responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 435

صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه قال صلى اللّٰه عليه و سلم أعطيت شيئا لم يعطهن نبي قبلي و ذكر منها فقال و أوتيت جوامع الكلم ثم يقول و عافني من أمراض القلوب التي هي أغراضها لا من أمراض الجسوم فإنك في غاية القرب عند من أمرضت جسمه فإنك قلت لي في الخبر الصحيح الذي بلغه إلى رسولك صلى اللّٰه عليه و سلم عنك أنك قلت مرضت فلم تعدني فأقول لك و كيف تمرض و أنت رب العالمين فقال صلى اللّٰه عليه و سلم إنك تقول مجيبا لي إن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما أنك لوعدته لوجدتني عنده و من أنت عنده سبحانك فما شقي و ما أمرضت عبدك إلا لتعوده و تكون عنده فمن أراد أن يجدك فليعد المرضى سبحانك تسبيحا لا ينبغي إلا لك ثم يقول و اعف عني يقول كثر خيرك لي و قلل بلاءك عني أي قلل ما ينبغي أن يقلل و كثر ما ينبغي أن يكثر و ليس إلا عفوك عن خطيئتي التي طلبت منك أن تسترني عنها حتى لا تصيبني فاتصف بها و العفو من الأضداد يطلق بإزاء الكثرة و القلة فتب عني يا رب فإني لا أستطيع التحرك إلى ما أمرتني بعمله لزمانتي مع إرادة التحرك

(فصل بل وصل في القنوت في الصلاة)

[اختلاف الفقهاء في القنوت]

اختلفوا في القنوت فمن قائل إنه مستحب في صلاة الصبح و من قائل إنه سنة و من قائل إنه لا يجوز القنوت في صلاة الصبح و إنما موضعه الوتر و من قائل يقنت في كل صلاة و من قائل لا قنوت إلا في رمضان و من قائل لا قنوت إلا في النصف الآخر من رمضان و من قائل في النصف الأول من رمضان و هو دعاء يدعو به المصلي و منهم من يراه قبل الركوع و منهم من يراه بعد الركوع و من الناس من لا يرى القنوت إلا في حال الشدة و به أقول و هو مستحب عندي و قد روى في صفة قنوت الوتر دعاء خاص و قد روى في قنوت الصبح دعاء خاص لم يثبت فليدع من يرى القنوت بأي شيء شاء بحسب حاله غير أنه يجتنب السب و اللعنة في القنوت و ليدع بخير الدنيا و الآخرة و ما يزلف عند اللّٰه مثل ما ثبت في قنوت الوتر من

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم اللهم اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولني فيمن توليت و بارك لي فيما أعطيت و قني شر ما قضيت إنك تقضي و لا يقضى عليك و أنه لا يذل من واليت و لا يضل من هديت تباركت و تعاليت فهذا تعليم من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم كيف ندعو اللّٰه في قنوتنا و في كل دعاء

[شرح دعاء القنوت]

فالعارف ينظر فيما علم إن يدعو به أو بما يشبهه فهو يطلب من اللّٰه أن يهديه فيمن هداه فإن وقف مع صفة اللفظ فهو يطلب في المستقبل أن يكون في الماضين و المستقبل لا يكون في الماضي إلا أن يجمعهما وجه فينظر العارف فيجد أن الجامع بين الماضي و المستقبل إنما هو العدم إذ كان الوجود لا يصح إلا للحال و الوجود لا يكون إلا لله فإن وجود الحال وجود ذاتي لا يصح فيه العدم و له الدوام و بهذا وصفه أهل العربية فقالوا في تقسيم الأفعال إن فعل الحال يسمى الدائم و هو موجود بين طرفي عدم لا يمكن فيهما وجود أصلا و هو الماضي و المستقبل و هو عين العبد فهو الموصوف بالعدم فقيده بالماضي و هو العدم و بالمستقبل و هو عدم فاهدني للمستقبل و هديت للماضي و العدم لا يقع فيه تمييز فلهذا شرع له أن يقول اهدني فيمن هديت و أمثاله فإذا حصلت الهداية و هي عين وجود الحال و الحال ظرف محقق و لهذا جاء بقي فقال فيمن و العدم لا يكون ظرفا لأن المعدوم لا شيء و العدم عبارة عن لا شيء و لا شيء لا يكون ظرفا لغير شيء فالمفهوم من قوله اهدني فيمن هديت و أمثاله بقوة ما تعطيه في أي إذا كسوتني وجود الهداية و التولي و ما وقع السؤال فيه فليكن في الحال الذي له الدوام فلا يوصف بالماضي فيلحق بالعدم و لا بالمستقبل و لا يكون له وجود و الحق منزه عن التقييد في أفعاله بالزمان

[الأيس و الليس]

و العبد الذي هو المخلوق في الماضي موصوف بليس و في المستقبل موصوف بليس و في حال اتصافه بالوجود من حيث ذاته موصوف بليس فكما إن ليس له حقيقة لا ينفك عنها بل هي عينه كذلك أيس الذي هو الوجود هو للحق سبحانه حقيقة لا يوصف بنقيضه بل الوجود عينه و إن سلب عن نفسه الفعل و أضافه إلى السبب فإن ذلك غير مؤثر في وجوده للحق لما تحققنا من أن العبد عدم و العدم لا ينسب إليه شيء و في ذلك قلنا

تقول بهم و تعتبهم و ما ذا بتحقيقي فقل لي ما أقول
أقول بهم و هل علموا بأني أقول بهم فقل لي ما تقول

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست