responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 483

فإن تلك الحالة من ذلك الاسم تستصحب لهذا الذي فاته ما فاته و لو أدركه في آخر جلوس في صلاته و من اعتبر الحكم للاسم الذي يعطي الركوع و هو غير الاسم الذي يعطي القيام و القراءة و كل حركة في الصلاة لها اسم إلهي مخصوص و إن شاركه اسم آخر أو أسماء أخر إلهية قال القضاء

[حكم الاشتراك بين الأسماء في الصلاة]

و من اعتبر حكم الاشتراك بين الأسماء في الصلاة و أن لكل اسم فيها نصيبا قال يؤدي في كذا و يقضي في كذا أي يأخذ من تجلى الاسم الفلاني ما يعطيه من المعارف و من الاسم الآخر ما يعطيه من العلوم و بالذوق في ذلك تتميز الأشياء عند العارفين وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الرَّجْعِ وَ الْأَرْضِ ذٰاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَ مٰا هُوَ بِالْهَزْلِ و ليس جهول بالأمور كمن دري فالق سمعك و أحضر بكلك عسى أن تكون من أهل التحصيل فتكون من المفلحين

[السجدة السهو]

(وصل في فصل حكم سجود السهو)

اختلفوا في سجود السهو هل هو فرض أو سنة فمن قائل إنه سنة و من قائل إنه فرض لكن ليس هو من شرط صحة الصلاة و فرق مالك بين سجود السهو في الأفعال و بين السجود للسهو في الأقوال و بين الزيادة و النقصان فقال سجود السهو الذي يكون للافعال الناقصة واجب و هو عنده من شروط الصلاة

(وصل في اعتبار هذا الفصل)

لما كان السهو سببه الشك أو النسيان و المطلوب اليقين فلا يعبد اللّٰه إلا من كان على بينة من ربه أزكاها و أعدلها و أقواها الايمان الذي يجده المؤمن بربه في نفسه مما لا يقدر على دفعه و دونه في القوة و الطهارة ما هو مبناه على الأدلة النظرية فإن انضاف إلى المؤمن أو إلى صاحب النظر الكشف كان أقوى من كل واحد من الاثنين على انفراد بلا شك و هذا لا يدخله سهو في صلاته و صاحب النظر وحده هو الذي يدخله السهو و كذلك المؤمن المتزلزل فسجود السهو عليه فرض واجب و هو أنه يرجع في النظر إلى نفسه و فقره و إمكانه و عجزه ليستدل بذلك على معبوده و غناه و وجوب وجوده و نفوذ اقتداره فإن في ذلك العلم ترغيما للشيطان الذي ألقى إليه الشك في علمه أو عبادته

[الصلاة مناجاة الحق و شهوده]

و لما كانت الصلاة مناجاة الحق و شهوده و قد قيل له

اعبد اللّٰه كأنك تراه و قيل له

إن اللّٰه في قبلة المصلي فإذا توجه في صلاته و قيد الحق بجهة الاستقبال كما قيل له إلا أنه أخلاه عن الإحاطة به و مثله كالشخص القائم ينظر إليه و يناجيه في قبلته فقد سها عما يجب للاله من الإحاطة به و الإطلاق عن التقييد و هو الذي أيضا سماه الشرع بقوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فينبغي لمن هذه حالته أن يسجد لسهوه و هو أن يرد ذلك التشبيه و التخيل و التصوير إلى نفسه و هو السجود و يقول سبحان ربي الأعلى ثلاثا واحدة لحسه و الثانية لخياله و الثالثة لعقله فينزهه عن إن يكون مدركا لحسه فيتقيد به أو لقيد خياله أو بقيد عقله فذلك ترغيم للشيطان

(وصل في فصل في مواضع سجود السهو)

فمن قائل إن موضعه أبدا قبل السلام و من قائل بعد السلام أبدا و من قائل إن كان النقصان فقبل السلام و إن كان لزيادة فبعد السلام و من قائل يسجد قبل السلام في المواضع التي سجد لها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قبل السلام و يسجد بعد السلام في المواضع التي سجد فيها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بعد السلام فما كان من سجود في غير تلك المواضع فإنه يسجد قبل السلام و من قائل لا يسجد للسهو إلا في المواضع الخمسة التي سجد فيها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فقط و أما غير ذلك فإن كان فرضا أتى به و إن كان ندبا لم يكن عليه شيء و الذي أقول به و اذهب إليه أن المواضع التي سجد فيها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يسجد فيها فما سجد له قبل السلام يسجد له قبل السلام و ما سجد له بعد السلام يسجد له بعد السلام و أما غير ذلك مما سها فيه المصلي فهو مخير إن شاء سجد لذلك قبل السلام و إن شاء سجد له بعد السلام

(وصل اعتبار هذا الفصل)

قال اللّٰه تعالى لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ فإن قدم نظره لله على نظره لنفسه فيما سها فيه كان كمن سجد قبل السلام و هو مقام الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله

[رؤية اللّٰه بعد كل شيء]

و إن قدم نظره في نفسه على نظره في ربه كما

قال صلى اللّٰه عليه و سلم من عرف نفسه عرف ربه كان كمن سجد بعد السلام و هو مقام من قال ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه بعده و هو مقام أصحاب الأدلة العقلية على وجود الصانع أي ما رأيت شيئا إلا و كان لي دليلا على اللّٰه فهو يتقلب في الأدلة دائما

[العقل و الخيال و الشرع]

و أما الزيادة و النقصان فهو للعقل ما نقصه من حيث فكره من علمه بربه مما لا يستقل بدركه مما وصفه به الشارع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست