responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 606

إذا غم علينا هلال رمضان فإن فيه خلافا بين أن نمد شعبان إلى أكثر المقدارين و هو الذي ذهبت إليه الجماعة و أما أن نرده إلى أقل المقدارين و هو تسعة و عشرون و هو مذهب الحنابلة و من تابعهم و من خالف من غير هؤلاء لم يعتبر أهل السنة خلافه فإنهم شرعوا ما لم يأذن به اللّٰه و الذي أقول به أن يسأل أهل التسيير عن منزلة القمر فإن كان على درج الرؤية و غم علينا عملنا عليه و إن كان على غير درج الرؤية كملنا العدة ثلاثين و أما الشهور التي لا تعد بالقمر فلها مقادير مخصوصة أقل مقاديرها ثمانية و عشرون و هو المسمى بالرومية فبراير و أكثرها مقدارا ستة و ثلاثون يوما و هو المسمى بالقبطية مسرى و هو آخر شهور سنة القبط و لا حاجة لنا بشهور الأعاجم فيما تعبدنا به من الصوم

[حكمة مقدار الشهر العربي]

فأما انتهاء الثلاثين في ذلك فهو عدد المنازل و النازلين اللذين لا يخنسان و هما الشمس المشبهة بالروح التي ظهرت به حياة الجسم للحس و القمر المشبهة بالنفس لوجود الزيادة و النقص و الكمال الزيادي و النقصي و المنازل مقدار المساحة التي يقطعها ما ذكرناه دائبا فإن بالشهر ظهرت بسائط الأعداد و مركباتها بحرف العطف من أحد و عشرين إلى تسعة و عشرين و بغير حرف العطف من أحد عشر إلى تسعة عشر و حصر وجود الفردية في البسائط و هي الثلاثة و في العقد و هي الثلاثون ثم تكرار الفرد لكمال التثليث الذي عنه يكون الإنتاج في ثلاثة مواضع و هي الثلاثة في البسائط و الثلاثة عشر في العدد الذي هو مركب بغير حرف عطف و الثلاثة و العشرون بحرف العطف و انحصرت الأقسام و لما رأينا أن الروح يوجد فتكون الحياة و لا يكون هناك نقص و لا زيادة فلا يكون للنفس عين موجودة لها حكم كموت الجنين في بطن أمه فقد نفخ الروح فيه أو عند ولادته لذلك كان الشهر قد يوجد من تسعة و عشرين يوما فإذا علمت هذا فقد علمت حكمة مقدار الشهر العربي و إذا عددناه بغير سير الهلال و نوينا شهرا مطلقا في إيلاء أو نذر عملنا بالقدر الأقل في ذلك و لم نعمل بالأكثر فإنا قد حزنا بالأقل حد الشهر ففرغنا و إنما نعتبر القدر الأكثر في الموضع الذي شرع لنا أن نعتبره و ذلك في الغيم على مذهب أو يعطي ذلك رؤية الهلال

لقوله صلى اللّٰه عليه و سلم صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته

(وصل في فصل إذا غم علينا في رؤية الهلال)

اختلف العلماء إذا غم الهلال فقال الأكثرون تكمل العدة ثلاثين فإن كان الذي غم هلال أول الشهر عد الشهر الذي قبله ثلاثين و كان أول رمضان الحادي و الثلاثين و إن كان الذي غم هلال آخر الشهر أعني شهر رمضان صام الناس ثلاثين يوما و من قائل إن كان المغمى هلال أول الشهر صام اليوم الثاني و هو يوم الشك و من قائل في ذلك يرجع إلى الحساب بتسيير القمر و الشمس و هو مذهب ابن الشخير و به أقول

(وصل اعتبار هذا)

تقدم حديث سبب الخلاف

خرج مسلم عن ابن عمر أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ذكر رمضان فضرب بيده فقال الشهر هكذا و هكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم فاقدروا ثلاثين و

قد ورد أيضا من حديث ابن عمر أنه قال صلى اللّٰه عليه و سلم إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب الشهر هكذا و هكذا و هكذا و عقد الإبهام و الشهر هكذا و هكذا و هكذا يعني تمام ثلاثين فهذا الحديث الثاني رفع الإشكال و حديث اقدروا من حمله على التضيق ابتدأ بصوم رمضان من يوم الشك و من حمله على التقدير حكم بالتسيير و به أقول

[طلوع هلال المعرفة في أفق قلوب العارفين]

اعلم أنه لا ترفع الأصوات إلا بالرؤية و به سمي هلالا فمتى ما طلع هلال المعرفة في أفق قلوب العارفين من الاسم الإلهي رمضان وجب الصوم و متى طلع هلال المعرفة في أفق قلوب العارفين من الاسم الإلهي فاطر السموات و الأرض وجب الفطر على الأرواح من قوله السموات و على الأجسام من قوله و الأرض و طلع هنا أي ظهر فإنه غارب يتلو الشمس فإن غم على العارف و لم يره من أجل الحجاب الحائل من عالم البرزخ فإن الغيم برزخي بين السماء و الأرض فيقدر العارف لهلال المعرفة في قلبه بحاله و ذلك أن ينظر في هلال عقله بتسييره في منازل سلوكه حالا بعد حال و مقاما بعد مقام فإن كان مقامه يعطي الكشف و إن النداء قد جاءه من خلف حجاب كما جاء وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ غير أن حجاب الطبيعة قام له في ذلك الوقت في أمر من أموره من شغل الخاطر بمال أو أهل و إن كان في اللّٰه فيعمل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست