responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 533

الغرب بجسمه و يتخيل أن حركته إلى جهة قصده و هو قوله تعالى وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ فإنهم لما استيقظوا من نوم غفلتهم و وصلوا إلى منزل و حطوا عن رحالهم طلبوا ما قصدوه فقيل لهم من أول قدم فارقتموه فما ازددتم منه إلا بعدا فيقولون يٰا لَيْتَنٰا نُرَدُّ و لا سبيل إلى ذلك فلهذا وصفوا بالحجاب عن ربهم الذي قصدوه بالتوجه على غير الطريق الذي شرع لهم

[الحكم للشرع ليس الحكم لك]

فإذا علمت ما اعتبرناه فلترتب الجنائز على قدر مقامك و لا نحكم فالحكم ليس لك و إنما هو للشارع فإن وقفت من الشارع في ذلك المقام من طريق الكشف على حكم صحيح ثابت في ذلك فاعمل به و لا تتعداه وقف عنده فَمٰا ذٰا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاٰلُ

(وصل في فصل من فاته التكبير على الجنازة)

[الخلاف في الذي يفوته بعض التكبير على الجنازة]

اختلفوا في الذي يفوته بعض التكبير على الجنازة في مواضع منها هل يدخل بتكبير أم لا و منها هل يقضي ما فاته أم لا و إن قضى فهل يدعو بين التكبيرات أو لا فمن قائل يكبر أول دخوله و من قائل ينتظر حتى يكبر الإمام و حينئذ يكبر و أما قضاء ما فاته فمن قائل يقضي ما فاته من التكبير و الدعاء و من قائل يقضي ما فاته من التكبير نسقا من غير دعاء

[مذهب ابن عربى فيمن فاته بعض التكبير]

و الذي أذهب إليه أن الذي يدرك مع الإمام من التكبير هو أول له ثم يتم صلاته بتكبيراتها و الدعاء

(الاعتبار)

التكبير تعظيم الحق فليسارع إليه و لا ينتظر الإمام و يقضي ما فاته من التكبير نسقا من غير دعاء فإن اللّٰه تعالى يقول من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين و المدعو له هنا الميت فيعطي الميت بالذكر من المصلي أفضل مما يعطيه لو دعا له و المقصود بالدعاء للميت إنما هو النفع و النفع الأعظم قد حصل بالذكر

(وصل في فصل الصلاة على القبر لمن فاتته الصلاة على الجنازة)

[الخلاف في الصلاة على القبر]

فقال قوم لا يصلي على القبر و قال قوم لا يصلي على القبر إلا وليها فقط إذا فاتته الصلاة عليها و كان قد صلى عليها غير وليها و قال قوم يصلي على القبر من فاتته الصلاة على الجنازة و اتفق القائلون بإجازة الصلاة على القبر أن من شرط ذلك حدوث الدفن و اختلف هؤلاء في المدة في ذلك فأكثرها شهر

[مذهب ابن عربى في الصلاة على القبر]

و بالصلاة على القبر أقول من غير مدة

(وصل الاعتبار في هذا الفصل)

لا يصلي على الميت حتى يوارى عن الأبصار في أكفانه فلا فرق أن يوارى بأكفانه أو يوارى بقبره و

قد ثبت عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم الصلاة على الميت بعد ما دفن في قبره فالاعتبار أن الجسم خلق من التراب و عاد إلى أصله فلا فرق بينه في حال انفصاله و بروزه على وجه الأرض أو حصوله تحت التراب فهو منها

[الروح المدبر يعود إلى باريه بعد الموت]

فإن كان المراد بتلك الصلاة الروح المدبر لهذا الجسم فالروح قد عرج به إلى بارئه و قد فارق الجسد فلا مانع من الصلاة عليه و إن كان المراد بتلك الصلاة الجسد دون الروح فسواء كان فوق الأرض أو تحت الأرض فإن الشارع ما فرق فكل واحد من الإنسان قد رجع إلى أصله فالتحق الروح منه بالأرواح و التحق العنصري منه بالعنصر

(فصول من يصلي عليه و من أولى بالتقديم)

[الخلاف فيمن يصلى عليه]

فمن ذلك الصلاة على من هو من أهل لا إله إلا اللّٰه فمن قائل يصلي عليهم مطلقا و لو كانوا من أهل الكبائر و الأهواء و البدع و كره بعضهم الصلاة على أهل البدع و بالأول أقول و لم يجز آخرون الصلاة على أهل الكبائر و لا على أهل البغي و البدع و لو علم هذا القائل إن المصلي على الجنازة شفيع و

قد ثبت أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال خبأت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي

(وصل اعتبار هذا الفصل)

قال صلى اللّٰه عليه و سلم صلوا على من قال لا إله إلا اللّٰه و لم يفصل و لا خصص و عم بقوله من و هي نكرة تعم فالمفهوم من هذا الكلام الصلاة على أهل التوحيد سواء كان توحيدهم عن نظر أو عن إيمان أعني عن تقليد للرسول أو عن نظر و إيمان معا و معنى الايمان أن يقولها على جهة القربة المشروعة من حيث ما هي مشروعة و هذا لا سبيل إلى الوصول إلى معرفته من القائل لها إلا بوحي أو كشف فإنه غيب و ما كلف اللّٰه نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا و لهذا ربطه بالقول

[من لا يتصور منه قول التوحيد أو لم يسمع منه]

و من لا يتصور منه القول أو لم يسمع أنه قالها كالصبي الرضيع فإن الرضيع يلحق بأبيه في الحكم فيصلي عليه و من لم تسمع منه يلحق بالدار و الدار دار الإسلام و هو بين المسلمين و لم يعرف منه دين أصلا لا الإسلام و لا غيره و كان مجهولا فإنه يحكم له بالدار فيصلي عليه فإذا كانت عناية الدار تلحقه بالمحقق إسلامه فما ظنك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 533
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست