responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 471

الشفعيتين فيها فألحقت بالصبح لحكم الأحدية في جناب الحمق و جناب العبد و هو قول من قال

و في كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فما قال اثنان و لا قال شيئان فاعتبر أحدية كل شيء من كونه شيئا و من كونه آية على أحدية الحق حتى لا يعرف الواحد إلا بالواحد و لهذا كان يقول الحسن بن هاني شاعر وقته وددت أن هذا البيت الواحد لي بجميع شعري ثم عمل في معناه و ما جاء مثله و لا أعطى من حسن مساق المعنى ما أعطاه هذا البيت و خرج عن علمي في هذا الوقت ما عمله الحسن و لو كان في حفظي في هذا الوقت لسقته في هذا الموضع حتى يعرف فضل هذا البيت و أنه في الكلام المعجز و ما أظن وقع لقائله و هو أبو العتاهية إلا بحكم الاتفاق

(وصل في فصل الموضع الخامس من الخمسة المواضع)

[أقوال العلماء في الزمان الذي يجوز للمسافر أن يقصر]

و هو اختلافهم في الزمان الذي يجوز للمسافر إذا أقام فيه في بلد أن يقصر حكى أبو عمر بن عبد البر في هذه المسألة أحد عشر قولا ما حضرتني في هذا الوقت فلينظرها في كتبه من أراد أن يقف عليها فلنذكر منها ما تيسر على ذكري فمن قائل إذا أزمع المسافر على إقامة أربعة أيام أتم و قال غيره خمسة عشر يوما و قال غيره عشرين يوما و قال غيره إذا أزمع على أكثر من أربعة أيام و الأولى عندي في هذه المسألة أن ينظر في مدة إقامة النبي صلى اللّٰه عليه و سلم بمكة إلى أن رجع إلى المدينة فإنه كان يقصر في تلك المدة

(وصل في الاعتبار في ذلك)

إذا قام السالك في المقام بنية الإقامة فيه أتم من نفسين إلى عشرين نفسا فإن يوم العارف نفسه المكمل الإلهي و إن كان في كل نفس يطلب الترقي فيمسكه اللّٰه فيه فلا يعطيه حكمه ما مشى به في أنفاسه و لم يشعر بها إلا أن نيته الرحلة في كل نفس فهو يقصر دائما عمره كله فهو بمنزلة من يتعرض للفتح فلا يفتح له و يجمع له إلى أن يموت فيرى عند موته ما أخفي له فيه من قرة أعين فيعلم عند ذلك أنه كان مسافرا و لم يشعر لكونه ما فتح له في حياته الأولى و لا شاهد ما شاهد غيره من السائرين إلى اللّٰه

(وصل في فصول الجمع بين الصلاتين)

[ما اتفق عليه العلماء و ما اختلفوا فيه في الجمع]

اتفق العلماء كلهم على الجمع بين الظهر و العصر في أول الظهر يوم عرفة بعرفة و على الجمع بين المغرب و العشاء بتأخير المغرب إلى وقت العشاء بالمزدلفة و اختلفوا فيما عدا هذين المكانين فذهب أكثر الناس إلى الجمع بينهما في المواضع التي يجوز الجمع و الأحوال و منع بعضهم ذلك بإطلاق فيما عدا موضع الاتفاق

[لا يخرج عن أصل ثابت بأمر محتمل]

و أما الذي أذهب إليه فإن الأوقات قد ثبتت بلا خلاف فلا نخرج صلاة عن وقتها إلا بنص غير محتمل إذ لا ينبغي أن يخرج عن أصل ثابت بأمر محتمل هذا لا يقول به من شم رائحة من العلم و كل حديث ورد في ذلك فمحتمل و تكلم فيه مع احتماله أو صحيح لكنه ليس بنص

[تأخير الصلاة إلى الوقت المشترك]

و أما إن أخر صلاة الظهر إلى الوقت المشترك فجمع على هذا الحد و كذلك في المغرب مع العشاء فقد صلى كل صلاة في وقتها و هو الصحيح الذي يعول عليه فإن الحديث الثابت الذي هو نص هو

حديث أنس أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم كان في سفره إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يصليها مع العصر فهو محتمل كما ذكرناه و إذا ارتحل بعد أن تزيغ الشمس صلى الظهر وحده ثم ركب و لم يكن يقدم العصر إليها لأنه ليس وقتها باتفاق فيقوي بهذا احتمال التأخير أنه صلى الظهر في آخر وقتها و أوقع بعضها في الوقت المشترك و هو الذي يصلح لإيقاع الصلاتين معا إلا أنه لا يتسع فيصلي من الظهر ثلاث ركعات فيه أو ما نقص عن ذلك و يصلي من العصر فيه بقدر ما أبقى من الوقت المشترك و هذا هو الأولى و الأحوط

(وصل الاعتبار في ذلك)

الجمع في المعرفة بلا خلاف في توحيد اللّٰه في الوهته و هو أن لا إله إلا هو و لا يعرف هذا إلا بعد معرفة المألوه فهو الجمع بين المعرفتين بالاتفاق و هذا هو جمع عرفة و أما جمع المزدلفة فهو موضع القربة و هو موضع جمع فحكم اسم الموضع على من حل فيه بالجمع أ لا ترى

قول رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا يؤمن الرجل في سلطانه و لا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه فجعل الحكم و الإمامة لصاحب المنزل

[القياس و كمال مراتب الأشياء]

و هذا المنزل يسمى جمعا فالإمامة له و الحكم فجمع فيه بين الصلاتين لما تعطيه حقيقته بالاتفاق أيضا و جمع النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في هاتين بين التقدم و التأخر و لا واسطة بينهما في هذا الموضع حتى تكمل مراتب الأشياء لأجل أهل القياس فإن اللّٰه قد علم من عباده أنهم بعد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يتخذون القياس أصلا فيما لا يجدون فيه نصا من كتاب و لا سنة و لا إجماع فوق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إلى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست