responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 574

الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا اللّٰه قلت فيما بيني و بين نفسي فأين ذعار طي الذين قد سعروا البلاد و لئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز و لئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه و ليلقين اللّٰه أحدكم يوم القيامة و ليس بينه و بينه ترجمان يترجم له فيقول له أ لم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى فيقول أ لم أعطك مالا و أفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم و ينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي سمعت النبي صلى اللّٰه عليه و سلم يقول اتقوا النار و لو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة الحديث

[الأمان من الخوف الأعظم]

أما قوله لا تخاف أحدا إلا اللّٰه فهو الخوف الأعظم فإنه هو المسلط و بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ فأين الأمان فهذا تنبيه إدبارنا فإن الشخص الذي يكون في مثل هذه الحال هو في أمان في دنياه و في ماله و على نفسه ممن يؤذيه و هذا مقصد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و اللّٰه هو الذي رزقه الأمان في تلك الحال فيخاف من اللّٰه مما في غيبه مما لا يعلمه و لا يعلم أوانه و لو كان هذا الخائف يخاف اللّٰه مطلقا لتعلق خوفه على دينه فإن سبيل الشيطان إلى قلبه ليست آمنة كما أمنت السبيل الظاهرة التي تمر فيها السفار من الناس و إذا خاف اللّٰه شغله خوفه عن ماله و نفسه و لو لم تكن السبيل آمنة لكان هذا الخائف في أمان فإنه لا يخطر له خاطر إلا في دينه الذي يخاف عليه أن يسلبه حتى أنه لو أصيب في طريقه بتلف مال أو نفس لوقوع لصوص عليه ربما فرح بذلك و استبشر لما له فيه من الأجر الجزيل المدخر و الكفارات و كان حكمه حكم تاجر باع بنسيئة بربح كثير فما أحسن تشبيه النبوة بقوله لا تخاف أحدا إلا اللّٰه فأين الأمان و هو صلى اللّٰه عليه و سلم ما ذكر ذلك لعدي إلا في إن الأمان المعتاد حاصل في ذلك الوقت لما شكا الرجل من قطع السبيل و لكن أدرج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في ذلك الأمان الخوف من اللّٰه لأولي الألباب و النهي ليعم الخطاب العامة بالأمان و الخاصة بالخوف فهو تبين أحوال خاصة اللّٰه أي كونوا على مثل هذه الحالة في أمنكم خائفين من اللّٰه تعالى و هذا من جوامع الكلم لمن نظر و استبصر

(وصل في فصل الصدقة على الأقرب فالأقرب و مراعاة الجوار في ذلك)

[أقرب أهل الشخص إليه نفسه]

أقرب أهل الشخص إليه نفسه فإن اللّٰه يقول في قربه من عبده إنه أقرب إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فكأنه يقول إنه أقرب إليه من نفسه فهي أولى بما يتصدق به من غيرها كما إن اللّٰه أولى بالقرض لأنه أقرب إليه من نفسه و لكل متصدق عليه صدقة تليق به من المخلوقين ثم جوارحه ثم الأقرب إليه بعد ذلك و هو الأهل ثم الولد ثم الخادم ثم الرحم و الجار كما يتصدق على تلميذه و طالب الفائدة منه و إذا تحقق العارف بربه حتى كان كله نورا و كان الحق سمعه و بصره و جميع قواه كان حقا كله فمن كان أهل اللّٰه فإنه أهل هذا الشخص الذي هذه صفته بلا شك كما هم أهل القرآن أهل اللّٰه و خاصته كذلك من هم أهل اللّٰه و خاصته هم أهل هذا الذي ذكرناه فإنه حق كله كما

قال صلى اللّٰه عليه و سلم في دعائه و اجعلني نورا لما رأى الحق سمي نفسه نورا فإنه نائب اللّٰه في عباده فالمتصدق على أهل اللّٰه هو المتصدق على أهله إذا كان المتصدق بهذه المثابة

[الأقربون إلى اللّٰه أولى بالمعروف]

كنت يوما عند شيخنا أبي العباس العربي بإشبيلية جالسا و أردنا أو أراد أحدا عطاء معروف فقال شخص من الجماعة للذي يريد أن يتصدق الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ من فوره متصلا بكلام القائل إلى اللّٰه فيا بردها على الكبد و و اللّٰه ما سمعتها في تلك الحالة إلا من اللّٰه حتى خيل لي أنها كذا نزلت في القرآن مما تحققت بها و أشربها قلبي و كذا جميع من حضر فلا ينبغي أن يأكل نعم اللّٰه إلا أهل اللّٰه و لهم خلقت و يأكلها غيرهم بحكم التبعية فهم المقصودون بالنعم و من عداهم كما قلنا إنما يأكلها تبعا بالمجموع و من حيث التفصيل فما منه جوهر فرد و لا فيه عرض إلا و هو يسبح اللّٰه فهو من أهل اللّٰه فما من العالم من هو خارج عن هذه الأهلية العامة و ما فاز الخاصة إلا بالاطلاع على هذا كشفا

[طاعة أحدية الجمع و طاعة مفردات المجموع]

و هذه المسألة في طريق اللّٰه من أغمض المسائل إذ لبس المجموع سوى هذه الأجزاء فالأبعاض عين الكل فكل جزء و بعض طائع و ليس الكل و لا المجموع بهذه الصفة لكنه طائع بطاعة أحدية الجمع و هي طاعة متميزة عن طاعة مفردات هذا المجموع

[أعظم الأجر الإنفاق على الأهل]

و قد ورد في خبر في النفقة على الأهل المعلوم في الظاهر المقرر و فضلها ما يكون هذا اعتباره و هو ما

خرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 574
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست