responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 427

قوله تعالى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم اجعلوها في سجودكم فاقترن بهما أمر اللّٰه بقوله سَبِّحِ فأمر و أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لنا بمكانها من الصلاة يقول نزهوا عظمة ربكم عن الخضوع فإن الخضوع إنما هو لله لا بالله فإنه يستحيل أن تقوم به صفة الخضوع و أضافه إلى الاسم الرب لأنه يستدعي المربوب و هو من الأمهات الثلاث و هو اسم كثير الدور و الظهور في القرآن أكثر من باقي الأسماء فإن أمهات الأسماء في القرآن ثلاثة اللّٰه و الرحمن و الرب ثم إن هذا الاسم لما تعلق التسبيح به لم يتعلق به مطلقا من حيث ما يستحقه لنفسه و إنما تعلق به مضافا إلى نفس المسبح فقال سبحان ربي العظيم و إنما تعلق به مضافا في حق كل مسبح لأن العلم به من كل عالم يتفاضل فيعتقد فيه شخص خلاف ما يعتقد فيه غيره فكل شخص يسبح ربه الذي اعتقده ربا و كم شخص ما يعتقد في الرب ما يعتقده غيره و يرى أن ذلك المعتقد الآخر فيما نسبه إلى ربه مما يستحيل عند هذا أن تكون له تلك الصفة و يكفر من أجلها فلو سبحه مطلقا باعتقاد كل معتقد لسبح هذا الشخص من لا يعتقد أنه ينزه فلهذا أضافه كل مسبح لما يقتضيه اعتقاده

[حظ العارف أن يسبح ربه بلسان كل مسبح]

و حظ العارف أن يسبحه بلسان كل مسبح و ينظر في عظمة اللّٰه و تنزيهها عن قيام الخضوع بها و علوه عن السجود فإن العبد في سجوده يطلب أصل نشأة هيكله و هو الماء و التراب و يطلب بقيامه أصل روحه فإن اللّٰه يقول فيهم وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ و صارت حالة الركوع برزخا متوسطا بين القيام و السجود بمنزلة الوجود المستفاد للممكن برزخا بين الواجب الوجود لنفسه و بين الممكن لنفسه فالممكن عدم لنفسه فإن العدم لا يستفاد فإنه ما ثم من يفيده و الواجب الوجود وجوده لنفسه و ظهرت حالة برزخية و هي وجود العبد بمنزلة الركوع فلا يقال في هذا الوجود المستفاد هو عين الممكن و لا هو غير الممكن و لا يقال فيه هو عين الحق و لا هو غير الحق فله نسبتان يعرفهما العارف فيخطر للعارف في حال الركوع الحال البرزخى الفاصل بين الأمرين و هو المعنى المعقول الذي به يتميز الرب من العبد و هو أيضا المعنى المعقول الذي به يتصف العبد بأوصاف الرب و يتصف الرب بأوصاف المربوب لا بالصفات فإنه وصف لا صفة و إنما قلنا وصف لا صفة فإن الصفة يعقل منها أمر زائد و عين زائدة على عين الموصوف و الوصف قد يكون عين الموصوف بنسبة خاصة ما لها عين موجودة فافهم

(فصل بل وصل في الدعاء في الركوع)

[أقوال الفقهاء في الدعاء في الركوع]

اختلفوا في الدعاء في الركوع بعد اتفاقهم على جواز الثناء على اللّٰه فيه و وجوبه في مذهب من يراه شرطا في صحة الصلاة فمنهم من كره الدعاء في الركوع و منهم من أجازه و به أقول و اختلفوا في الدعاء في الصلاة فمنهم من قال لا يجوز أن يدعى في الصلاة بغير ألفاظ القرآن و منهم من أجاز ذلك

[توجيه أقوال الفقهاء في الدعاء في الصلاة]

فأقول لما كانت الصلاة معناها الدعاء صح أن يكون الدعاء جزءا من أجزائها و يكون من باب تسمية الكل باسم الجزء و أما من يكره الدعاء في الركوع فإن الحالة البرزخية لها وجهان وجه إلى الحق و وجه إلى الخلق فمن كان مشهده من الركوع الوجه الذي يطلب الحق كره الدعاء في الركوع و لم يحرمه لأن صفة القيومية قد يتصف بها الكون قال تعالى اَلرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى النِّسٰاءِ و من رجح الوجه الذي يطلب الخلق من الركوع قال يجوز الدعاء في الركوع و به جاءت السنة و هو مذهب البخاري رحمه اللّٰه و كذلك من رجح أن لا يدعى في الصلاة بغير ألفاظ القرآن فإنه نظر إلى أن اللّٰه تعالى قد شرع الأدعية في القرآن فالعدول عنها إلى ألفاظ من كلام الناس من مخالفة النفس التي جبلت عليها حتى لا توافق ربها و هو الأدب الصحيح فإني كما لم أناجه في الصلاة إلا بكلامه كذلك لا ندعوه إلا بما أنزل علينا و شرعه لنا في القرآن أو في السنة مما شرع أن يقال في الصلاة و من أطلق الدعاء في الصلاة بأي نوع كان غلب على قلبه إنه ما ثم إلا اللّٰه و لا متكلم إلا اللّٰه إما بفعل يفعله كما ورد أن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده يعني في الصلاة أو أمر آخر

(فصل بل وصل في التشهد في الصلاة)

[أقوال الفقهاء في التشهد]

اختلف العلماء في وجوب التشهد في الصلاة و المختار منه فمن قائل بوجوبه و من قائل لا يجب

[التشهد هو الاستحضار]

فأقول لما كان التشهد على الحقيقة معناه الاستحضار فإنه تفعل من الشهود و هو الحضور و الإنسان مأمور بالحضور في صلاته فلا بد من التشهد و هو الأولى و الأوجه و لما كان الشاهد مخاطبا بالعلم بما يشهد به بخلاف الحاكم لم يصح الحضور و لا الاستحضار من غير

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست