responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 436



إذا عبد تحقق إذ يقول بأني قائل و هو المقول
أ أعتب مثله و العدل نعتي فقل بي ما تقول و ما نقول

[يقول اللّٰه على لسان فرعون:أنا ربكم الأعلى]

يقول اللّٰه على لسان فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ و هو سبحانه الأعلى حقيقة فإن اللّٰه هو ربنا الأعلى فَأَخَذَهُ اللّٰهُ نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولىٰ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشىٰ العبرة في ذلك للعالم فإن اللّٰه وصف العلماء بالخشية فقال إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ فيعتبر العالم كما أخبر اللّٰه من أين أخذ فرعون و هذه صفة الحق ظهرت بلسان فرعون فعلم أنه ما قالها نيابة عن الحق كما يقول المصلي سمع اللّٰه لمن حمده فلما غاب عن النيابة في ذلك القول طلبت الصفة موصوفها فرجعت إلى الحق جل جلاله و بقي فرعون معرى عنها على أنه ما لبسها قط عند نفسه فإن اللّٰه قد طبع عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ أن يدخله كبرياء إذ لا ينبغي ذلك الوصف إلا لمن لا يتقيد فهو الأعلى عن التقييد فكان الجزاء لفرعون لغيبته عن هذا المقام أن أخذه اللّٰه نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولىٰ أي أوقفه على تقييده أنه ليس له هذا الوصف فالأولى للماضي و هي كلمة مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي و الآخرة للمستقبل و هي كلمة أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ و هما عندنا إن اللّٰه أخذه نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولىٰ في الأولى فاطلع بما أعلمه اللّٰه في أخذه ذلك عن الإطلاق الذي ادعاه بالتقييد الذي هو النكال فإن النكل في اللسان هو القيد و لما رأينا اللّٰه قد عبر بالنكال عرفنا إن النقيض هو الذي سلبه و هو الإطلاق ففي موطن يقول سبحانه ادعوني و في موطن يعرفنا بأنه قد قضى القضية و ما يبدل القول لديه : و ما سبق العلم به فهو كائن و لا ينجي حذر من قدر و في ذلك قلت بيتين فيهما رمز حسن و هما

إذا قلت يا اللّٰه قال لما تدعو و إن أنا لم أدعو يقول ألا تدعو
فقد فاز باللذات من كان أخرسا و خصص بالراحات من لا له سمع
فينبغي للعبد إذا قرأ القرآن أو تكلم بما تكلم به أو كلمه غيره أو سمع من سمع بأي لسان كان يتكلم فإنه ليس في العالم صمت أصلا فإن الصمت عدم و الكلام على الدوام إذ فائدة الكلام الإفهام بالمقاصد للسامعين و الأحوال مفهمة و هي الكلام و لا يخلو موجود أن يكون على حال ما فحاله هو عين كلامه لأنه المفهم الذي ينظر إليه ما هو عليه في وقته فلا لسان أفصح من لسان الأحوال و قرائن الأحوال تفيد العلوم التي تجيء بطريق العبارات و العبارات من جملة الأحوال عندنا فانطلق في الاصطلاح اسم الكلام على العبارات و العارفون بالله عندهم الوجود كله كلمات اللّٰه لا تنفد أبدا فافهم ما ينبغي للعبد أن يعرف من ذلك إذا سمع كلاما أو تكلم هو أن يفرق ما بين ما هو العبد فيه نائب عن اللّٰه و ما هو اللّٰه فيه مترجم عن العبد و يميز ذلك بالصفة فإن الصفة تطلب موصوفها فإنه لا يقبلها إلا من هي له فإذا تضمن الكلام صفة لا تنبغي إلا للعبد فالعبد صاحبها و إن وصف الحق بها نفسه و إذا تضمن الكلام صفة لا تنبغي إلا لله فالله صاحبها و إن وصف العبد بها نفسه فهكذا تعتبر الكلام كله ممن وقع سواء كان بالعبارات أو بالأحوال فهذا معنى قوله إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشىٰ و هو العالم و قوله في ذا إشارة إلى ما تقدم في القصة و الذي تقدم في القصة قوله أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ و أخذ اللّٰه له نكال الآخرة و الأولى أي هذه الدعوى أوجبت هذا الأخذ و إن الصفة طلبت موصوفها و هو اللّٰه و بقي فرعون عريا عنها فلم يكن له من يحميه عن الأخذ يقول اللّٰه عن نفسه جعت فلم تطعمني نيابة عن عبد جاع فلم تطعمه فطلبت الصفة موصوفها و هو العبد فهكذا فهم العارفون الحقائق >(فصول بل وصول في أفعال الصلاة)<

(فصل بل وصل في رفع الأيدي في الصلاة)

[حكم رفع الأيدي في الصلاة]

اختلف العلماء في رفع الأيدي في الصلاة أعني في حكمها و في المواضع التي يرفعها فيها و في حد الرفع فيها إلى أين ينتهي بها فأما الحكم فمن قائل إن رفع اليدين سنة في الصلاة و من قائل إنه فرض و هؤلاء انقسموا أقساما فمنهم من أوجب ذلك في تكبيرة الإحرام فقط و منهم من أوجب ذلك في الاستفتاح و عند الانحطاط إلى الركوع و عند الرفع من الركوع و منهم من أوجب ذلك في هذين الموضعين و عند السجود و أما المواضع التي ترفع فيها الأيدي في الصلاة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست