responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 517

استقبال القبلة و من قائل لا بد من استقبال القبلة و الذي أقول به بالسجود لأي وجه كان فإن اللّٰه يقول فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ و إذا قدر على القبلة فهو أولى للجمع بين الظاهر و الباطن

(وصل في اعتبار ذلك)

اللّٰه جل جلاله عن التقييد فهو قبلة القلوب فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ حقيقة منزهة بلا خلاف بين أهل اللّٰه فإذا سجد العبد لله فقد سجد للقبلة المعتبرة فإن اللّٰه بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ لا تقيده الجهات و لا تحصره الأينيات و هو بالعين في كل أين ليس ذلك لسواه و لا يوصف به موجود إلا إياه فإن جمع الساجد بين القبلتين كما جمع في خلقه بين النشأتين باليدين فيقيد من يقبل التقييد و يطلق من يقبل الإطلاق فيعطي كل ذي حق حقه كما إن اللّٰه أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ

(وصل في فصل صلاة العيدين حكما و اعتبارا)



صلاة العيد تكرار الشهود بما يبدو علي من الوجود
إذا جلى لنا ما كان منه لنا مني به في كل عيد
فعيدي من وجودي يوم جود يمن به علي بلا مزيد
أكبره بسبع ثم خمس عن القرب المقيد بالوريد
و اطلب منه ما تعطيه ذاتي لذاك اليوم من لبس جديد
و لو أنى أقول بعين كوني لميزت المراد من المريد
و لكن عنه أعني حين أكني بحال في هبوط أو صعود
أناجيه به في كل حال و يحجبني بلذات المزيد
و أرفع ستره عن عين ذاتي فتغنيني المطالع عن وجودي
بماء حياته طهري و من لم يجد ماء تيمم بالصعيد
و عين تيممي ردي بذاتي إلي بلا شهود في شهود

[صلاة العيدين سنة بلا أذان و لا إقامة]

صلاة العيدين سنة بلا أذان و لا إقامة هما يوما سرور عيد الفطر لفرحته بفطره فيعجل بالصلاة للقاء ربه فإن المصلي يناجي ربه

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه فأراد أن يعجل بحصول الفرحتين فشرعت صلاة عيد الفطر و حرم عليه صوم ذلك اليوم ليكون في فطره مأجورا أجر الفرائض في عبودية الاضطرار لتكون المثوبة عظيمة القدر و في صلاة عيد الأضحى مثل ذلك لصيامه يوم عرفة في حق من صامه فإنه صوم مرغوب فيه في غير عرفة و حرم عليه صوم يوم الأضحى ليؤجر أجر الواجبات فإنها من أعظم الأجور

[يوم العيد يوم زينة و الشغل بأحوال النفوس]

و لما كان يوم زينة و شغل بأحوال النفوس من أكل و شرب و بعال شرع في حق من ليس بحاج في ذلك اليوم أن يستفتح يومه بالصلاة بمناجاة ربه لتحفظه سائر يومه فإن الصلاة في ذلك اليوم في أول النهار كالنية في الصلاة فكما إن النية تحفظ عليه هذه العبادة و إن صحبته الغفلة في أثناء صلاته فالنية تجبر له ذلك فإنها تعلقت عند وجودها بكمال الصلاة فحكمها سار في الصلاة و إن غفل المصلي كذلك الصلاة في يوم العيد تقوم مقام النية و اليوم يقوم مقام الصلاة فما كان في ذلك اليوم من الإنسان من لهو و لعب و فعل مباح فهو في حفظ صلاته إلى آخر يومه و لهذا سميت صلاة العيد أي تعود إليه في كل فعل يفعله من المباحات بالأجر الذي يكون للمصلي حال صلاته و إن غفل لصحة نيته

[تحريم الصوم في يوم العيد]

و لهذا حرم عليه الصوم فيه تشبها بتكبيرة الإحرام و ليقابل به نية الصوم في حال وجوب الصوم فيكون في فطره صاحب فريضة كما كان في صومه في رمضان صاحب فريضة فجميع ما يفعله من المباحات في ذلك اليوم مثل سنن الصلاة في الصلاة و جميع ما يفعله من الفرائض في ذلك اليوم و الواجبات من جميع العبادات بمنزلة الأركان في الصلاة

[حال الإنسان في العيد مثل حال المصلى في الصلاة]

فلا يزال العبد في يوم العيدين حاله في أفعاله كلها حال المصلي فلهذا قلنا سميت صلاة العيد بخلاف ما يقول من ليس من طريقنا و لا شرب شربنا من أنه سمي بذلك لأنه يعود في كل سنة فهذه الصلوات الخمس تعود في كل يوم و لا تسمى صلاة عيد و إن كان لا يلزم هذا و لكن هو قول في الجملة يقال فإن قيل لارتباطه يوم العيد بالزينة قلنا و الزينة مشروعة في كل صلاة فإن اللّٰه يقول خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست