responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 54

الحق غير أنه في الحق ظاهر لأنه بذاته أزلي لا أول له و لا مفتتح لوجوده في ذاته بلا ريب و لا شك و لبعض المحققين كلام في الإنسان الأزلي فنسب الإنسان إلى الأزل فالإنسان خفي فيه الأزل فجهل لأن الأزل ليس ظاهرا في ذاته و إنما صح فيه الأزل لوجه ما من وجوه وجوده منها أن الموجود يطلق عليه الوجود في أربع مراتب وجود في الذهن و وجود في العين و وجود في اللفظ و وجود في الرقم و سيأتي ذكر هذا في هذا الكتاب إن شاء اللّٰه فمن جهة وجوده على صورته التي وجد عليها في عينه في العلم القديم الأزلي المتعلق به في حال ثبوته فهو موجود أزلا أيضا كأنه بعناية العلم المتعلق به كالتحيز للعرض بسبب قيامه بالجوهر فصار متحيزا بالتبعية فلهذا خفي فيه الأزل و لحقائقه أيضا الأزلية المجردة عن الصورة المعينة المعقولة التي تقبل القدم و الحدوث على حسب ما شرحنا ذلك في كتاب إنشاء الدوائر و الجداول فانظره هناك تجده مستوفى و سنذكر منه طرفا في هذا الكتاب في بعض الأبواب إذا مست الحاجة إليه و ظهور ما ذكرناه من سر الأزل في النون هو في الصاد و الضاد أتم و أمكن لوجود كمال الدائرة و كذلك ترجع حقائق الألف و الزاي و اللام التي للحق إلى حقائق النون و الصاد و الضاد التي للعبد و يرجع الحق يتصف هنا بالأسرار التي منعنا عن كشفها في الكتب و لكن يظهرها العارف بين أهلها في علمه و مشربه أو مسلم في أكمل درجات التسليم و هي حرام على غير هذين الصنفين فتحقق ما ذكرناه و تبينه يبدو لك من العجائب التي تبهر العقول حسن جمالها و بقي للملائكة باقي حروف المعجم و هي ثمانية عشر حرفا و هي الباء و الجيم و الدال و الهاء و الواو و الحاء و الطاء و الياء و الكاف و الميم و الفاء و القاف و الراء و التاء و الثاء و الخاء و الذال و الظاء

[مراتب الحضرتين الإلهية و البشرية]

فقلنا الحضرة الإنسانية كالحضرة الإلهية لا بل هي عينها على ثلاث مراتب ملك و ملكوت و جبروت و كل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثلاث فهي تسعة في العدد فتأخذ ثلاثة الشهادة فتضربها في الستة المجموعة من الحضرة الإلهية و الإنسانية أو في الستة الأيام المقدرة التي فيها أوجدت الثلاثة الحقية الثلاثة الخلقية يخرج لك ثمانية عشر و هو وجود الملك و كذلك تعمل في الحق بهذه المثابة فالحق له تسعة أفلاك للإلقاء و الإنسان له تسعة أفلاك للتلقي فتمتد من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق إلى التسعة الخلقية و تنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية فحيثما اجتمعت كان الملك ذلك الاجتماع و حدث هناك فذلك الأمر الزائد الذي حدث هو الملك فإن أراد أن يميل بكله نحو التسعة الواحدة جذبته الأخرى فهو يتردد ما بينهما جبريل ينزل من حضرة الحق على النبي ع و إن حقيقة الملك لا يصح فيها الميل فإنه منشا الاعتدال بين التسعتين و الميل انحراف و لا انحراف عنده و لكنه يتردد بين الحركة المنكوسة و المستقيمة و هو عين الرقيقة فإن جاءه و هو فاقد فالحركة منكوسة ذاتية و عرضية و إن جاءه و إن جاء و هو واجد فالحركة مستقيمة عرضية لا ذاتية و إن رجع عنه و هو فاقد فالحركة ذاتية و عرضية و إن رجع عنه و هو واجد فالحركة منكوسة عرضية لا ذاتية و قد تكون الحركة من العارف مستقيمة أبدا و من العابد منكوسة أبدا و سيأتي الكلام عليها في داخل الكتاب و انحصارها في ثلاث منكوسة و أفقية و مستقيمة إن شاء اللّٰه فهذه نكت غيبية عجيبة ثم أرجع و أقول إن التسعة هي سبعة و ذلك أن عالم الشهادة هو في نفسه برزخ فذلك فذلك واحد و له ظاهر فذلك اثنان و له باطن فذلك ثلاثة ثم عالم الجبروت برزخ في نفسه فذلك واحد و هو الرابع ثم له ظاهر و هو باطن عالم الشهادة ثم له باطن و هو الخامس ثم بعد ذلك عالم الملكوت هو في نفسه برزخ و هو السادس ثم له ظاهر و هو باطن عالم الجبروت و له باطن و هو السابع و ما ثم غير هذا و هذه صورة السبعية و التسعية فتأخذ الثلاثة و تضربها في السبعة فيكون الخارج أحدا و عشرين فتخرج الثلاثة الإنسانية فتبقى ثمانية عشر و هو مقام الملك و هي الأفلاك التي منها يتلقى الإنسان الموارد و كذلك تفعل بالثلاثة الحقية تضربها أيضا في السبعة فتكون عند ذلك الأفلاك التي منها يلقى الحق على عبده ما يشاء من الواردات فإن أخذناها من جانب الحق قلنا أفلاك الإلقاء و إن أخذناها من جانب الإنسان قلنا أفلاك التلقي و إن أخذناها منهما معا جعلنا تسعة الحق للإلقاء و الأخرى للتلقي و باجتماعهما حدث الملك و لهذا أوجد الحق تسعة أفلاك السموات السبع و الكرسي و العرش و إن شئت قلت فلك الكواكب و الفلك الأطلس و هو الصحيح

(تتميم) [في سبب كون الحرارة و الرطوبة ليس لهما فلك]

منعنا في أول هذا الفصل أن يكون للحرارة و الرطوبة فلك و لم نذكر السبب فلنذكر منه طرفا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست