responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 570

ذكر الترمذي عن ابن عمر عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في العسل في كل عشرة أزقاق زق

(الاعتبار في ذلك)

العلم الذي يأخذه الولي من طريق الوحي مما يتعلق بالغير يجب عليه إذاعته لأهله فإنه من أجلهم أعطيه و إنما خصصناه بالوحي دون غيره من الصفات إذ صفات تحصيل العلم كثيرة لأنا شبهناه بالعسل و هو نتيجة وحي قال تعالى وَ أَوْحىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فزكاته تعليمه

(وصل في فصل الزكاة على الأحرار لا على العبيد)

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق ذكره الدارقطني من حديث جابر

(الاعتبار
في ذلك)

كما لا يجوز للعبد أن يأخذ الصدقة قيل و لهذا منع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من الصدقة لتحققه بعبوديته فلم يخرج منه صلى اللّٰه عليه و سلم شيء في حركة و لا سكون يكون به حرا بغفلة و لا غير غفلة جملة واحدة و اجتبى آله عناية به في هذا الحكم فكذلك لا يجب في ماله زكاة حتى يكون حرا فإن العبد لا يملك مع سيده و علة الزكاة على الحر دعوى الملك و العبد لا دعوى له في شيء العبد عين قيمته و هو ثمنه الذي اشترى به فكما لا يتصور في ثمنه دعوى و لا إباية فيما يريده السيد من التصرف فيه كذلك العبد و كل عبد لم يكن نظره في ثمنه في معاملة سيده فلا تحقق له في عبوديته و لا معرفة له بنفسه هذا مذهب الطائفة بلا خلاف

[أصل الظهور الدعوى]

و إذا كان العبد مع سيده بهذه المثابة غاب العبد و ظهر السيد فإن أصل الظهور الدعوى و يكون السيد في هذه الحال يقوم عند الغير بصفة العبد تشريفا للعبد و هو

قوله تعالى جعت فلم تطعمني و مرضت فلم تعدني و هما من صفة العبيد الجوع و المرض و كذا قال اللّٰه في الجواب مرض فلان فلم تعده فلو عدته لوجدتني عنده فالله عند عبد هذه صفته و العبد إذا كانت هذه صفته كان عند ربه فافهم

(وصل في فصل أين تؤخذ الصدقات)

خرج أبو داود عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن الصدقة لا تؤخذ إلا في دورهم

(اعتباره)

دار الإنسان جسمه و أخذ الصدقات من الأرواح الإنسانية إنما هو في الدار الآخرة فلا بد من حشر الأجسام فإنه لا تؤخذ الصدقات ممن وجبت عليه إلا في داره و ليس لأرواح الأناسي ديار إلا أجسامهم

(وصل في فصل أخذ الإمام شطر مال من لا يؤدي زكاة ماله بعد أخذ الزكاة منه)

ذكر أبو داود أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال في حديث أخذ الزكاة و من منعها فأنا آخذها و شطر ماله عزمة من عزمات ربنا الحديث

(اعتباره)

ما يملكه الإنسان من أعماله ينقسم قسمين قسم يختص بنفسه و قسم يختص بجوارحه و الزكاة التي تجب عليه في عمله هو ما فرض اللّٰه عليه من أعماله مندوبها و مباحها فإذا لم يؤد زكاة ماله نظر اللّٰه في أعماله التي عملها في الوقت الذي وجب عليه فيه أداء فرض اللّٰه فإن كان من مكارم الأخلاق لم يجازه عليها بما يستحقه من الثواب و مسك ذلك الثواب عنه عن زكاة عمل وقته و إن كان من سفسافها ضاعف عليه الوزر فإنه صاحب عمل مذموم في حال تركه لأداء ما وجب عليه فجمع بين أمرين مذمومين عمل و ترك و إن كان في فعل مباح أخذ بترك الواجب خاصة

[أخذ شطر المال من مانع الزكاة]

و أما أخذ شطر عمله فهو الشطر الذي يتصور فيه الدعوى و هو العمل فإن التكليف ينقسم إلى عمل و ترك فالترك لا دعوى فيه فيبقى العمل فيأخذه الحق منه بالحجة بأن اللّٰه هو الفاعل لذلك العمل فإذا كوشف بهذا لم يبق له على ما يطلب جزاء إذا الجزاء من كونه عاملا و قد تبين له أن العامل هو اللّٰه فيبقى في الحيرة إلى أن يمتن اللّٰه عليه إما بعد العقوبة أو قبل العقوبة فيغفر له فهذا شطر ماله الذي يؤخذ منه في الدار الآخرة حيث يتصور الحساب

(وصل في فصل رضي العامل على الصدقة)

ذكر الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن أنس قال أتى رجل من بنى سليم فقال يا رسول اللّٰه إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى اللّٰه و رسوله فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها و لك أجرها و إثمها على من بدلها و

ذكر أبو داود من حديث جابر أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاءوكم فرحبوا بهم و خلوا بينهم و بين ما يبتغون فإن عدلوا فلا نفسهم و إن ظلموا فعليها و أرضوهم فإن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 570
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست