responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 646

أشرف ساعاته و الحكم فيها للروح الذي في السماء السادسة و هي سماء العدل و الاعتدال صفات و كمال الباطن فإن سلطان هذا اليوم هو الروح الذي في السماء الثالثة و له الاستبداد التام في يومه في الساعة الأولى منه و الثامنة فهو الحاكم بنفسه تجليا و سائر ساعاته يجري حكمه فيه بنوابه و العلم أكمل الصفات فخص الأكمل بالأكمل و الصوم لا مثل له في العبادات فأشبه من لا مثل له في نفي المثلية و من لا مثل له قد اتصف بصفتين متقابلتين من وجه واحد و هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ و هو ما بينهما إذا كان هو الموصوف و كذلك هو بين الظاهر و الباطن و هاتان الصفتان في المعنى واحدة و إنما كان الانقسام فيما ظهر عنها من الحكم فأطلق عليها اسم الظاهر لظهور الحكم عنها و اسم الباطن لخفاء سببه فهما نسبتان له فلما لم يكن بد من إثبات هذه الصفة النسبية التي هي معقول حكمها غير معقول حكم الموصوف لم يكن بد من إثباتها و كل حكم له أولية و آخرية في المحكوم عليه فهو الأول و الآخر من حيث المعنى واحد و من ابتدائه و انتهائه طرفان فيما لا ينقسم

[نحن بحمد اللّٰه يوم الجمعة و رسول اللّٰه عين الساعة التي فيها]

و لما كان الأمر على ما قررناه كان من أراد أن يصوم الجمعة يصوم يوما قبله أو يوما بعده و لا يفرده بالصوم لما ذكرناه من الشبه في صيام ذلك اليوم و قيام ليلته إذ كان ليس كمثله يوم فإنه خير يوم طلعت فيه الشمس فما أحكم علم الشرع في كونه حكم أن لا يفرد بالصوم و لا ليلته بالقيام تعظيما لرتبته على سائر الأيام و هو اليوم الذي اختلفت فيه الأمم فهدانا اللّٰه لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فما بينه اللّٰه لأحد إلا لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم لمناسبته الكمالية فإنه أكمل الأنبياء و نحن أكمل الأمم و سائر الأمم و أنبيائها ما أبان الحق لهم عنه لأنهم لم يكونوا من المستعدين له لكونهم دون درجة الكمال أنبياؤهم دون محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و أممهم دوننا في كمالنا فالحمد لله الذي اصطفانا فنحن بحمد اللّٰه يوم الجمعة و رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عين الساعة التي فيها التي بها فضل يوم الجمعة على سائر الأيام كما فضلنا نحن بمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم على سائر الأمم و الصوم لله من وجه التنزيه و الصوم للإنسان عبادة و موضع الاشتراك الصوم فصوم يوم الجمعة بما هو منه لله و صوم اليوم المضاف إليه بما هو للعبد منه إذ بصيام العبد صح أن يكون الصوم لله و بصيام اليوم المضاف إلى يوم الجمعة صح صوم يوم الجمعة وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

(وصل في فصل صيام يوم السبت)

خرج أبو داود عن عبد اللّٰه بن بشر عن أخيه أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب أو لحاء شجر فليمضغه قال أبو داود هذا منسوخ قال أبو عيسى في هذا الحديث حديث حسن و

خرج النسائي عن أم سلمة قالت كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يصوم يوم السبت و الأحد أكثر ما يصوم و يقول إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم

[يوم السبت هو يوم الأبد]

و اختلف العلماء في صوم يوم السبت فمن قائل بصومه و من قائل لا يصام اعلم أن يوم السبت عندنا هو يوم الأبد الذي لا انقضاء ليومه فليله في جهنم فهي سوداء مظلمة و نهاره لأهل الجنان فالجنة مضيئة مشرقة و الجوع مستمر دائم في أهل النار و ضده في أهل الجنان فهم يأكلون عن شهوة لا لدفع ألم جوع و لا عطش فمن كان مشهده القبض و الخوف اللذين هما من نعوت جهنم قال يصومه لأن الصوم جنة فيتقي به هذا الأمر الذي أذهله و

قد ورد في كتاب الترغيب لابن زنجويه عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه من صام يوما ابتغاء وجه اللّٰه بعده اللّٰه من النار سبعين خريفا و مثل هذا

[الحكمة تعطى في يوم السبت]

و من كان مشهده البسط و الرجاء و الجنة و عرف أن يوم السبت إنما سمي سبتا لمعنى الراحة فيه و إن لم تكن الراحة عن تعب و هو يوم ما بين ابتداء الخلق الذي وقع في يوم الأحد و بين انتهاء الخلق الذي وقع في يوم الجمعة و تلك الستة الأيام التي خلق اللّٰه فيها الخلق و قال في يوم السبت و قد وضع إحدى الرجلين على الأخرى أنا الملك و أحكم العالم و قدر في الأرض أقواتها : و أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا و وضع الموازين و أحال الخلق بعضهم على بعض و جعل منهم المفيض و القابل و أكمل استعداداتهم على أتم الوجوه و فعل كما أخبر من أنه أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و وصف نفسه بالفراغ قال من هذا مشهده الحكمة تعطي الفطر في هذا اليوم فحجر صومه و لما في ذلك من التعب الذي يضاد الراحة فإن الصوم مشقة لأنه ضد ما جبل عليه الإنسان من التغذي

[الصوم الذي هو مقابلة لضد]

و أما من صامه لمراعاة خلاف المشركين فمشهده أن مشهد المشرك الشريك الذي نصبه فلما ولي الشريك أمورهم في زعمهم بما ولوه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 646
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست