responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 63

فنقول فقوله ذٰلِكَ الْكِتٰابُ بعد قوله الم إشارة إلى موجود بيد أن فيه بعدا و سبب البعد لما أشار إلى الكتاب و هو المفروق محل التفصيل و أدخل حرف اللام في ذلك و هي تؤذن بالبعد في هذا المقام و الإشارة نداء على رأس البعد عند أهل اللّٰه و لأنها أعني اللام من العالم الوسط فهي محل الصفة إذ بالصفة يتميز المحدث من القديم و خص خطاب المفرد بالكاف مفردة لئلا يقع الاشتراك بين المبدعات و قد أشبعنا القول في هذا الفصل عند ما تكلمنا على قوله تعالى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ من كتاب الجمع و التفصيل أي اخلع اللام و الميم تبق الألف المنزهة عن الصفات ثم حال بين الذال الذي هو الكتاب محل الفرق الثاني و بين اللام التي هي الصفة محل الفرق الأول التي بها يقرأ الكتاب بالألف التي هي محل الجمع لئلا يتوهم الفرق الخطاب من فرق آخر فلا يبلغ إلى حقيقة أبدا ففصل بالألف بينهما فصار حجابا بين الذال و اللام فأرادت الذال الوصول إلى اللام فقام لها الألف فقال بي تصل و أرادت اللام ملاقاة الذال لتؤدي إليها أمانتها فتعرض لها أيضا الألف فقال لها بي تلقاه فمهما نظرت الوجود جمعا و تفصيلا وجدت التوحيد يصحبه لا يفارقه البتة صحبة الواحد الأعداد فإن الاثنين لا توجد أبدا ما لم تضف إلى الواحد مثله و هو الاثنين و لا تصح الثلاثة ما لم تزد واحدا على الاثنين و هكذا إلى ما لا يتناهى فالواحد ليس العدد و هو عين العدد أي به ظهر العدد فالعدد كله واحد لو نقص من الألف واحد انعدم اسم الألف و حقيقته و بقيت حقيقة أخرى و هي تسعمائة و تسعة و تسعون لو نقص منها واحد لذهب عينها فمتى انعدم الواحد من شيء عدم و متى ثبت وجد ذلك الشيء هكذا التوحيد إن حققته و هو معكم أينما كنتم فقال ذا و هو حرف مبهم فبين ذلك المبهم بقوله الكتاب و هو حقيقة ذا و ساق الكتاب بحر في التعريف و العهد و هما الألف و اللام من الم غير أنهما هنا من غير الوجه الذي كانتا عليه في الم فإنهما هناك في محل الجمع و هما هنا في أول باب من أبواب التفصيل و لكن من تفصيل سرائر هذه السورة خاصة لا في غيرها من السور هكذا ترتيب الحقائق في الوجود فذلك الكتاب هو الكتاب المرقوم لأن أمهات الكتب ثلاثة الكتاب المسطور و الكتاب المرقوم و الكتاب المجهول و قد شرحنا معنى الكتاب و الكاتب في كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية في الباب التاسع منه فانظره هناك فنقول إن الذوات و إن اتحد معناها فلا بد من معنى به يفرق بين الذاتين يسمى الوصف فالكتاب المرقوم موصوف بالرقم و الكتاب المسطور موصوف بالتسطير و هذا الكتاب المجهول الذي سلب عنه الصفة لا يخلو من أحد وجهين إما أن يكون صفة و لذلك لا يوصف و إما أن يكون ذاتا غير موصوفة و الكشف يعطي أنه صفة تسمى العلم و قلوب كلمات الحق محله أ لا تراه يقول الم تَنْزِيلُ الْكِتٰابِ قل أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ فخاطب الكاف من ذلك بصفة العلم الذي هو اللام المخفوضة بالنزول لأنه يتنزه عن إن تدرك ذاته فقال للكاف التي هي الكلمة الإلهية ذلك الكتاب المنزل عليك هو علمي لا علمك لا ريب فيه عند أهل الحقائق أنزله في معرض الهداية لمن اتقاني و أنت المنزل فأنت محله و لا بد لكل كتاب من أم و أمه ذلك الكتاب المجهول لا تعرفه أبدا لأنه ليس بصفة لك و لا لأحد و لا ذات و إن شئت أن تحقق هذا فانظر إلى كيفية حصول العلم في العالم أو حصول صورة المرئي في الرائي فليست و ليس غيرها فانظر إلى درجات حروف لا ريب فيه هدى للمتقين و منازلها على حسب ما نذكره بعد الكلام الذي نحن بصدده و تدبر ما بثثته لك و حل عقدة لام الألف من لا ريب تصير ألفان لأن تعريقة اللام ظهرت صورتها في نون المتقين و ذلك لتاخر الألف عن اللام من اسمه الآخر و هي المعرفة التي تحصل للعبد من نفسه في

قوله ع من عرف نفسه عرف ربه فقدم معرفة اللام على معرفة الألف فصارت دليلا عليه و لم يمتزجا حتى يصيرا ذاتا واحدة بل بان كل واحد منهما بذاته و لهذا لا يجتمع الدليل و المدلول و لكن وجه الدليل هو الرابط و هو موضع اتصال اللام بالألف فاضرب الألفين اا أحدهما في الآخر تصح لك في الخارج ألف واحدة آ و هذا حقيقة الاتصال كذلك اضرب المحدث في القديم حسا يصح لك في الخارج المحدث و يخفى القديم بخروجه و هذا حقيقة الاتصال و الاتحاد وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و هذا نقيض إشارة الجنيد في قوله للعاطس إن المحدث إذا قورن بالقديم لم يبق له أثر لاختلاف المقام أ لا ترى كيف اتصل لام الألف من لا ريب فيه من الكرسي فبدت ذاتان لآ جهل سر العقد بينهما ثم فصلهما العرش عند الرجوع إليه و الوصول

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست