responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 480

في أوقات متعددة فمن هنالك يقولون باتساع الوقت و هو أوقات و من لم يكن من العارفين صاحب نفس قال باتساع الوقت و هم أهل الشرب و الري و الأول أعرف بالحقائق و أكشف لدقائق الأمور فإن التجليات و الأحوال تختلف مع الأنفاس و ما يعلم ذلك إلا القليل من العلماء بالله من أهل اللّٰه فإن الحس و الطبع يحجبان العقل عما تعطيه مرتبته من النظر في دقائق الأمور و لطائفها و بسائطها

(وصل تنبيه)

هذه المسألة ما ثم أصل يرجع إليه فيها فإن أوقات الصلوات المنسيات مختلفة و لا يكون الترتيب في القضاء إلا في الوقت الواحد الذي يكون بعينه وقتا للصلاتين معا و هذا يتصور في مذهب من يقول بالجمع بين الصلاتين فيكون له أصل يرجع إليه في نظره

(وصل في فصل)
القضاء الثاني الذي هو قضاء بعض الصلاة

فلهذا الفوات سببان الواحد النسيان و الثاني ما يفوت المأموم من صلاة الإمام

(اعتبار السببين)

أما النسيان فيعلم ما يقتضيه المقام الذي هو فيه مما ينبغي أن يعامله به فينسى بعض الوجوه مما يقدح فيما ينتجه من المنازل و الكرامات

[طلب السبب و صحة نتائج المقام]

و السبب الثاني هو أن يكون للإمام الذي هو الشرع المتبع فيه قول و حكم فما وصل إليه فإذا أخذ في تحصيل المقام و أكمله على حد ما علمه رأى نقصا في نتيجته فطلب علم السبب فوجد نفسه قد ترك منه ما ينبغي له أن يستعمله و لم يكن له علم بذلك فعثر على حديث نبوي أو آية من كتاب اللّٰه تعالى فاته العمل بذلك فعمل على ذلك فصح له نتائج المقام فهذا بمنزلة ما فاته من صلاة الإمام

[وحشة أبي يزيد البسطامي من السراج]

كأبي يزيد البسطامي أوحشه السراج ليلة و كان حاله الورع فقال لأصحابه إني أجد في السراج وحشة فقالوا يا سيدنا استعرنا قارورة من البقال لنسوق فيها الدهن مرة واحدة فسقناه فيها مرتين فقال عرفوا البقال و أرضوه ففعلوا و زالت الوحشة و كان رضي اللّٰه عنه في حال كان وقته التجريد و عدم الادخار فقال يوما لأصحابه فقدت قلبي فاطلبوا البيت فوجدوا فيه معلاق عنب فقال رجع بيتنا بيت البقالين فتصدقوا به فوجد قلبه

[غزالة أبي مدين]

و اتفق لشيخنا أبي مدين و كان وقته التجريد و عدم الادخار فنسي في جيبه دينارا و كان كثيرا ما يرتب منقطعا في جبل الكواكب و كانت هناك غزالة نأتي إليه فتدر عليه فيكون ذلك قوته فلما جاء إلى الجبل جاءت الغزالة و هو محتاج إلى الطعام فمد يده على عادته إليها ليشرب من لبنها فنفرت عنه و ما زالت تنطحه بقرونها و كلما مد يده إليها نفرت منه ففكر في سبب ذلك فتذكر الدينار فأخرجه من جيبه و رمى به في موضع فقده و لا يجده فجاءت إليه الغزالة و آنست به و درت عليه

(وصل في فصل المأموم يفوته بعض الصلاة مع الإمام)

إذا دخل الإنسان و الإمام قد هوى إلى الركوع فقال قوم إذا أدرك الإمام و لم يرفع رأسه من الركوع و ركع معه فهو مدرك للركعة و ليس عليه قضاؤها و هؤلاء اختلفوا في شرط هذا الداخل هل من شرط هذا الداخل أن يكبر تكبيرتين تكبيرة للإحرام و تكبيرة للركوع أو تجزيه تكبيرة الركوع و إن كانت تجزيه فهل من شرطها أن ينوي بها تكبيرة الإحرام أم ليس ذلك من شرطها فقال بعضهم تكفيه تكبيرة واحدة إذا نوى بها تكبيرة الإحرام و قال قوم لا بد من تكبيرتين و قال قوم تجزيه تكبيرة واحدة و إن لم ينو بها تكبيرة الافتتاح و أما القول الثاني فذهب قوم إلى أنه إذا رفع الإمام فقد فاتته الركعة ما لم يدركه قائما قاله أبو هريرة و قول ثالث و هو إذا انتهى الداخل إلى الصف الأخير و قد رفع الإمام رأسه و لم يرفع بعضهم فأدرك ذلك أنه يجزيه لأن بعضهم أئمة لبعض و الذي أذهب إليه في ذلك أنه من راعى الركعة اللغوية قال من أدركه في حال الانحناء و من راعى الركعة الشرعية و هي القيام و الانحناء و السجود قال إنه لم يدركه إذا لم يدركه قائما في حال تكبيره و دخوله في الصلاة أعني هذا الداخل و مراعاة الركعة الشرعية أولى غير أن الشرع أيضا قد سمي الانحناء ركوعا كما هو في اللغة في

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم حين نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال اجعلوها في ركوعكم يريد وقت الانحناء و بالجملة فهي مسألة فيها نظر و كل ناظر بحسب ما أعطاه دليله الذي أداه إليه اجتهاده و مذهبنا في هذه المسألة ما كملته على ما هو عندي لما فيه من الطول و ما نعبد اللّٰه الناس بنظري فهو حكم يخضني أعطانيه دليلي

(وصل الاعتبار في ذلك)

إمام العلماء بالله هو الحق سبحانه فإذا نزل إليهم في ألطافه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست