responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 448

(فصل بل وصل في إمامة المفضول)

[حكم إمامة المفضول من الوجهة الشرعية]

اختلف العلماء في إمامة المفضول فمنهم من أجازها و منهم من منع من ذلك

صلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم خلف عبد الرحمن بن عوف بلا خلاف و قضى ما فاته و قال أحسنتم

(اعتبار ذلك)

الفاضل يصلي خلف المفضول ليرقى همته و يرغبه في طلب الأنفس و الأعلى سياسة و حسن تربية فإنه داع إلى اللّٰه تعالى على بصيرة إن اللّٰه يفتح للكبير بصدق توجه الصغير فالصغير مفيد الكبير و إمامه من حيث لا يشعر و كم من مريد صادق وقعت له واقعة و هو معتنى به فعرضها على الشيخ و قد كان الشيخ ما عنده معنى تلك الواقعة و قد استفرغت همة المريد و قطعت إن واقعته لا يعرف حل أشكالها إلا هذا الشيخ ففتح اللّٰه على ذلك الشيخ فيها بهمة ذلك المريد و صدقه فيه عناية من اللّٰه بالمريد و ينتفع الشيخ تبعا و إن كان الشيخ أعلى منه في المقام و لكن ليس من شرط كل مقام إذا دخله الإنسان ذوقا أن يحيط بجميع ما يتضمنه من جهة التفصيل فإنا نعلم قطعا أنا نجتمع مع الأنبياء عليهم السلام في مقامات و بيننا و بينهم في العلم بأسرارها بون بعيد يكون عندهم ما ليس عندنا و إن شملهم المقام فهذه إمامة المفضول فافهم و لا تغالط نفسك فتقول أنا شيخ هذا فأنا أعلم منه بما تطلبه التربية و قد لا تكون أعلم منه بما تنتجه و قد رأينا ذلك معاينة في حق أشخاص و الحمد لله انتهى الجزء الأربعون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(فصل بل وصل في حكم الإمام إذا فرغ من قراءة الفاتحة هل يقول آمين أم لا يقولها)

[حكم التأمين في الصلاة من الوجهة الشرعية]

اختلف العلماء في ذلك فمن قائل يؤمن و من قائل لا يؤمن

(وصل في الاعتبار في ذلك)

إن جعل الإنسان نفسه أجنبية عنه فإنه يخاطبها مخاطبة الأجنبي يقول اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ و هذا يجده كل إنسان ذوقا تقتضيه نشأته و رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول للإنسان المكلف إن لنفسك عليك حقا فأضاف النفس إليه و الشيء لا يضاف إلى ذاته فجعل النفس غير الإنسان و أوجب لها عليه حقا تطلبه منه فإن كان هو التالي فلا لنفسه عند فراغ الفاتحة آمين و إن كانت النفس التالية فلا بد أن يقول هو آمين و الإنسان واحد العين كثير بالقوى و يؤيده قوله فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ و بادرني عبدي بنفسه في القائل نفسه فمن كان هذا مشهده قال يؤمن الإمام و المنفرد و من رأى أن الإمام عين واحدة أو يرى أنه قال بربه في قوله بي يسمع و بي يبصر و بي يتكلم و قد كان الشيخ أبو مدين ببجاية يقول ما رأيت شيئا إلا رأيت الباء عليه مكتوبة يشير إلى هذا المقام و هي تسمى باء الإضافة مثل قوله أيضا فمن كان مشهده هذا يقول لا يؤمن الإمام و التأمين أولى بكل وجه فإن المكلف مأمور إذا دعا أن يبدأ بنفسه و قوله آمين دعاء يقول اللهم أمنا بالخير و بما قصدناك فيه و الإنسان بحكم حاله و مشهده و في الحديث الثابت إذا أمن الإمام فآمنوا و الحديث الآخر إذا قال الإمام و لا الضالين فقولوا آمين

(فصل بل وصل متى يكبر الإمام)

[أقوال الفقهاء في وقت تكبير الإمام]

فمن قائل بعد تمام الإقامة و استواء الصفوف و من قائل قبل أن يتم الإقامة و من قائل بعد قول المؤذن قد قامت الصلاة و بالتخيير أقول في ذلك

(الاعتبار) [في وقت تكبير الإمام]

الإقامة للقيام بين يدي اللّٰه تعالى فإنه يقول حي على الصلاة و استواء الصفوف مثل صفوف الملائكة عند اللّٰه تعالى الذين أقسم بهم في قوله وَ الصَّافّٰاتِ صَفًّا و هي إشارة إلى إقامة العدل فإن الإنسان بروحه ملك مدبر لما ولاة اللّٰه عليه من هذه النشأة الذي أشار إليه بالبلد الأمين لكونه أما جامعة مثل مكة التي هي أم القرى و الفاتحة أم الكتاب فلا بد من فروض الأحكام لإقامة العدل في العبادات التي خوطب بها جماعة الجوارح فاجتماع الهم على ذلك واجب ظاهرا و باطنا فمن رأى مثل هذا يكبر بعد الإقامة و استواء الصفوف كأنه يقول اللّٰه أكبر من أن يتقيد تكبيره بمثل هذه الصفة لإحاطته إطلاقا بكل حال و وجه فإنه أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ فإنه عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ فلما كلف عباده بالمشي على صراط خاص عينه لهم كان من عدل إليه سعد و من عدل عنه شقي و من راعى المسارعة إلى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست