responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 65

يكون إما في عين الجمع أو في عين الفرق لا غير و لا سبيل أن يعري عن هاتين الحقيقتين موجود و لا يجمعها أبدا فالحق و الإنسان في عين الجمع و العالم في عين التفرقة لا يجتمع كما لا يفترق الحق أبدا كما لا يفترق الإنسان فالله سبحانه لم يزل في أزله بذاته و صفاته و أسمائه لم يتجدد عليه حال و لا ثبت له وصف من خلق العالم لم يكن قبل ذلك عليه بل هو الآن على ما كان عليه قبل وجود الكون كما

وصفه صلى اللّٰه عليه و سلم حين قال كان اللّٰه و لا شيء معه و زيد في قوله و هو الآن على ما عليه كان فاندرج في الحديث ما لم يقله صلى اللّٰه عليه و سلم و مقصودهم أي الصفة التي وجبت له قبل وجود العالم هو عليها و العالم موجود و هكذا هي الحقائق عند من أراد أن يقف عليها فالتذكير في الأصل و هو آدم قوله ذلك و التأنيث في الفرع و هو حواء قوله تلك و قد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتاب الجمع و التفصيل الذي صنفناه في معرفة أسرار التنزيل فآدم لجميع الصفات و حواء لتفريق الذوات إذ هي محل الفعل و البذر و كذلك الآيات محل الأحكام و القضايا و قد جمع اللّٰه تعالى معنى ذلك و تلك في قوله تعالى وَ آتَيْنٰاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ فحروف الم رقما ثلاثة و هو جماع عالمها فإن فيها الهمزة و هي من العالم الأعلى و اللام و هي من العالم الوسط و الميم و هي من العالم الأسفل فقد جمع الم البرزخ و الدارين و الرابط و الحقيقتين و هي على النصف من حروف لفظه من غير تكرار و على الثلاث بغير تكرار و كل واحد منهما ثلث كل ثلاث و هذه كلها أسرار تتبعناها في كتاب المبادي و الغايات و في كتاب الجمع و التفصيل فليكف هذا القدر من الكلام على الم البقرة في هذا الباب بعد ما رغبنا في ترك تقييد ما تجلى لنا في الكتاب و الكاتب فلقد تجلت لنا فيه أمور جسام مهولة رمينا الكراسة من أيدينا عند تجليها و فررنا إلى العالم حتى خف عنا ذلك و حينئذ رجعنا إلى التقييد في اليوم الثاني من ذلك التجلي و قبلت الرغبة فيه و أمسك علينا و رجعنا إلى الكلام على الحروف حرفا حرفا كما شرطناه أولا في هذا الباب رغبة في الإيجاز و الاختصار وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الخامس وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ >بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

[الكلام على الحروف حرفا حرفا]

«فمن ذلك حرف الألف»



ألف الذات تنزهت فهل لك في الأكوان عين و محل
قال لا غير التفاتي فأنا حرف تأبيد تضمنت الأزل
فأنا العبد الضعيف المجتبى و أنا من عز سلطاني و جل
الألف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق و لكن قد سمته العامة حرفا فإذا قال المحقق إنه حرف فإنما يقول ذلك على سبيل التجوز في العبارة و مقام الألف مقام الجمع له من الأسماء اسم اللّٰه و له من الصفات القيومية و له من أسماء الأفعال المبدئ و الباعث و الواسع و الحافظ و الخالق و البارئ و المصور و الوهاب و الرزاق و الفتاح و الباسط و المعز و المعيد و الرافع و المحيي و الوالي و الجامع و المغني و النافع و له من أسماء الذات اللّٰه و الرب و الظاهر و الواحد و الأول و الآخر و الصمد و الغني و الرقيب و المتين و الحق و له من الحروف اللفظية الهمزة و اللام و الفاء و له من البسائط الزاي و الميم و الهاء و الفاء و اللام و الهمزة و له من المراتب كلها و ظهوره في المرتبة السادسة و ظاهر سلطانه في النبات و إخوته في هذه المرتبة الهاء و اللام و له مجموع عالم الحروف و مراتبها ليس فيها و لا خارجا عنها نقطة الدائرة و محيطها و مركب العوالم و بسيطها

«و من ذلك حرف الهمزة»



همزة تقطع وقتا و تصل كل ما جاورها من منفصل
فهي الدهر عظيم قدرها جل أن يحضره ضرب المثل
الهمزة من الحروف التي من عالم الشهادة و الملكوت لها من المخارج أقصى الحلق ليس لها مرتبة في العدد لها من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست