responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 509

شكرا لله تعالى حيث جعله من المتقين بدخوله المسجد حيث قال المسجد بيت كل تقي فأضافه إلى المتقين من عباده و قد كان مضافا إلى اللّٰه

(وصل في فصل سجود التلاوة)

اختلف علماء الشريعة في سجود التلاوة هل هو واجب أو سنة فمن الناس من قال إنه واجب و من الناس من قال إنه سنة و ليس بواجب

(وصل الاعتبار في هذا الفصل)

لما

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الخبر الثابت عنه إن اللّٰه عز و جل يقول قسمت الصلاة بيني و بين عبدي بنصفين و لم يذكر في المقسوم إلا تلاوة الفاتحة و لم يتعرض للهيئات من قيام أو ركوع أو سجود أو جلوس فلما لم يذكر إلا التلاوة و من القرآن فاتحة الكتاب من العبد لله تعالى ما فيها من تلاوة فاتحة الكتاب و هذا الحديث دليلنا على وجوب قراءة الفاتحة على المصلي فسمينا التالي مصليا أو مناجيا لله تعالى بما يخص اللّٰه من الصفات و بما يخص العبد منها كشفا محققا في جميع القرآن المسمى كلام اللّٰه

[نسجد فيما سجد رسول اللّٰه ص و نترك فيما ترك]

فثم آية تخص جناب الحق فهي لله مخاصة و ثم آية تخص جناب العبد فهي له مخلصة و ثم آية يقع فيها الاشتراك فهي بين اللّٰه و بين عبده و العمل في ذلك كالعمل في الفاتحة المنصوص عليها فجاء في الذي يتلوه من كلامه تعالى مواضع ينبغي السجود فيها فعين لنا الشارع ما نسجد فيه مما لا نسجد فيه فاشترط فيها من اشترط الطهارة و الوقت للسجود و القبلة و سيأتي فصل ذلك كله فنسجد فيما سجد فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و نترك فيما ترك و إن كان اللفظ بالأمر يقتضي السجود و لكن لا نسجد لكون الشارع ما شرع السجود إلا في مواضع مخصوصة معينة عينها لنا الشارع فعلا و قولا لا تتعدى و لا يزاد عليها و الخلاف في عددها معلوم و السجود المشروعة في غير التلاوة مذكور كسجود الإنسان عند رؤية الآيات و كسجود الشكر و غير ذلك فلنذكر عدد عزائم السجود الوارد في القرآن و نجمع المختلف فيه إلى المجمع عليه

(وصل في ذكر سجود القرآن العزيز)

اعلم أن سجدات القرآن العزيز من إحدى عشرة سجدة إلى خمس عشرة سجدة فمنها ما ورد بصيغة الخبر و منها ما ورد بصيغة الأمر

السجدة الأولى من ذلك في سورة الأعراف

في خاتمتها أما الأعراف فهو سور بين الجنة و النار بٰاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ و هو ما يلي الجنة وَ ظٰاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذٰابُ و هو ما يلي النار منه و عليه رجال تساوت حسناتهم و سيئاتهم فلم ترجح في الوزن كفة على كفة فلم تثقل موازينهم و لا خفت فإنه ما وضع اللّٰه لأحد منهم في ميزانه تلفظه بلا إله إلا اللّٰه فإنه ما ثم سيئة تعادلها إلا الشرك و كما لا يجتمع الشرك و التوحيد في قلب شخص واحد كذلك لا يدخل في الميزان إلا لصاحب السجلات لسبب آخر نذكره في هذا الكتاب أو قد ذكرناه في باب القيامة فيما تقدم

[سجود الملائكة المقربين]

و أما خاتمة هذه السورة فقوله تعالى وَ إِذٰا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا و هذه الآية روينا أنها نزلت في القراءة في الصلاة و السجود ركن من أركان الصلاة و ختم هذه السورة بذكر الملائكة و سجودهم لله فوصفهم فقال إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ و هم المقربون من الملائكة لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِهِ يقول يذلون و يخضعون له وَ يُسَبِّحُونَهُ أي ينزهونه عن الصفات التي لا يليق به و هي التي تقربوا بها إليه من الذل و الخضوع و صدقهم اللّٰه في هذه الآية في قولهم وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ فأخبر اللّٰه عنهم بما أخبروه عن نفوسهم وَ لَهُ يَسْجُدُونَ وصفهم بالسجود له عز و جل مع هذه الأحوال المذكورة و قال اللّٰه تعالى لما ذكر النبيين عليهم السلام لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم و ذكر أنه تعالى أتاهم اَلْكِتٰابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ قال له أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ و هم بشر مثله فما ظنك بالملائكة الذين لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ و أي هدى أعظم مما هدى اللّٰه تعالى به الملائكة فسجد هذا التالي في هذه السجدة اقتداء بسجود الملإ الأعلى و بهديهم فمن سجد فيها و أ يحصل له نفحة مما حصل للملائكة في سجودها من حيث ملكيته الخاصة به فما سجدها و هكذا في كل سجدة ترد

[سجود أصحاب الأعراف]

و رأى أصحاب الأعراف أن موطن القيامة قد سجد فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عند ما طلب من ربه فتح باب الشفاعة تعظيما لله و هيبة و إجلالا و سمع اللّٰه يقول يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ بأمر الآخرة تقول العرب كشفت الحرب عن ساقها و هو إذا حمي الوطيس و اشتد الحرب و عظم الخطب فعلموا أنه موطن سجود فلما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست