responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 5

الحقائق على غير ما كانت عليه في العلم لانمازت عن الحقيقة المنزهة بهذا الحكم فالحقائق الآن في الحكم على ما كانت عليه في العلم فلنقل كانت و لا شيء معها في وجودها و هي الآن على ما كانت عليه في علم معبودها فقد شمل هذا الخبر الذي أطلق على الحق جميع الخلق و لا تعترض بتعدد الأسباب و المسببات فإنها ترد عليك بوجود الأسماء و الصفات و إن المعاني التي تدل عليها مختلفات فلو لا ما بين البداية و النهاية سبب رابط و كسب صحيح ضابط ما عرف كل واحد منهما بالآخر و لا قيل على حكم الأول يثبت الآخر و ليس إلا الرب و العبد و كفى و في هذا غنية لمن أراد معرفة نفسه في الوجود و شفا أ لا ترى أن الخاتمة عين السابقة و هي كلمة واجبة صادقة فما للإنسان يتجاهل و يعمى و يمشي في دجنة ظلماء حيث لا ظل و لا ما و إن أحق ما سمع من النبإ و أتى به هدهد الفهم من سبا وجود الفلك المحيط الموجود في العالم المركب و البسيط المسمى بالهباء و أشبه شيء به الماء و الهواء و إن كانا من جملة صوره المفتوحة فيه و لما كان هذا الفلك أصل الوجود و تجلى له اسمه النور من حضرة الجود كان الظهور و قبلت صورتك صلى اللّٰه عليك من ذلك الفلك أول فيض ذلك النور فظهرت صورة مثلية مشاهدها عينية و مشاربها غيبية و جنتها عدنية و معارفها قلمية و علومها يمينية و أسرارها مدادية و أرواحها لوحية و طينتها آدمية فأنت أب لنا في الروحانية كما كان و أشرت إلى آدم صلى اللّٰه عليه في ذلك الجمع أبا لنا في الجسمية و العناصر له أم و والد كما كانت حقيقة الهباء في الأصل مع الواحد فلا يكون أمر إلا عن أمرين و لا نتيجة إلا عن مقدمتين أ ليس وجودك عن الحق سبحانه و كونه قادرا موقوفا و أحكامك عليه من كونه عالما موصوفا و اختصاصك بأمر دون غيره مع جوازه عليك عليه من كونه مريدا معروفا فلا يصح وجود المعدوم عن وحيد العين فإنه من أين يعقل الأين فلا بد أن تكون ذات الشيء أينا لأمر ما لا يعرفه من أصبح عن الكشف على الحقائق أعمى و في معرفة الصفة و الموصوف تتبين حقيقة الأين المعروف و إلا فكيف تسأل صلى اللّٰه عليك بأين و تقبل من المسئول فاء الظرف ثم تشهد له بالإيمان الصرف و شهادتك حقيقة لا مجاز و وجوب لا جواز فلو لا معرفتك صلى اللّٰه عليك بحقيقة ما قبلت قولها مع كونها خرساء في السماء ثم بعد أن أوجد العوالم اللطيفة و الكثيفة و مهد المملكة و هيأ المرتبة الشريفة أنزل في أول دورة العذراء الخليفة و لذلك جعل سبحانه مدتنا في الدنيا سبع آلاف سنة و تحل بنا في آخرها حال فناء بين نوم و سنة فننتقل إلى البرزخ الجامع للطرائق و تغلب فيه الحقائق الطيارة على جميع الحقائق فترجع الدولة للأرواح و خليفتها في ذلك الوقت طائر له ستمائة جناح و ترى الأشباح في حكم التبع للأرواح فيتحول الإنسان في أي صورة شاء لحقيقة صحت له عند البعث من القبور في الإنشاء و ذلك موقوف على سوق الجنة سوق اللطائف و المنة فانظروا رحمكم اللّٰه و أشرت إلى آدم في الزمردة البيضاء قد أودعها الرحمن في أول الآباء و انظروا إلى النور المبين و أشرت إلى الأب الثاني الذي سمانا مسلمين و انظروا إلى اللجين الأخلص و أشرت إلى من أبرأ الأكمه و الأبرص بإذن اللّٰه : كما جاء به النص و انظروا إلى جمال حمرة ياقوتة النفس و أشرت إلى من بيع بِثَمَنٍ بَخْسٍ و انظروا إلى حمرة الإبريز و أشرت إلى الخليفة العزيز و انظروا إلى نور الياقوتة الصفراء في الظلام و أشرت إلى من فضل بالكلام فمن سعى إلى هذه الأنوار حتى وصل إلى ما يكشفه لك طريقها من الأسرار فقد عرف المرتبة التي لها وجد و صح له المقام الآلي و له سجد فهو الرب و المربوب و المحب و المحبوب

انظر إلى بدء الوجود و كن به فطنا تر الجود القديم المحدثا
و الشيء مثل الشيء إلا أنه أبداه في عين العوالم محدثا
إن أقسم الرائي بأن وجوده أزلا فبر صادق لن يحنثا
أو أقسم الرائي بأن وجوده عن فقده أحرى و كان مثلثا
ثم أظهرت أسرارا و قصصت أخبارا لا يسع الوقت إيرادها و لا يعرف أكثر الخلق إيجادها فتركتها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست