responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 53

موضعه أو يصل موضعه إن شاء اللّٰه

[حظوظ الحظرات الإلهية و الانسانية و الجنية و الملائكية في عالم الحروف]

(فلنرجع و نقول)إن المرتبة السبعية التي لها الزاي و الألف و اللام جعلناها للحضرة الإلهية المكلفة أي تصيبها من الحروف و إن المرتبة الثمانية التي هي النون و الصاد و الضاد جعلناها حظ الإنسان من عالم الحروف و إن المرتبة التسعية التي هي العين و الغين و السين و الشين جعلناها حظ الجن من عالم الحروف و إن المرتبة العشرية و هي المرتبة الثانية من المراتب الأربعة التي هي باقي الحروف جعلناها حظ الملائكة من عالم الحروف و إنما جعلنا هذه الموجودات الأربعة لهذه الأربع مراتب من الحروف على هذا التقسيم لحقائق عسرة المدرك يحتاج ذكرها و بيانها إلى ديوان بنفسه و لكن قد ذكرناه حتى نتمه في كتاب المبادي و الغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من العجائب و الآيات و هو بين أيدينا ما كمل و لا قيد منه إلا أوراق متفرقة يسيرة و لكن سأذكر منه في هذا الباب لمحة بارق إن شاء اللّٰه فحصلت الأربعة للجن الناري لحقائق هم عليها و هي التي أدتهم لقولهم فيما أخبر الحق تعالى عنهم ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ و فرغت حقائقهم و لم تبق لهم حقيقة خامسة يطلبون بها مرتبة زائدة و إياك أن تعتقد أن ذلك جائز لهم و هو أن يكون لهم العلو و ما يقابله اللذان تتم بهما الجهات الستة فإن الحقيقة تأبى ذلك على ما قررناه في كتاب المبادي و الغايات و بينا فيه لم اختصوا بالعين و الغين و السين و الشين دون غيرها من الحروف و المناسبة التي بين هذه الحروف و بينهم و أنهم موجودون عن الأفلاك التي عنها وجدت هذه الحروف و حصل للحضرة الإلهية من هذه الحروف ثلاثة لحقائق هي عليها أيضا و هي الذات و الصفة و الرابط بين الذات و الصفة و هي القبول أي بها كان القبول لأن الصفة لها تعلق بالموصوف بها و بمتعلقها الحقيقي لها كالعلم يربط نفسه بالعالم به و بالمعلوم و الإرادة تربط نفسها بالمريد بها و بالمراد لها و القدرة تربط نفسها بالقادر بها و بالمقدور لها و كذلك جميع الأوصاف و الأسماء و إن كانت نسبا و كانت الحروف التي اختصت بها الألف و الزاي و اللام تدل على معنى نفي الأولية و هو الأزل و بسائط هذه الحروف واحدة في العدد فما أعجب الحقائق لمن وقف عليها فإنه يتنزه فيما يجهله الغير و تضيق صدور الجهلاء به و قد تكلمنا أيضا في المناسبة الجامعة بين هذه الحروف و بين الحضرة الإلهية في الكتاب المذكور و كذلك حصل للحضرة الإنسانية من هذه الحروف ثلاثة أيضا كما حصل للحضرة الإلهية فاتفقا في العدد غير أنها حرف النون و الصاد و الضاد ففارقت الحضرة الإلهية من جهة موادها فإن العبودية لا تشرك الربوبية في الحقائق التي بها يكون إلها كما إن بحقائقه يكون العبد مألوها و بما هو على الصورة اختص بثلاثة كهو فلو وقع الاشتراك في الحقائق لكان إلها واحدا أو عبدا واحدا أعني عينا واحدة و هذا لا يصح فلا بد أن تكون الحقائق متباينة و لو نسبت إلى عين واحدة و لهذا باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم و لم يقل باينهم بعلمه كما باينوه بعلمهم فإن فلك العلم واحد قديما في القديم محدثا في المحدث

[حضرتا الرب و حقائقها]

و اجتمعت الحضرتان في أن كل واحدة منهما معقولة من ثلاثة حقائق ذات و صفة و رابطة بين الصفة و الموصوف بها غير أن العبد له ثلاثة أحوال حالة مع نفسه لا غير و هو الوقت الذي يكون فيه نائم القلب عن كل شيء و حالة مع اللّٰه و حالة مع العالم و الباري سبحانه مباين لنا فيما ذكرناه فإن له حالين حال من أجله و حال من أجل خلقه و ليس فوقه موجود فيكون له تعالى وصف تعلق به فهذا بحر آخر لو خضنا فيه لجاءت أمور لا يطاق سماعها و قد ذكرنا المناسبة التي بين النون و الصاد و الضاد التي للإنسان و بين الألف و الزاي و اللام التي هي للحضرة الإلهية في كتاب المبادي و الغايات و إن كانت حروف الحضرة الإلهية عن سبعة أفلاك و الإنسانية عن ثمانية أفلاك فإن هذا لا يقدح في المناسبة لتبين الإله و المألوه ثم إنه في نفس النون الرقمية التي هي شطر الفلك من العجائب ما لا يقدر على سماعها إلا من شد عليه مئزر التسليم و تحقق بروح الموت الذي لا يتصور ممن قام به اعتراض و لا تطلع و كذلك في نفس نقطة النون أول دلالة النون الروحانية المعقولة فوق شكل النون السفلية التي هي النصف من الدائرة و النقطة الموصولة بالنون المرقومة الموضوعة أول الشكل التي هي مركز الألف المعقولة التي بها يتميز قطر الدائرة و النقطة الاخيرة التي ينقطع بها شكل النون و ينتهي بها هي رأس هذا الألف المعقولة المتوهمة فنقدر قيامها من رقدتها فترتكز لك على النون فيظهر من ذلك حرف اللام و النون نصفها زاى مع وجود الألف المذكور فتكون النون بهذا الاعتبار تعطيك الأزل الإنساني كما أعطاك الألف و الزاي و اللام في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست