responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 610

قال أبو العباس السياري رحمه اللّٰه ما التذ عاقل بمشاهدة قط لأن مشاهدة الحق فناء ليس فيها لذة

[اعتبار من كره القبلة للشاب و أجازها للشيخ]

و أما من كرهها للشاب فاعتباره المبتدي في الطريق أجازها للشيخ و اعتباره المنتهى فإن المنتهي لا يطلب الرجوع من المشاهدة إلى الكلام فيترك المشاهدة و يقبل على الفهوانية إذ لا تصح الفهوانية إلا مع الحجاب كما قال وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ و المنتهي يعرف ذلك فلا يفعله و أما المبتدي و هو الشباب فما عنده خبرة بالمقامات فإنه في مقام السلوك فلا يعرف منها إلا ما ذاقه و النهاية إنما تكون في المشاهدة و هو يسمع بها من الأكابر فيتخيل أنه لا يفقد المشاهدة مع الكلام و المبتدي في مشاهدة مثالية فيقال له ليس الأمر كما تزعم أن كلمك لم يشهدك و إن أشهدك لم يكلمك و لهذا لم يجوزها للشاب و أجازها للشيخ لأن الشيخ لا يطلب الفهوانية إلا إذا كان وارثا للرسول في التبليغ عن اللّٰه فيجوز له الإقبال على الفهوانية لفهم الخطاب

(وصل في فصل الحجامة للصائم)

فمن قائل إنها تفطر و الإمساك عنها واجب و من قائل إنها لا تفطر و لكنها تكره للصائم و من قائل إنها غير مكروهة للصائم و لا تفطر

(وصل في اعتبار هذا الفصل)

الاسم المحيي يرد على الاسم رمضان في حال حكمه في الصائم في شهر رمضان أو على الاسم الممسك الذي يُمْسِكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولاٰ أو يُمْسِكُ السَّمٰاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إذ كانت الحياة الطبيعية في الأجسام بخار الدم الذي يتولد من طبخ الكبد الذي هو بيت الدم للجسد ثم يسرى في العروق سريان الماء في الطوارق لسقي البستان لحياة الشجر فإذا طمى يخاف أن ينعكس فعله في البدن فيخرج بالفصاد أو بالحجامة ليبقى منه قدر ما يكون به الحياة فلهذا جعلنا الحكم للاسم المحيي أو الممسك فإن بالحياة تبقي سماوات الأرواح و أرض الأجسام و به يكون حكم المحيي أقوى مما هو بنفسهما اسمان الهيان إخوان فإذا وردا على اسم اللّٰه رمضان في حكم الصائم أو على الاسم الإلهي الذي به أضاف الحق الصوم لنفسه في غير رمضان و وجدا في المنزل الأقرب لهذا المحل الاسم الإلهي الضار و المميت استعانا بالاسم الإلهي النافع فصاروا ثلاثة أسماء إلهية يطلبون دوام هذه العين القائمة فحركوه لطلب الحجامة فلم يفطر الصائم و لم يكره فإن بوجودها ثبت حكم الاسم الإلهي رمضان لها

[اعتبار من كره الحجامة للصائم]

و من قال تكره و لا تفطر فوجه الكراهة في الاعتبار أن الصائم موصوف بترك الغذاء لأنه حرم عليه الأكل و الشرب و الغذاء سبب الحياة للصائم و قد أمر بتركه في حال صومه و إزالة الدم إنما هو في هذه الحال بالحجامة من أجل خوف الهلاك فقام مقام الغداء لطلب الحياة و هو ممنوع من الغذاء فكره له ذلك و بهذا الاعتبار و بالذي قبله يكون الحكم فيمن قال إنها تفطر و الإمساك عنها واجب

(وصل في فصل القيء و الاستقاء)

فمن قائل فيمن ذرعه القيء إنه لا يفطر الصائم و هم الأكثرون و من قائل إنه يفطر و هو ربيعة و من تابعه و كذلك الاستقاء الجماعة على أنه مفطر إلا طاوس فإنه قال ليس بمفطر

(وصل في اعتبار هذا الفصل)

المعدة خزانة الأغذية التي عنها تكون الحياة الطبيعية و إبقاء الملك على النفس الناطقة الذي به يسمى ملكا و بوجوده تحصل فوائد العلوم الوهبية و الكسبية و النفس الناطقة تراعي الطبيعة و الطبيعة و إن كانت خادمة البدن فإنها تعرف قدر ما تراعيها النفس الناطقة التي هي في الملك فإذا أبصرت الطبيعة إن في خزانة المعدة ما يؤدي إلى فساد هذا الجسم قالت للقوة الدافعة أخرجي الزائد المتلف بقاؤه في هذه الخزانة فأخذته الدافعة من الماسكة و فتحت له الباب و أخرجته و هذا هو الذي ذرعه القيء

[اعتبار من ذرعه القيء و من استقاء]

فمن راعى كونه كان غذاء فخرج على الطريق الذي منه دخل عن قصد و يسمى لأجل مروره على ذلك الطريق إذا دخل مفطرا أفطر عنده بالخروج أيضا و من فرق بين حكم الدخول و حكم الخروج و لم يراع الطريق و هما ضدان قال لا يفطر و هذا هو الذي ذرعه القيء فإن كان للصائم في إخراجه تعمل و هو الاستقاء فإن راعى وجود المنفعة و دفع الضرر لبقاء هذه البنية فقام عنده مقام الغذاء و الصائم ممنوع من استعمال الغذاء في حال صومه و كان إخراجه ليكون عنه في الجسم ما يكون للغذاء قال إنه مفطر و من فرق بين حكم الدخول و حكم الخروج قال ليس بمفطر

[الجسم لا يخلو من حكم اسم إلهى فيه]

و هذا كله في الاعتبار الإلهي أحكام الأسماء الإلهية التي يطلبها استعداد هذا البدن لتاثيرها في كل وقت فإن الجسم لا يخلو من حكم اسم إلهي فيه فإن استعد المحل لطلب اسم إلهي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست