responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 426



أنا حي عند حي لم يحاسبني بشي
قال فرجع الأستاذ إلى بيته و لزم فراشه مريضا مما أثر فيه حال الفتى فلحق به فمن قرأ إِيّٰاكَ نَعْبُدُ على قراءة الشاب فقد قرأ

[اهدنا الصراط المستقيم]

ثم قال اللّٰه يقول العبد اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ فيقول اللّٰه هؤلاء لعبدي و لعبدي ما سأل فإذا قال العارف اِهْدِنَا أحضر الاسم الإلهي الهادي و سأله أن يهديه الصراط المستقيم أن يبينه له و يوفقه إلى المشي عليه و هو صراط التوحيدين توحيد الذات و توحيد المرتبة و هي الألوهية بلوازمها من الأحكام المشروعة التي هي حق الإسلام في قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إلا بحق الإسلام و حسابهم على اللّٰه فيحضر في نفسه الصراط المستقيم الذي هو عليه الرب من حيث ما يقود الماشي عليه إلى سعادته أخبر اللّٰه تعالى عن هود أنه قال إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ فإن العارف إذا مشى على ذلك الصراط الذي عليه الرب تعالى على شهود منه كان الحق أمامه و كان العبد تابعا للحق على ذلك الصراط مجبورا و كيف لا يكون تابعا مجبورا و ناصيته بيد ربه يجره إليه فإن اللّٰه يقول مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ فدخل في حكم هذه الآية جميع ما دب علوا و سفلا دخول ذلة و عبودية و الناس في ذلك بين مكاشف يرى اليد في الناصية أو مؤمن فكل دابة دخلت عموما ما عدا الإنس و الجن فإنه ما دخل من الثقلين إلا الصالحون منهم خاصة و لو دخل جميع الثقلين لكان جميعهم على طريق مستقيم صراط اللّٰه من كونه ربا يقول تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ و قال في حق الثقلين خاصة على طريق الوعيد و التخويف حيث لم يجعلوا نواصيهم بيده و هو أن يتركوا إرادتهم لإرادته فيما أمر به و نهى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و لهذا قال صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يريد الذين وفقهم اللّٰه و هم العالمون كلهم أجمعهم و الصالحون من الإنس مثل الرسل و الأنبياء و الأولياء و صالحي المؤمنين و من الجان كذلك فلم يجعل الصراط المستقيم إلا لمن أنعم اللّٰه عليه من نبي و صديق و شهيد و صالح و كل دابة هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا فإذا حضر العارف في هذه القراءة جعل ناصيته بيد ربه في غيب هويته و من شذ شذ إلى النار و هم الذين استثنى اللّٰه تعالى بقوله غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ أي إلا من غضب اللّٰه عليهم لما دعاهم بقوله حي على الصلاة فلم يجيبوا وَ لاَ الضّٰالِّينَ فاستثني بالعطف من حاروهم أحسن حالا من المغضوب عليهم فمن لم يعرف ربه أنه ربه و أشرك معه في ألوهيته من لا يستحق أن يكون إلها كان من المغضوب عليهم فإذا أحضر العبد مثل هذا و أشباهه في نفسه عند تلاوته قالت الملائكة آمين و قال باطن الإنسان الذي هو روحه المشارك للملائكة في نشأتهم و طهارتهم آمين أي أمنا بالخير لما كان و التالي الداعي اللسان ثم يصغي إلى قلبه فيسمع تلاوة روحه فاتحة الكتاب مطابقة لتلاوة لسانه فيقول اللسان مؤمنا على دعائه أي دعاء روحه بالتلاوة من قوله اِهْدِنَا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة في الصفة موافقة طهارة و تقديس ذوات كرام بررة أجابه الحق عقيب قوله آمين باللسانين فإن ارتقى يكون الحق لسانه إلى تلاوة الحق كلامه فإذا قال آمين قالت الأسماء الإلهية آمين و الأسماء التي ظهرت من تخلق هذا العبد بها آمين فمن وافق تأمين أسمائه أسماء خالقه كان حقا كله فهذا قد أبنت لك أسلوب القراءة في الصلاة فاجر عليها على قدر اتساع باعك و سرعة حركتك و أنت أبصر ف‌ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ من لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ و منا اَلصَّافُّونَ و اَلْمُسَبِّحُونَ

(فصل بل وصل في قراءة القرآن في الركوع)

[أقوال الفقهاء في قراءة القرآن و التسبيح في الركوع]

و أما قراءة القرآن في الركوع فمن قائل بالمنع و من قائل بالجواز و الذي اتفقوا عليه التسبيح في الركوع و اختلفوا هل فيه قول محدود أم لا فمن قائل لا حد في ذلك و من قائل بالحد في ذلك و هو أن يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا و في السجود سبحان ربي الأعلى ثلاثا و القائل بهذا منهم من يرى وجوبه و أن الصلاة تبطل بتركه و أدناه ثلاث مرات و منهم من لا يقول بوجوبه و هم عامة العلماء و من قائل ينبغي للإمام أن يقولها خمسا حتى يدرك من وراءه أن يقولها ثلاثا

[الركوع من طريق الأسرار]

فأقول في باب الأسرار لما كان المصلي في وقوفه بين يدي ربه في الصلاة له نسبة إلى القيومية ثم انتقل عنها إلى حالة الركوع الذي هو الخضوع و كذلك السجود لم تنبغ أن تكون هذه الصفة لله فشرع النبي صلى اللّٰه عليه و سلم على ما فهم من كلام اللّٰه

لما نزل عليه فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم اجعلوها في ركوعكم ثم نزل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست