responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 444

و العصر و قالت طائفة يعيد الصلوات كلها و أما إذا صلى في جماعة فهل يعيد في جماعة أخرى فمن قائل يعيد و من قائل لا يعيد و أما مذهبنا في مثل هذه المسألة أن الجماعة فرض إذا قدر عليها فإن لم يقدر عليها فيصلي منفردا فإن أدرك الجماعة و لو كان صلى في جماعة فإنه يصلي مع الجماعة إذا أدركها إجابة لندائه في الإقامة حي على الصلاة و هي له نافلة في الحالتين و له أجر الجماعة إذا لم يقدر عليها

(وصل في اعتبار ذلك في النفس)

[الاعتبار في إعادة الصلاة]

لما عين الشارع المناجاة للصلاة و قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الحديث و فيه و جعلت قرة عيني في الصلاة أعلاما بأنه من أهل مشاهدة الحق فيها على وجه أتم من مشاهدة الاتباع في

قوله في الإحسان أن تعبد اللّٰه كأنه تراه و ما خص عبادة من عبادة و اللّٰه يقول إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ و هم الذين يكثرون الرجوع إليه سبحانه في كل حال يرضيه و لا حال أشرف من الصلاة لجمعها بين الشهود و المناجاة و قال وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و الطهارة من شروط الصلاة و المحب يتمنى و يشتهي أنه لا يزال في مشاهدة محبوبه على الدوام و مناجاته فكيف إذا دعاه الحبيب إلى ذلك بقوله حي على الصلاة قد قامت الصلاة فبالضرورة يبادر و يسابق إلى ما دعاه ليلتذ بشهوده و مناجاته فيرى من هذا حاله إعادة الصلوات في الجماعة متى أقيمت و دعي إليها و إن كان قد صلى منفردا أو في جماعة و قد بينا معنى الفذ و الجماعة في الفصل الذي قبل هذا

[الاعتبار في عدم إعادة الصلاة]

و أما من ذهب إلى أنه لا يعيد الصلاة فهم العارفون كما إن الذين يرون الإعادة هم المحبون و ذلك أن العارفين علموا إن الإعادة محال و أن التجلي الذي كان له في صلاته غير التجلي الذي يكون له في الصلاة الأخرى إلى ما لا يتناهى فلما استحال عنده التكرار و الإعادة للاتساع الإلهي لم تصح عنده الإعادة فالمحب يصلي معيدا و هو لا يعلم و العارف يصلي لا على جهة الإعادة و هو يعرف فالعلم أشرف المقامات و الحب أشرف الأحوال و الجامع بين المقامين المحبة و المعرفة يقول بالإعادة للتجلي و بعدم الإعادة للمتجلي له فله الأولية في كل صلاة فرضا كانت أو نفلا

[الاعتبار في عدم الإعادة في صلاة المغرب]

و أما من لا يرى إعادة المغرب فإن المغرب وترية العبد و الوتر الليلي وترية الحق فإن وتر الليل ركعة واحدة و الأحدية له تعالى و جل و وترية المغرب ثلاث ركعات فجمع بين الشفع و الوتر و هو أول الأفراد و إن اللّٰه وتر يحب الوتر فلا يرى العبد ربه من حيث شفعيته و إنما يراه من حيث وترية الفردية و لله وترية الفردية في كونه إلها و وترية الأحدية من كونه ذاتا و إذا رأى العبد ربه من حيث وتريته الإلهية الفردية من تلك الوترية الإلهية الفردية يرى وترية الذات الأحدية لا من جهة وترية العبد الفردية فلم ير اللّٰه إلا بالله فلو أعاد المغرب لصارت وترية العبد شفعا فلم يكن يرى ربه وترا أبدا فقال بترك الإعادة للمغرب دون غيرها من الصلوات و من قال بإعادة المغرب قال يعيدها بوترية الفردانية الإلهية لا بوتريته فتبقى وتريته على فرديتها لا تصير شفعا بإعادة صلاة المغرب فإن الحق متميز عن الخلق بلا شك من كل وجه

[الاعتبار في عدم إعادة صلاتي الصبح و العصر]

و أما من لم ير إعادة الصبح فإن الصبح الأول عين الفرض و كذلك العصر و الصبح الثاني و العصر الثاني هما نافلة و الإنسان في أداء الفرض عبد محض عبودية اضطرار و هو في النفل عبد اختيار و عبودية الاضطرار أشرف في حقه من عبودية الاختيار لأن له في عبودية الاختيار الامتنان بالاسترقاق قال تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاٰ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاٰمَكُمْ بَلِ اللّٰهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدٰاكُمْ لِلْإِيمٰانِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ و لما شبه الحق رؤية العباد إياه برؤيتهم الشمس صار للشمس عندهم مزيد رتبة و لا سيما للمحبين لكون الحبيب ضرب برؤيتها المثل في رؤيته في التشبيه فهم إذا رأوها كأنهم يرون اللّٰه لأن رؤيتهم إياها تذكرهم ما وعدهم اللّٰه به من رؤيته فيريدون أن لا تطلع الشمس عليهم إلا و هم موصوفون بعبودية الاضطرار و لا تغرب عليهم الشمس إلا و هم أيضا في عبودية الاضطرار كما يريدون رؤية اللّٰه في حال الاضطرار و العبودية المحضة فإن لذتها أتم و أحلى كما إن رؤيتها أعم و أجلي و لتكون الشمس في غروبها و طلوعها تقول لربها تركناهم عبيد اضطرار و أتيناهم و هم عبيد اضطرار كما تقول الملائكة الذين يعرجون في صلاة الصبح و صلاة العصر فيسألهم الحق جل جلاله و هو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم و هم يصلون و أتيناهم و هم يصلون فلا تنصرف عنهم الملائكة الذين كانوا معهم و لا تأتيهم الملائكة الأخر إلا عند شروعهم في الصلاة سواء قاموا إليها في أول الوقت أو في آخره كل إنسان لا تنصرف عنه ملائكته إلا كما قلنا و لهذا عند أهل الايمان و أهل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست