responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 575

عليه و سلم دينار أنفقته في سبيل اللّٰه دينار أنفقته في رقبة دينار تصدقت به على مسكين دينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك

(وصل في فصل صلة أولي الأرحام و أن الرحم شجنة من الرحمن)

[الصدقة على ذوى الرحم صدقة و صلة]

افهم رزقك اللّٰه الفهم عن اللّٰه لما كانت الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله اللّٰه يعني بمن هي شجنة منه و من قطعها قطعه اللّٰه كانت الصدقة على أولي الأرحام صدقة و صلة بالرحمن و على غير الرحم صدقة تقع بيد الرحمن ما فيها صلة بالرحمن

[الصورة الآدمية خليفة]

هذه الصورة الآدمية خليفة فمنزلة يعطي أن يكون الخليفة ظاهرا بصورة من استخلفه فمن تصدق على نفسه بما فيه حياتها كانت له صدقة و صلة بالله الذي الرحمن من نعوته فإن اللّٰه خلق آدم على صورته على خلافهم في الضمير قال اللّٰه تعالى بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ فوصف اللّٰه بالرحمن

[كلما بعدت النسبة عظمت المنزلة]

و

خرج الترمذي عن سلمة بن عامر عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال الصدقة على المسكين صدقة و على ذي الرحم ثنتان صدقة و صلة كلما قويت النسبة عظمت المنزلة هذا عند أصحابنا و الأمر عندنا ليس كذلك فإنه كلما بعدت النسبة عظمت المنزلة و لنا في ذلك

رأيت ربي بعين ربي فقلت ربي فقال أنت
فيتخيل فيه بعض العارفين أن هذا البيت على النمط الأول و ليس كذلك فضمير المتكلم من هذا البيت عين العبد بربه لا بنفسه فتدبر هذا النظم فإنه من أعجب المعارف الإلهية يحتوي على أسرار عظيمة و علم كبير

(وصل في فصل تصدق الآخذ على المعطي يأخذ منه)

[النفس تتصدق على العقل بقبولها منه]

النفس تتصدق على العقل بقبولها منه ما يلقى إليها إذ بعض النفوس لا تقبل و النفس تتصور نفوس مريديها و هم أيتام لا أم لهم لأن نفوسهم ماتت عنهم فليس لهم مدبر إلا هذه النفس التي لشيخهم فتتصدق عليهم بما يلقي اللّٰه إليها من الروح الإلهي إذا كانت في مقام الحال المؤثر بالفعل فتجد نفس المريد أمورا لا يعطيها مقامه و لا حاله خارجة عن كسبه فيتخيل إن اللّٰه قد فتح عليه بلا واسطة و ذلك الفتح إذا كان من حال نفس هذا الشخص الذي هو الشيخ فإن المريد يتيم في حجر الشيخ و له على ذلك أجر عظيم عند اللّٰه فإنه ما من نبي إلا قال في إفادته و تبليغه لما قيل له قل ما أسالكم عليه مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ فهو تعليم يقتضي الأجر

[الأجر الذي لا يخرجك عن عبوديتك]

و هذا هو الأجر الذي لا يخرجك عن عبوديتك فأنت العبد في صورة الأجير ما هو أجر الأجير فإن الأجير من استوجر فهو أجنبي و السيد لا يستأجر عبده لكن العمل يقتضي الأجرة و لا يأخذها و إنما يأخذها العامل و العامل العبد فهو قابض الأجرة من اللّٰه فأشبه الأجير في قبض الأجرة و فارقه بالاستيجار يؤيد ما ذكرناه ما

خرجه مسلم في صحيحه عن بلال عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم سأله عن صدقة المرأة على زوجها و على أيتام في حجرها فقال أجران أجر القرابة و أجر الصدقة

(وصل في فصل معرفة من هما أبوا نفس الإنسان)

[الجسم الطبيعي و الروح الإلهي]

المدبرة لجسمه و قواه النفس الجزئية التي هي نفس الإنسان هي ولد جسمه الطبيعي فهو أمها و الروح الإلهي أبوها و لهذا تقول في مناجاتها ربنا و رب آبائنا العلويات و أمهاتنا السفليات فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي مريم أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا فَنَفَخْنٰا فِيهِ مِنْ رُوحِنٰا فكان عيسى عليه السلام ولدها و هي أمه

[الولد اليتيم الذي لا أب له]

الجسم المسوي نفخ فيه من الروح نفسا فالجسم أم و المنفوخ منه أب غير أن هذا الولد كاليتيم الذي لا أب له لأن عقله لم يستحكم بالنظر إليه فكأنه لا عقل له فهو بمنزلة الصغير الذي لا أب له يعلمه و يؤدبه فتسوسه نفسه النباتية التي هي جسمه بما خلقها اللّٰه عليه من صلاح المزاج فتكون القوي الباطنة و الظاهرة في غاية الصفاء و الاعتدال فتفيد النفس من العلوم التي هي بمنزلة صدقة المرأة على ولدها اليتيم فيحصل لهذا الشخص من جهة جسمه من العلم الإلهي جزاء لما تصدق به على نفسه ما لا يقدر قدره إلا اللّٰه

قالت أم سلمة زوج النبي صلى اللّٰه عليه و سلم هل لي أجر في بنى أبي سلمة أنفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا إنما هم بني قال نعم لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم خرجه مسلم في صحيحه

(وصل في فصل المتصدق بالحكمة على من هو أهل لها)

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست