responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 431

في حق ذاته يستحيل فلا مناسبة بين اللّٰه و بين خلقه فإنه من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ كيف يصح أن يشبه شيئا أو يشبهه شيء و هذا بخلاف اللسان الأول فإن الإضافة بالعبودية كانت إلى اللّٰه لا إلى الهوية و هو أن ينظر فيه من حيث ما يطلبه الممكن و يليق و هو دون ما تشهد به ابن مسعود

(التشهد بلسان الجلال)

أما التشهد بلسان الجلال فزاد على ما احتوى عليه التشهدان أن نعت التحيات بالمباركات أي التحيات التي يكون معها البركات و أسقط الزاكيات و كذلك أسقطها ابن مسعود فإنهما راعيا الاشتراك في الزيادة و راعى عمر ما في الزكاة من التقديس مع وجود الزيادة التي تشترك فيها مع البركة فاكتفى بالزاكيات لذلك و أنكر الزاكيات في التشهد جماعة من علماء الرسوم ممن لا علم له بعلوم الأذواق و مواقع اختلاف خطاب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يأت في هذا اللسان في نعت التحيات بحرف عطف و قال فيه سلام بالتنكير و هو تشهد ابن عباس و ذلك أنه راعى خصوص حال كل مصل فإن أسماء اللّٰه مثل الممكنات لا نهاية لها و كل ممكن له خصوص وصف فله من اللّٰه اسم خاص به من ذلك الاسم خص بالوصف الذي يتميز به عن كل ممكن و هذا من أشرف علوم أهل اللّٰه و هو مذكور في

قوله في دعائه صلى اللّٰه عليه و سلم اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم غيبك و أما أسماء الإحصاء فتسعة و تسعون مائة إلا واحد و لم يصح في تعيينها على الجملة نص و لا روى عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال هي هذه فما جاء ابن عباس بتنكير السلام إلا ليأخذ كل مصل من الاسم الذي يلقى إليه و يناجي الحق فيه و هو المسلم على نبي اللّٰه منا صلى اللّٰه عليه و سلم و علينا و على عباد اللّٰه الصالحين و كذلك اختص بعدم تكرار لفظ الشهادة فتركها فلم يشهد له بعبودية و لا رسالة بشهادة مستأنفة بل شهادته بالتوحيد أغنت و اكتفى بالواو لما فيها من قوة الاشتراك و ذلك مثل قوله تعالى شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ و لم يعطف بذكر الشهادة تشريفا لهم و إن كان قد فصلهم عن شهادته لنفسه بذكره لا إله إلا هو و أسقط هنا لفظ العبودية لتضمن الرسالة إياها

(فصل بل وصل في الصلاة على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في التشهد في الصلاة)

[أقوال الفقهاء في الصلاة على النبي في التشهد و التعوذ]

اختلفوا في الصلاة على النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في التشهد فمن قائل إنها فرض و به أقول و من قائل إنها ليست بفرض و كذلك اختلفوا في التعوذ من الأربع المأمور بها في التشهد و هو أن يتعوذ من عذاب القبر و من عذاب جهنم و من فتنة المسيح الدجال و من فتنة المحيا و الممات فمن قائل بوجوبها و من قائل بمنع وجوبها و بوجوبها أقول و لو لم يأمر بالتعوذ منها لكان الاقتداء برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أولى إذ كان التعوذ منها من فعله لقوله تعالى لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ و

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم صلوا كما رأيتمونى أصلي فكيف و قد انضاف إلى فعله أمره أمته بذلك

[الصلاة و السلام على خير الأنام]

فالصلاة على النبي في الصلاة و غيرها دعاء من العبد المصلي لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم بظهر الغيب و

قد ورد في الصحيح عنه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه من دعا بظهر الغيب قال له الملك و لك بمثله و في رواية و لك بمثليه فشرع ذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و أمر بها اللّٰه في قوله يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً ليعود هذا الخير من الملك على المصلي عليه من أمته صلى اللّٰه عليه و سلم و أمر بالسلام عليه بقوله وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فأكده بالمصدر فقد يحتمل أن يريد بذلك السلام المذكور في التشهد و يحتمل أن يريد به السلام من الصلاة أي إذا فرغتم من الصلاة على النبي صلى اللّٰه عليه و سلم فسلموا من صلاتكم تسليما و بهذا الاحتمال تعلق من رأى وجوبها في الصلاة

[التعوذ من الفتن الأربعة]

و أما الاستعاذة من عذاب القبر فإن القبر أول منزل من منازل الآخرة فيسأل اللّٰه أن لا يتلقاه في أول قدم يضعه في الآخرة في قبره عذاب ربه و أما الاستعاذة من عذاب جهنم فإنها الاستعاذة من البعد فإن جهنم معناه البعيدة القعر و المصلي في حال القربة و هو قريب من الانفصال من هذه الحالة المقربة فاستعاذ بالله أن لا يكون انفصاله إلى حال تبعده من اللّٰه بل إلى قرب من حالة دينية أخرى و أما الاستعاذة من فتنة المسيح الدجال فلما يظهره في دعواه الألوهية و ما يخيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى و غير ذلك مما ثبتت الروايات بنقله و جعل ذلك آيات له على صدق دعواه و هي مسألة في غاية الإشكال لأنها تقدح فيما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فيبطل بهذه الفتنة كل دليل قرروه و أي فتنة أعظم من فتنة تقدح في الدليل الذي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست