responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 546

و الأحكام إلا بأمر مشروع من عند اللّٰه فإن اتفق أن يكون أحد من أهل البيت بهذه المثابة من العلم و الاجتهاد و لهم هذه المرتبة كالحسن و الحسين و جعفر و غيرهم من أهل البيت فقد جمعوا بين الأهل و الآل فلا تتخيل أن آل محمد صلى اللّٰه عليه و سلم هم أهل بيته خاصة ليس هذا عند العرب و قد قال تعالى أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ يريد خاصته فإن الآل لا يضاف بهذه الصفة إلا للكبير القدر في الدنيا و الآخرة فلهذا قيل لنا قولوا اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم أي من حيث ما ذكرناه لا من حيث أعيانهما خاصة دون المجموع فهي صلاة من حيث المجموع و ذكرناه لأنه تقدم بالزمان على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قد ثبت أنه سيد الناس يوم القيامة و من كان بهذه المثابة عند اللّٰه كيف تحمل الصلاة عليه كالصلاة على إبراهيم من حيث أعيانهما فلم يبق إلا ما ذكرناه و هذه المسألة هي عن واقعة إلهية من وقائعنا فلله الحمد و المنة

روى عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال علماء هذه الأمة كأنبياء سائر الأمم و في رواية أنبياء بنى إسرائيل و إن كان إسناد هذا الحديث ليس بالقائم و لكن أوردناه تأنيسا للسامعين أن علماء هذه الأمة قد التحقت بالأنبياء في الرتبة

[الذين ليسوا بأنبياء و تغبطهم الأنبياء]

و أما

قول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في قوم يوم القيامة تنصب لهم منابر يوم القيامة ليسوا بأنبياء و لا شهداء تغبطهم الأنبياء و الشهداء و يعني بالشهداء هنا الرسل فإنهم شهداء على أممهم فلا نريد بهؤلاء الجماعة من ذكرناهم و غبطهم إياهم فيما هم فيه من الراحة و عدم الحزن و الخوف في ذلك الموطن و الأنبياء و الرسل و علماء هذه الأمة الصالحون الوارثون درجات الأنبياء خائفون و جلون على أممهم و أولئك لم يكن لهم أمم و لا أتباع و هم آمنون على أنفسهم مثل الأنبياء على أنفسهم آمنون و ما لهم أمم و لا أتباع و يخافون عليهم فارتفع الخوف عنهم في ذلك اليوم في حق نفوسهم و في حق غيرهم كما قال تعالى لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ يعني على نفوسهم و غيرهم من الأنبياء و العلماء و لكن الأنبياء و العلماء يخافون على أممهم و أتباعهم ففي مثل هذا تغبطهم في ذلك الموقف فإذا دخلوا الجنة و أخذوا منازلهم تبينت المراتب و تعينت المنازل و ظهر عليون لأولي الألباب فهذه مسألة عظيمة الخطر جليلة القدر لم نر أحدا ممن تقدمنا تعرض لها و لا قال فيها مثل ما وقع لنا في هذه الواقعة إلا أن كان و ما وصل إلينا فإن لله في عباده أخفياء لا يعرفهم سواه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ فقد تبين لك أن صلاة الحق على عباده باختلاف أحوالهم فالله يجعلنا من أجلهم عنده قدرا و لا يحول بيننا و بين عبوديتنا و تلخيص ما ذكرناه هو أن يقول المصلي اللهم صل على محمد بأن تجعل آله من أمته كما صليت على إبراهيم بأن جعلت آله أنبياء و رسلا في المرتبة عندك و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم بما أعطيتهم من التشريع و الوحي فأعطاهم الحديث فمنهم محدثون و شرع لهم الاجتهاد و قرره حكما شرعيا فأشبهت الأنبياء في ذلك فحقق ما أومأنا إليه في هذه المسألة تر الحق حقا انتهى الجزء الخمسون

(الباب السبعون(باب الزكاة)
في أسرار الزكاة)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

أخت الصلاة هي الزكاة فلا تقس النص في هذي و تلك على السواء
قامت على التثمين نشأتها لذا حملت على التقسيم عرش الاستوا
و لذاك تقسم في ثمانية من الأصناف شرعا و هو حكم من استوى
جاء الكتاب بذكرهم و صفاتهم و على مقامهم العلى قد احتوى
فزكت بها أموالهم و ذواتهم و تقدست بصلاة من أخذ اللوا
ذاك النبي محمد خير الورى في جنسه و له العلو على السوي
نال المحبة من عنايته فما يشكو القطيعة و الصبابة و الجوى

[الفرق بين الزكاة و القرض]

قال اللّٰه تعالى آمرا عباده وَ أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ وَ آتُوا الزَّكٰاةَ وَ أَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً و القرض هنا صدقة التطوع فورد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست