responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 516

ليقتدي بهم و يعرفون الاتباع عين الحكم الإلهي فيه فهو واجب عليهم ليبينوا للناس ما أنزل إليهم يقول اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ و للورثة من هذا التبليغ حظ وافر و الولي محفوظ من الأمر الذي يقصد الشيطان عند إلقائه في قلب الولي ما شاء اللّٰه أن يلقي إليه فيقلب عينه بصرفه إلى الوجه الذي يرضى اللّٰه فيحصل بذلك على منزلة عظيمة عند اللّٰه و لو لا حرص إبليس على المعصية ما عاد إلى هذا الولي مرة أخرى فإنه يرى ما جاء به ليبعد بذلك من اللّٰه يزيده قربا و سعادة و الأنبياء معصومون أن يلقي الشيطان إليهم فهذا الفرق بين العصمة و الحفظ

[العلم الذي أعطاه التجلي لقلب الولى]

و إنما جعلوا الحفظ للولي أيضا أدبا مع النبي فإن الشيطان ما له سبيل على قلوب بعض الأولياء من أجل العلم الذي أعطاه التجلي الإلهي لقلوبهم يقول تعالى وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ مٰارِدٍ و هو أعظم الشياطين فإنه لا يلقي إلى أحد إلا ما يليق بمقامه فيأتي إلى الولي فما يلقي إليه إلا فعل الطاعات و ينوعه فيها و يخرجه من طاعة إلى طاعة أعلى فلا يرى الولي فيها أثرا لهوى نفسي فيبادر إلى فعلها و يقنع الشيطان المارد منه بهذا الأخذ عنه على جهالة فلو كان على بينة من ربه في ذلك لكان أولى فالشيطان لا يقدر أن يقدح في علم التجلي الإلهي بوجه من الوجوه و لذلك

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في حق شيطانه أعني قرينه الموكل إن اللّٰه أعانه عليه فأسلم أي انقاد إليه فلا يأمره إلا بخير

[العلم بالله عن نظر فكرى]

بخلاف من كان عنده العلم بالله عن نظر فكري و استدلال فإن الشيطان يلقي إليه الشبهة في أدلته ليحيره و يرده إلى محل النظر ليموت على جهل بربه أو شك أو حيرة أو وقفة و الولي الحاصل عنده العلم عن التجلي هو على بصيرة محفوظ من كل شبهة فإن الشيطان أعني شيطان الإنس و الجن ليس له على قلب صاحب علم التجلي الإلهي سبيل في ربه و هذا لا يكون لأحد من الأولياء إلا لمن سجد قلبه فإن الشيطان لا يعتزل عن الإنسان إلا في حال سجوده في الظاهر و الباطن فإن لم يسجد قلب الولي فليس بمحفوظ

[البينة الربانية و الشاهد التالي]

و هذه مسألة دقيقة عظيمة في طرق أهل اللّٰه ما تحصل إلا لأفراد يعز وجودهم و هم الذين هم على بينة من ربهم و البينة تجليه تعالى و يتلو تلك البينة شاهد من العبد معدل و هو سجود القلب فإذا اجتمعت البينة الربانية و الشاهد التالي عصم القلب و حفظ و دعا صاحبه الخلق إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ و على هذا المقام من طرق القوم أسباب حار فيها القوم مثل قول أبي يزيد دعوت الخلق إلى اللّٰه كذا و كذا سنة ثم رجعت إليه فوجدتهم قد سبقوني و قيل له في هذا المقام أ يعصي العارف فقال وَ كٰانَ أَمْرُ اللّٰهِ قَدَراً مَقْدُوراً و هذا غاية في الأدب حيث لم يقل نعم و لا لا و هذا من كمال حاله و عمله و أدبه رضي اللّٰه عنه و عن أمثاله

(وصل في فصل صفة السجود)

فمن قائل يكبر إذا خفض و إذا رفع و من قائل لا يكبر إلا إذا كانت السجدة في الصلاة حينئذ يكبر لها في الخفض و الرفع و الذي أذهب إليه التكبير و إن كان لم ينقل و لا خلافه

(وصل في اعتبار هذا الفصل)

تكبير الحق عن السجود محمود على أي حال كان فإنه تنزيه و ينبغي للعبد أن يعطي اللسان حظه من هذا السجود و ليس إلا التلفظ بالتكبير كما سجد سائر أعضائه كل عضو بحقيقته

(وصل في فصل الطهارة للسجود)

فمن قائل لا يسجد إلا على طهارة و من قائل يسجد و إن لم يكن طاهرا و به أقول و على طهارة أولى و أفضل

فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم تيمم لرد السلام و قال إني كرهت إن أذكر اللّٰه إلا على طهر أو قال على طهارة

(الاعتبار في هذا الفصل)

طهارة القلب شرط في صحة السجود لله عز و جل من كونه ساجدا و طهارة الجوارح في وقت السجود معقولة من طريق المعنى فإنها في وقت السجود غير متصرفة في أمر آخر بخلاف القلب و لهذا إذا سجد قلب العبد لم يرفع أبدا و الجوارح في حال السجود في غير الصلاة متصرفة في عبادة لم يشترط في فعلها استعمال ماء و لا تراب و إن كان على طهارة فهو أولى و أفضل و كان عبد اللّٰه بن عمر رضي اللّٰه عنه يسجد للتلاوة على غير طهارة

(وصل في فصل السجود للقبلة)

اختلف العلماء رضي اللّٰه عنهم في السجود للتلاوة للقبلة فمن قائل يسجد في التلاوة لأي وجهة كان وجهه و الأولى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست