responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 400

إلا في هذا أعني التثليث و النسق و كل سنة و الإنسان مخبر يؤذن بأي صفة شاء من ذلك كله و هو مذهبنا كالروايات المختلفة في صلاة الكسوف و غير ذلك

[الحيعلتان نداء بالإقبال على مناجاة الرب]

ثم إن اللّٰه شرع لنا في الأذان بعد الشهادتين أن نقول حي على الصلاة مثنى ندعو بالواحدة نفسي و ندعو بالثانية غيري و معناه أقبلوا على مناجاة ربكم فتطهروا و ائتوا المساجد بالمرة الواحدة و من كان في المسجد يقول له في المرة الثانية حين يثنيها طهروا قلوبكم و احضروا بين يدي ربكم فإنكم في بيته قصدتموه من أجل مناجاته و كذلك قوله حي على الفلاح بالاعتبارين أيضا و التفسيرين في المرتين يقول للخارج و الكائن في المسجد و لنفسه و لغيره أقبلوا على ما ينجيكم فعله من عذابه بنعيمه و من حجابه بتجليه و رؤيته و أقبلوا بالثانية من حي على الفلاح على ما يبقيكم في نعيمكم و لذة مشاهدتكم

[اللّٰه أولى بالتكبير من الذي يمنعكم من الإقبال عليه]

ثم يقول اللّٰه أكبر اللّٰه أكبر لنفسه و لغيره و لمن هو ينتظر الصلاة كالحاضر في المسجد و من هو خارج في أشغاله يقول اللّٰه أكبر مما أنتم فيه أي اللّٰه أولى بالتكبير من الذي يمنعكم من الإقبال الذي أمرناكم به على الصلاة و على الفوز و البقاء في الحيعلتين و إنما لم يربع الثاني فإنه ليس مثل الأول فإن الثاني أعني التكبير و الحيعلتين إنما المقصود بذلك القربة و العقل لا يستقل بإدراكها فهي للشرع خاصة فلهذا لم يربع الحيعلتين و لا التكبير الثاني و ثنى لكونه خاطب نفسه و غيره و الكائن في المسجد و غير الكائن

[بالتوحيد المطلق ختم الأذان]

ثم قال لا إله إلا اللّٰه فختم الأذان بالتوحيد المطلق لما كان الأذان يتضمن أمورا كثيرة فيها أفعال منسوبة إلى العبد فربما يقع في نفس المدعو أنه ما دعي إلى أن يفعلها إلا و الفعل له حقيقة و الداعي أيضا كذلك فيخاف عليه أن يضيف الفعل إلى نفسه خلقا كما يراه بعضهم و ما جعله اللّٰه دليلا عليه من جملة الأدلة على توحيده إلا انفراده بالخلق مثل قوله أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاٰ يَخْلُقُ أَ فَلاٰ تَذَكَّرُونَ فهي ألوهية خفية في نفس كل إنسان و هو الشرك الخفي المعفو عنه فختم الأذان بالتوحيد من غير تثنية و لا تثليث و لا تربيع و هذا هو التوحيد المطلق الذي جاءت به الأنبياء من عند اللّٰه عن اللّٰه و هي أفضل كلمة قالها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و النبيون من قبله فيتنبه السامعون كلهم أنه لا إله إلا اللّٰه فوحد لطلبه التوحيد على الإطلاق و ما زاد على التوحيد في كل أذان مشروع من الأربعة مذاهب في ذلك

[التثويب في أذان صلاة الصبح]

و أما التثويب في أذان صلاة الصبح و هو قولهم الصلاة خير من النوم من الناس من يراه من الأذان المشروع فيعتبره و من الناس من يراه من فعل عمر فلا يعتبره و لا يقول به و أما مذهبنا فإنا نقول به شرعا و إن كان من فعل عمر فإن الشارع قرره

بقوله من سن سنة حسنة و لا شك أنها سنة حسنة ينبغي أن تعتبر شرعا و هي بهذا الاعتبار من الأذان المسنون إلا في مذهب من يقول إن المسنون هو الذي فعل في زمان النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و عرفه و قرره أو يكون هو الذي سنه صلى اللّٰه عليه و سلم فيكون حاصله عند صاحب هذا القول أنه لا يسمى سنة إلا ما كان بهذه الصفة فما هو خلاف يعتبر و لا يقدح

[الزيادة في الأذان بحي على خير العمل]

و أما من زاد حي على خير العمل فإن كان فعل في زمان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كما

روى أن ذلك دعا به في غزوة الخندق إذ كان الناس يحفرون الخندق فجاء وقت الصلاة و هي خير موضوع كما ورد في الحديث فنادى المنادي أهل الخندق حي على خير العمل فما أخطأ من جعلها في الأذان بل اقتدى إن صح هذا الخبر أو سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها و ما كرهها من كرهها إلا تعصبا فما أنصف القائل بها نعوذ بالله من غوائل النفوس

(فصل بل وصل في حكم الأذان)

[أقوال العلماء في الأذان]

فمن قائل إنه واجب و من قائل إنه سنة مؤكدة و القائل بوجوبه منهم من يراه فرضا على الأعيان و منهم من يراه فرض كفاية و من قائل إن الأذان فرض على مساجد الجماعات و هو مذهب مالك و في رواية عنه إنه سنة مؤكدة و لم يره على المنفرد لا فرض و لا سنة و من قائل إنه هو واجب على الأعيان و من قائل إنه واجب على الأعيان على الجماعات سفرا و حضرا و من قائل سفرا لا غير و من قائل إنه سنة للمنفرد و الجماعة إلا أنه آكد في حق الجماعة و اتفق الجميع على أنه سنة مؤكدة أو فرض على المصر و به كان يقول شيخنا أبو عبد اللّٰه بن العاص الدلال بإشبيلية سمعته من لفظه غير مرة و كان يقول إذا اجتمع أهل مصر على ترك الأذان أو ترك سنة وجب غزوهم و احتج بالحديث الثابت

أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كان إذا غزا قوما صبحهم فإن سمع نداء لم يغر و إن لم يسمع نداء أغار

الاعتبار في الباطن في ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست