responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 519

التكبير المعلوم في الصلوات تؤذن بأمر زائد يعطيه اسم العيد فإنه من العودة فيعاد التكبير لأنها صلاة عيد فيعاد كبرياء الحق تعالى قبل القراءة لتكون المناجاة عن تعظيم مقرر مؤكد لأن التكرار تأكيد للتثبيت في نفس المؤكد من أجله مراعاة لاسم العيد إذ كان للأسماء حكم و مرتبة عظمى فإن بها شرف آدم على الملائكة

[العيد يوم فرح و زينة و سرور]

فاسم العيد أعطى إعادة التكبير لأن الحكم له في هذا الموطن و بعد القراءة في مذهب من يراه لأجل الركوع في صلاة العيد و سبب ذلك أن العيد لما كان يوم فرح و زينة و سرور و استولت فيه النفوس على طلب حظوظها من النعيم و أيدها الشرع في ذلك بتحريم الصوم فيه و شرع لهم اللعب في هذا اليوم و الزينة و

في هذا اليوم لعبت الأحابشة في مسجد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو واقف ينظر إليهم و عائشة رضي اللّٰه عنها خلفه صلى اللّٰه عليه و سلم و

في هذا اليوم دخل بيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مغنيتان فغنتا في بيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يسمع و لما أراد أبو بكر الصديق رضي اللّٰه عنه حين دخل أن يغير عليهما قال له رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم دعهما يا أبا بكر فإنه يوم عيد!

[مضاعفة التكبير تعبير عما ينبغي لجلال الحق]

فلما كان هذا اليوم يوم حظوظ النفوس شرع اللّٰه فضاعف التكبير في الصلاة ليتمكن من قلوب عباده ما ينبغي للحق من الكبرياء و العظمة لئلا تشغلهم حظوظ النفوس عن مراعاة حقه تعالى بما يكون عليهم من أداء الفرائض في أثناء النهار أعني صلاة الظهر و العصر و باقي الصلوات قال اللّٰه تعالى وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ يعني في الحكم

[العوالم الثلاثة و الصفات السبعة النفسية]

فمن رآه ثلاث تكبيرات فلعوالمه الثلاثة لكل عالم تكبيرة في كل ركعة و من رآه سبعا فاعتبر صفاته فكبر لكل صفة تكبيرة فإن العبد موصوف بالصفات السبعة التي وصف الحق بها نفسه فكبره أن تكون نسبة هذه الصفات إليه سبحانه كنسبتها إلى العبد فقال اللّٰه أكبر يعني من ذلك في كل صفة

[الذات و الصفات الأربعة]

و المكبر خمسا فيها فنظرة في الذات و الأربع الصفات التي يحتاج إليها العالم من اللّٰه أن يكون موصوفا بها و بها ثبت كونه إلها فيكبره بالواحدة لذاته ب‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و يكبره بالأربع لهذه الصفات الأربع خاصة على حد ما كبره في السبع من عدم الشبه في المناسبة فاعلم ذلك

[ليس شيء بأيدينا مما ينسب إلينا]

و أما رفع الأيدي فيها فإشارة إلى أنه ما بأيدينا شيء مما ينسب إلينا من ذلك و أما من لم يرفع يديه فيها فاكتفى برفعها في تكبيرة الإحرام و رأى أن الصلاة أقرت بالسكينة فلم يرفع إذ كانت الحركة تشوش غالبا ليتفرغ بالذكر بالتكبير خاصة و لا يعلق خاطره بيديه ليرفعهما فينقسم خاطره فكل عارف راعى أمرا ما فعمل بحسب ما أحضره الحق فيه

(وصل في فصل في التنفل قبل صلاة العيد و بعدها)

فمن قائل لا يتنفل قبلها و لا بعدها و من قائل بالعكس و من قائل لا يتنفل قبلها و يتنفل بعدها و الذي أقول به إن الموضع الذي يخرج إليه لصلاة العيد لا يخلو إما أن يكون مسجدا في الحكم كسائر المساجد فيكون حكم الآتي إليه حكم من جاء إلى مسجد فمن يرى تحية المسجد فلينتفل كما أمر في ركعتي دخول المسجد و إن كان فضاء غير مسجد موضوع فهو مخير إن شاء تنفل و إن شاء لم يتنفل

(وصل الاعتبار في هذا الفصل)

المقصود في هذا اليوم فعل ما كان مباحا على جهة الفرض و الندب خلاف ما كان عليه ذلك الفعل في سائر الأيام فلا يتنفل فيه سوى صلاة العيد خاصة الفرائض إذا جاءت أوقاتها

[دعي الإنسان إلى الفرح و السرور في يوم العيد]

فإن حركة الإنسان في ذلك اليوم في أمور مقربة مندوب إليها و في فرض و من كان في أمر مندوب إليه مربوط بوقت فينبغي أن يكون له الحكم من حيث إن الوقت لذلك المندوب المعين فهو أولى به فلا يتنفل و قد ندب إلى اللعب و الفرح و الزينة في ذلك اليوم فلا يدخل مع ذلك مندوبا آخر يعارضه

[فعل الحكيم العادل في القضايا]

فإذا زال زمانه حينئذ له أن يبادر إلى سائر المندوبات و يرجع ما كان مندوبا إليه في هذا اليوم مباحا فيما عداه من الأيام و هذا هو فعل الحكيم العادل في القضايا فإن لنفسك عليك حقا و اللعب و اللهو و الطرب في هذا اليوم من حق النفس فلا تكن ظالما نفسك فتكون كمن يقوم الليل و لا ينام فإن تفطنت فقد نبهتك

(وصل في فصول الصلاة على الجنازة)

[الصلاة على الميت شفاعة له]

الصلاة على الميت شفاعة من المصلي عليه عند ربه و لا تكون الشفاعة إلا لمن ارتضى الحق أن يشفع فيه و لم يرتض سبحانه من عباده إلا العصاة من أهل التوحيد سواء كان ذلك عن دليل أو إيمان و لهذا شرع تلقين الميت ليكون

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست