responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 47

حقيقة هذا الكلام لغموضه و هو قول المحققين من العلماء المتقدمين و المتأخرين لكن أطلقوا هذه اللفظ و لم يوضحوا معناها و قد قال لنا بعض سفراء الحق في منازلة في الظلمة و النور إن الخير في الوجود و الشر في العدم في كلام طويل علمنا إن الحق تعالى له إطلاق الوجود من غير تقييد و هو الخير المحض الذي لا شر فيه فيقابله إطلاق العدم الذي هو الشر المحض الذي لا خير فيه فهذا هو معنى قولهم إن العدم هو الشر المحض

«مسألة» [اطلاق الجواز على اللّٰه]

لا يقال من جهة الحقيقة إن اللّٰه جائز أن يوجد أمرا ما و جائز أن لا يوجده فإن فعله للأشياء ليس بممكن بالنظر إليه و لا بإيجاب موجب و لكن يقال ذلك الأمر جائز أن يوجد و جائز أن لا يوجد فيفتقر إلى مرجح و هو اللّٰه تعالى و قد تقضينا الشريعة فما رأينا فيها ما يناقض ما قلناه فالذي نقول في الحق إنه تعالى يجب له كذا و يستحيل عليه كذا و لا نقول يجوز عليه كذا فهذه عقيدة أهل الاختصاص من أهل اللّٰه و أما عقيدة خلاصة الخاصة في اللّٰه تعالى فأمر فوق هذا جعلناه مبددا في هذا الكتاب لكون أكثر العقول المحجوبة بأفكارها تقصر عن إدراكه لعدم تجريدها و قد انتهت مقدمة الكتاب و هي عليه كالعلاوة فمن شاء كتبها فيه و من شاء تركها وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الثالث و الحمد لله >بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

(الباب الأول)في معرفة الروح

الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته في هذا الكتاب و ما كان بيني و بينه من الأسرار فمن ذلك نظم

قلت عند الطواف كيف أطوف و هو عن درك سرنا مكفوف
جلمد غير عاقل حركاتي قيل أنت المحير المتلوف
انظر البيت نوره يتلألأ لقلوب تطهرت مكشوف
نظرته بالله دون حجاب فبدا سره العلي المنيف
و تجلى لها من أفق جلالي قمر الصدق ما اعتراه خسوف
لو رأيت الولي حين يراه قلت فيه مدله ملهوف
يلثم السر في سواد يميني أي سر لو أنه معروف
جهلت ذاته فقيل كثيف عند قوم و عند قوم لطيف
قال لي حين قلت لم جهلوه إنما يعرف الشريف الشريف
عرفوه فلازموه زمانا فتولاهم الرحيم الرءوف
و استقاموا فما يرى قط فيهم عن طواف بذاته تحريف
قم فبشر عني مجاور بيتي بأمان ما عنده تخويف
إن أمتهم فرحتهم بلقائي أو يعيشوا فالثوب منهم نظيف

[الفتى الفائت المتكلم الصامت]

اعلم أيها الولي الحميم و الصفي الكريم أني لما وصلت إلى مكة البركات و معدن السكنات الروحانية و الحركات و كان من شأني فيه ما كان طفت ببيته العتيق في بعض الأحيان فبينا أنا أطوف مسبحا و ممجدا و مكبرا و مهللا تارة ألثم و استلم و تارة للملتزم التزم إذ لقيت و أنا عند الحجر الأسود باهت الفتى الفائت المتكلم الصامت الذي ليس بحي و لا مائت المركب البسيط المحاط المحيط فعند ما أبصرته يطوف بالبيت طواف الحي بالميت عرفت حقيقته و مجازه و علمت إن الطواف بالبيت كالصلاة على الجنازة و أنشدت الفتى المذكور ما تسمعه من الأبيات عند ما رأيت الحي طائفا بالأموات شعر

و لما رأيت البيت طافت بذاته شخوص لهم سر الشريعة غيبي
و طاف به قوم هم الشرع و الحجا و هم كحل عين الكشف ما هم به عمى
تعجبت من ميت يطوف به حي عزيز وحيد الدهر ما مثله شيء
تجلى لنا من نور ذات مجله و ليس من الأملاك بل هو أنسي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست