مشهد الألوهة أعم لإقرار الجميع بها فإنها تتضمن البلاء و العافية و هما موجودان في الكون فما أنكر هما أحد و مشهد الرحمانية لا يعرفه إلا المرحومون بالإيمان و ما أنكره إلا المحرومون من حيث لا يشعرون أنهم محرومون لأن الرحمانية لا تتضمن سوى العافية و الخير المحض فالله معروف بالحال و الرحمن منكور بالحال فقيل لهم أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ فعرفه أهل البلاء تقليد التعريف اللّٰه من وراء حجاب البلاء فافهم فقد نبهتك لأمور إن سلكت عليها جلت لك في العلم الإلهي ما لا يقدر قدره إلا اللّٰه فإن العارف بقدر ما ذكرناه من العلم بالله الذوقي اليوم عزيز

[الأسماء الإلهية تحج بيت القلب الذي وسع الحق]

و لما كان الحج لهذا البيت تكرار القصد في زمان مخصوص كذلك القلب تقصده الأسماء الإلهية في حال مخصوص إذ كل اسم له حال خاص يطلبه فمهما ظهر ذلك الحال من العبد طلب الاسم الذي يخصه فيقصده ذلك الاسم فلهذا تحج الأسماء الإلهية بيت القلب و قد تحج إليه من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 667
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست