responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 403

بريرة في قوله هو لها صدقة و لنا هدية لأنها بلغت محلها و هذا هو الشرط الثامن

[أجر العبيد و أجر العلماء بالله]

و اعلم أن هذا الأجر أجر تفضل إلهي عينه السيد لعبده فإن العبد لا ينبغي له استحقاق الأجر على سيده فيما يستعمله فيه فإنه ملكه و عين ماله و لكن تفضل سيده عليه بأن عين له على عمله أجرا و سره خلقه على الصورة فإن عبيدنا إخواننا فافهم و أما العلماء بالله عز و جل فأجرهم مشاهدة سيدهم إذا رجعوا إليه من التبليغ الذي أمرهم به فإنهم حزنوا لمفارقة ذلك المشهد الأقدس و مشاهدة الأكوان فوعدهم بأنهم إذا رجعوا إليه كان لهم المزيد في المشاهدة فأخبروا الناس أن أجرهم على اللّٰه

(فصل بل وصل فيمن يقول مثل ما يقول من يسمع الأذان)

[اختلاف الفقهاء في كيفية إجابة الأذان لمن يسمعه]

و اختلف علماء الشريعة في ذلك فمن قائل إنه يقول مثل ما يقول المؤذن كلمة بكلمة إلى آخر النداء و من قائل إنه يقول مثل ما يقول المؤذن إلا إذا جاء بالحيعلتين فإن السامع يقول لا حول و لا قوة إلا بالله و بالقول الأول أقول فإنه أولى إلا أن يثبت عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ذكر الحوقلة في ذلك فأنا أقول به و لا أشترط أن يمشي السامع مع المؤذن في كل كلمة و لكن إن شاء قال مثل ما يقول المؤذن في أثر كل كلمة و إن شاء إذا فرغ يقول مثله و ذلك في المؤذن الذي يؤذن للاعلام في المنارة أو على باب المسجد أو في نفس المسجد ابتداء عند دخول الوقت من قبل أن يعلم من في المسجد إن وقت الصلاة دخل فهذا هو المؤذن الذي شرع له الأذان و أما المؤذنون في المسجد بين الجماعة الذين يسمعون الأذان فهم ذاكرون اللّٰه بصورة الأذان فلا يجب على السامع أن يقول مثله فإن ذلك عندنا بمنزلة السامع يقول مثل ما قال المؤذن و لم يشرع لنا و لا أمرنا أن نقول مثل ما يقول السامع إذا قال ما يقول المؤذن

اعتبار ذلك في الباطن

قال تعالى فيما يقوله الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي و المؤذن داع إلى اللّٰه بلا شك ثم قال وَ مَنِ اتَّبَعَنِي و هو غير النبي يدعو بمثل دعوة النبي عليه السلام عباد اللّٰه إلى توحيد اللّٰه و العمل بطاعته و هو بمنزلة السامع للمؤذن الذي أمره الشارع أن يقول مثل ما يقول المؤذن لا يزيد على ذلك و لا ينقص كذلك ينبغي للداعي إلى اللّٰه أن يدعو بشرعه المنزل المنطوق به حاكيا لا يزيد على دعاء رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم نضر اللّٰه امرأ سمع مني كلمة فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع

[نقل الحديث على المعنى]

و هذه مسألة اختلف الناس فيها أعني في هذا الخبر في نقله على المعنى و الصحيح عندي إن ذلك لا يجوز جملة واحدة إلا أن يبين الناقل أنه نقل على المعنى فإن الناقل على المعنى إنما ينقل إلينا فهمه من كلام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و ما تعبدنا اللّٰه بفهم غيرنا إلا بشرط في الأخبار بالاتفاق و في القرآن بخلاف في حق الأعجمي الذي لا يفهم اللسان العربي فإن هذا الناقل على المعنى ربما لو نقل إلينا عين لفظه صلى اللّٰه عليه و سلم ربما فهمنا مثل ما فهم أو أكثر أو أقل أو نقيض ما فهم فالأولى نقل الحديث كما ننقل القرآن

[الداعي إلى اللّٰه لا يزيد على ما جاء ب رسول اللّٰه إلا أن يطلعه اللّٰه]

فالداعي إلى اللّٰه لا يزيد على ما جاء به رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من الإخبار بالأمور المغيبة إلا إن أطلعه اللّٰه على شيء من الغيب مما علمه اللّٰه فله أن يدعو به مما لا يكون مزيلا لما قرره الشرع بالتواتر عندنا أي على طريق يفيد العلم لا بد من هذا فعلى هذا الحد يكون الاعتبار في القول مثل ما يقول المؤذن حتى لو قال السامع سبحان اللّٰه عند قول المؤذن اللّٰه أكبر لم يمتثل أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و من لم يمتثل أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لم يمتثل أمر اللّٰه فإن اللّٰه يقول وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ و قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ و

أمرنا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن تقول مثل ما يقول المؤذن و إن كان قال هذا السامع خيرا و كذلك لو قال اللّٰه الكبير لم يقل مثله إلا إن قال المؤذن اللّٰه الكبير و فيه خلاف في حق المؤذن بهذا اللفظ فمن أجاز ذلك أوجب على السامع أن يقول مثله فلو قال السامع اللّٰه أكبر فقد قال الأذان المشروع المنصوص عليه المنقول بالتواتر و بين قول الإنسان اللّٰه الكبير و قوله اللّٰه أكبر فرقان عظيم

[لا ينبغي نقل الأخبار إلا كما تلفظ بها قائلها]

فاذن لا ينبغي أن تنقل الأخبار إلا كما تلفظ بها قائلها إلا في مواضع الضرورة و ذلك في الترجمة لمن ليس من أهل ذلك اللسان فأما في القرآن فينبغي إن ينقل المسطور و يقرر لفظه كما ورد و بعد ذلك يترجم عنه حتى يخرج من الخلاف و يكون في الترجمة مفسرا لا تاليا و أما في غير القرآن فله إن يترجم على المعنى بأقرب لفظ يكون بحكم المطابقة على المعنى كما كان في الخبر النبوي

(فصل بل وصل في الإقامة)

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست