responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 61

تعالى وَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ و اللّٰه يرشدنا و إياكم إلى ما فيه صلاحنا و سعادتنا في الدنيا و الآخرة إنه ولي كريم

«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]

الألف من الم إشارة إلى التوحيد و الميم للملك الذي لا يهلك و اللام بينهما واسطة لتكون رابطة بينهما فانظر إلى السطر الذي يقع عليه الخط من اللام فتجد الألف إليه ينتهي أصلها و تجد الميم منه يبتدئ نشوها ثم تنزل من أحسن تقويم و هو السطر إلى أسفل سافلين منتهى تعريق الميم قال تعالى خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنٰاهُ أَسْفَلَ سٰافِلِينَ و نزول الألف إلى السطر مثل

قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا و هو أول عالم التركيب لأنه سماء آدم ع و يليه فلك النار فلذلك نزل إلى أول السطر فإنه نزل من مقام الأحدية إلى مقام إيجاد الخليقة نزول تقديس و تنزيه لا نزول تمثيل و تشبيه و كانت اللام واسطة و هي نائبة مناب المكون و الكون فهي القدرة التي عنها وجد العالم فأشبهت الألف في النزول إلى أول السطر و لما كانت ممتزجة من المكون و الكون فإنه لا يتصف بالقدرة على نفسه و إنما هو قادر على خلقه فكان وجه القدرة مصروفا إلى الخلق و لهذا لا يثبت للخالق إلا بالخلق فلا بد من تعلقها بهم علوا و سفلا و لما كانت حقيقتها لا تتم بالوصول إلى السطر فتكون و الألف على مرتبة واحدة طلبت بحقيقتها النزول تحت السطر أو على السطر كما نزل الميم فنزلت إلى إيجاد الميم و لم يتمكن أن تنزل على صورة الميم فكان لا يوجد عنها أبدا إلا الميم فنزلت نصف دائرة حتى بلغت إلى السطر من غير الجهة التي نزلت منها فصارت نصف فلك محسوس يطلب نصف فلك معقول فكان منهما فلك دائر فتكون العالم كله من أوله إلى آخره في ستة أيام أجناسا من أول يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة و بقي يوم السبت للانتقالات من حال إلى حال و من مقام إلى مقام و الاستحالات من كون إلى كون ثابت على ذلك لا يزول و لا يتغير و لذلك كان الوالي على هذا اليوم البرد و اليبس و هو من الكواكب زحل فصار الم وحده فلكا محيطا من دار به علم الذات و الصفات و الأفعال و المفعولات فمن قرأ الم بهذه الحقيقة و الكشف حضر بالكل للكل مع الكل فلا يبقى شيء في ذلك الوقت إلا يشهده لكن منه ما يعلم و منه ما لا يعلم فتنزه الألف عن قيام الحركات بها يدل أن الصفات لا تعقل إلا بالأفعال كما قال ع كان اللّٰه و لا شيء معه و هو على ما عليه كان فلهذا صرفنا الأمر إلى ما يعقل لا إلى ذاته المنزهة فإن الإضافة لا تعقل أبدا إلا بالمتضايفين فإن الأبوة لا تعقل إلا بالأب و الابن وجودا و تقديرا و كذلك المالك و الخالق و البارئ و المصور و جميع الأسماء التي تطلب العالم بحقائقها و موضع التنبيه من حروف الم عليها في اتصال اللام الذي هو الصفة بالميم الذي هو أثرها و فعلها فالألف ذات واحدة لا يصح فيها اتصال شيء من الحروف إذا وقعت أولا في الخط فهي الصراط المستقيم الذي سألته النفس في قولها اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صراط التنزيه و التوحيد فلما أمن على دعائها ربها الذي هو الكلمة الذي أمرت بالرجوع إليه في سورة الفجر قبل تعالى تأمينه على دعائها فأظهر الألف من الم عقيب وَ لاَ الضّٰالِّينَ و أخفى آمين لأنه غيب من عالم الملكوت من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الغيب المتحقق الذي يسمونه العامة من الفقهاء الإخلاص و تسميه الصوفية الحضور و تسميه المحققون الهمة و نسميه أنا و أمثالنا العناية و لما كانت الألف متحدة في عالم الملكوت و الشهادة ظهرت فوقع الفرق بين القديم و المحدث فانظر فيما سطرناه تر عجبا و مما يؤيد ما ذكرناه من وجود الصفة المد الموجود في اللام و الميم دون الألف فإن قال صوفي وجدنا الألف مخطوطة و النطق بالهمزة دون الألف فلم لا ينطق بالألف فنقول و هذا أيضا مما يعضد ما قلناه فإن الألف لا تقبل الحركة فإن الحرف مجهول ما لم يحرك فإذا حرك ميز بالحركة التي تتعلق به من رفع و نصب و خفض و الذات لا تعلم أبدا على ما هي عليه فالألف الدال عليها الذي هو في عالم الحروف خليفة كالإنسان في العالم مجهول أيضا كالذات لا تقبل الحركة فلما لم تقبلها لم يبق إلا أن تعرف من جهة سلب الأوصاف عنها و لما لم يمكن النطق بساكن نطقنا باسم الألف لا بالألف فنطقنا بالهمزة بحركة الفتحة فقامت الهمزة مقام المبدع الأول و حركتها صفته العلمية و محل إيجاده في اتصال الكاف بالنون فإن قيل وجدنا الألف التي في اللام منطوقا بها و لم نجدها في الألف قلنا صدقت لا يقع النطق بها إلا بمتحرك مشبع التحرك قبلها موصولة به و إنما كلامنا في الألف المقطوعة التي لا يشبع الحرف الذي قبلها حركته فلا يظهر في النطق و إن رقمت مثل ألف إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ فهذان ألفان بين ميم إنما و بين لام

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست