responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 486

و يقوم لقضاء ما عليه و لا سجود عليه لسهو الإمام و إن سجد هذا المأموم بعد القضاء فهو أحوط بل استحب لكل مصل أن يسجدهما بعد القضاء كل صلاة يصليها دائما منفردا أو خلف إمام بعد السلام و إن علم المأموم بسهو الإمام فلا يخلو إما أن يكون سهوه فيما فات هذا المأموم أو فيما أدرك معه من الصلاة فإن كان فيما فاته فلا يتبعه في سجوده و لو سجد قبل السلام و إن كان يعلم أن سهو الإمام فيما أدرك معه من الصلاة فإن سجد قبل السلام اتبعه و إن سجد بعد السلام يقضي ما فاته ثم يسجد إلا أن يكون سهو الإمام فيما سهى فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مما أدركه معه هذا الداخل فإنه يتبع الإمام في سجوده قبل السلام و بعده و حينئذ يقوم لقضاء ما عليه

(وصل الاعتبار في هذا الفصل)

يلزم الائتمام بالإمام ما دام يسمى إماما فإذا زال عنه اسم الإمام لم يلزم اتباعه و إمامة الرسول لا ترتفع فالاتباع لازم و محبة اللّٰه لمن اتبعه لازمة بلا شك يقول اللّٰه لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ و قيل له قُلْ ... فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ و إذا أحب اللّٰه عبده كان جميع قواه و جوارحه و هو لا يتصرف إلا بقواه و جوارحه فلا يتصرف إلا بالله فيكون محفوظ التصرف في حركاته و سكناته

[ما ثم حال و لا صفة في المكلف تخرج عن حكم الشرع]

ثم لتعلم أنه من جهة اتصافه بها تكليف المكلف فقد زال عنه إما بالكلية و إما بالتعليق عند جميع الفقهاء و عندنا ليس كذلك لأنه ما ثم حال و لا صفة في مكلف تخرج عن حكم الشرع ممن غلب عليه الحال أو الجنون أو النسيان أو النوم أو الذي لم يبلغ حد الحلم فلم يخرج أحد من هؤلاء عن حكم الشرع فإنه قد شرع لكل صاحب حال و صفة حكما إما بالإحاطة أو غير ذلك من أحكام الشرع لأنه لا يخلو عن حكم مشروع لصاحب تلك الحال فما ثم إلا مكلف فما ارتفع التكليف فإن هؤلاء الذين تقول فيهم الفقهاء قد ارتفع عنهم خطاب الشرع لم يرتفع فإن الشرع قد أباح له التصرف فيما يقتضيه طبعه كالحيوان و لا حرج عليه في ذلك فكيف يقال زال عنه حكم الشرع و الشرع قد حكم له بالإباحة كما حكم للعاقل البالغ بالإباحة فيما أباح له فإن الحكم في الأشياء للشرع لا للعقل و الشرع هو حكم اللّٰه في الأشياء و ما ثم شيء خرج عن حكم اللّٰه فيه بأمر ما هذا نظر أهل اللّٰه لأنهم لا يزالون في كل نفس حاضرين مع اللّٰه

[أحكام الشرع و إن تعلقت بالأعيان مبنية على الأحوال]

و أحكام الشرع و إن تعلقت بالأعيان فإنها مبنية على الأحوال فما خوطبت عين بأمر ما إلا لحال هي عليه لأجل ذلك الحال خوطب بما خوطب به لا لعينه فإن العين لا تزال باقية و الأحوال تتغير فيتغير حكم الشرع على العين لتغير الحال فحال الطفولة و الإغماء و الجنون و غلبة الحال و الفناء و السكر و المرض للشرع فيها أحكام كما لحال الرجولة و الإفاقة و الصحة و البقاء و الصحو و عدم غلبة الحال للشرع فيها أحكام فحكم الشرع سار في جميع الأحوال لمن عقل سريان الحق في وجود الأعيان

(وصل في فصل التسبيح و التصفيق من المأمومين لسهو الإمام)

فقال قوم التسبيح للرجال و النساء و قال آخرون التسبيح للرجال و التصفيق للنساء و به أقول و إليه أذهب للخبر الوارد فيه

(وصل الاعتبار في هذا)

من اعتبر الإنسانية الحق النساء بالرجال كما ألحقهن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بالرجال في الكمال و من اعتبر الذكورة و الأنوثة و قول اللّٰه تعالى وَ لِلرِّجٰالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ و غلب الفاعل على المنفعل فرق بين الرجال و النساء فجعل التسبيح للرجال و التصفيق للنساء فإن كلام المرأة يثير الشهوة بالطبع و لا سيما إن كان في كلامها خضوع و انكسار و في خيال السامع أنها أنثى و في قلبه مرض و اللّٰه قد نهاهن عن الخضوع في القول فقال فَلاٰ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ففي هذه الآية إباحة كلام النساء الرجال على وصف خاص

[العارف دائما مع ما يعتبره الحق في مناجاته]

و لا شك أن المصلي في حال مناجاة ربه فإذا سبحت المرأة به حيف عليه الميل الطبيعي الخيالي إليها فهو مع التصفيق لا يؤمن عليه فكيف مع الكلام فالعارف هنا مع ما يعتبره مع الحق في مناجاته فأما إن يناجيه بعقله و إما بنفسه و طبعه و هو بحسب قوته فإن كان صحيحا قويا فلا يبالي بما وقعت المناجاة فيستوي عنده الرجال و النساء و أن يعرف نفسه أن فيها بقية من ذاتها و عندها مرض فرق بين عقله و طبعه حتى يتخلص هكذا هو نظر أهل اللّٰه في نفوسهم

(وصل في فصل سجود السهو لموضع الشك)

اختلف العلماء فيمن شك في صلاته فلم يدركه صلى واحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا فمن العلماء من قال يبني على اليقين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست