responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 394

نفسه لا إلى غيره و جعل النور المضاف إلى السموات و الأرض هاديا إلى معرفة نوره المطلق كما جعل المصباح هاديا إلى نوره المقيد بالإضافة و تمم ذلك بقوله كَذٰلِكَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْأَمْثٰالَ ثم نهانا عن مثل هذا فقال فَلاٰ تَضْرِبُوا لِلّٰهِ الْأَمْثٰالَ إِنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ

[اللّٰه اسم جامع فلا تضرب له الأمثال]

و اللّٰه اسم جامع لجميع الأسماء الإلهية محيط بمعانيها كلها و ضرب الأمثال يخص اسما واحدا معينا فإن ضربنا الأمثال لله و هو اسم جامع شامل فما طبقنا المثال على الممثل فإن المثال خاص و الممثل به مطلق فوقع الجهل بلا شك فنهينا أن نضرب المثل من هذا الوجه إلا أن نعين اسما خاصا ينطبق المثل عليه فحينئذ يصح ضرب المثل لذلك الاسم الخاص كما فعل اللّٰه في هذه الآية فقال اللّٰه و ما ضرب المثل للاسم اللّٰه و إنما عين سبحانه اسما آخر و هو قوله نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فضرب المثل بالمصباح لذلك الاسم النور المضاف أي هكذا فافعلوا و لا تضربوا الأمثال لله فإني ما ضربتها فافهموا فهمنا اللّٰه و إياكم مواقع خطابه و جعلنا ممن تأدب بما عرفناه من آدابه أنه اللطيف بإحبابه

(فصل بل وصل في وقت صلاة المغرب الشاهد)

[اختلاف علماء الشريعة في وقت صلاة المغرب]

اختلف علماؤنا في وقت صلاة المغرب هل لها وقت موسع كسائر الصلوات أم لا فمن قائل إن وقتها واحد غير موسع و من قائل إن وقتها موسع و هو ما بين غروب الشمس إلى مغيب الشفق و به أقول

[صلاة المغرب وتر و الوتر أحدى الأصل]

اعتبار الباطن في ذلك اعلم أنه إنما وقع الاختلاف لما كانت صلاة المغرب وترا و الوتر أحدي الأصل فينبغي أن يكون لها وقت واحد من أجل المناسبة في الوترية و لذلك ورد في إمامة جبريل عليه السلام برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه صلى المغرب في اليومين في وقت واحد في أول فرض الصلوات لأن الملك أقرب إلى الوترية من البشر و المغرب وتر صلاة النهار كما

أخبرنا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و ذلك قبل أن يزيدنا اللّٰه وتر صلاة الليل إن اللّٰه قد زادكم صلاة إلى صلاتكم و ذكر صلاة الوتر فأوتروا يا أهل القرآن فشبهها بالفرائض و أمر بها و لهذا جعلها من جعلها واجبة دون الفرض و فوق السنة و أثم من تركها و نعم ما نظر و تفقه

[وترية صلاتي النهار و الليل]

و لما رأى النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن اللّٰه قد شرع وتر صلاة الليل و زاده إلى الصلاة المفروضة و فيها المغرب و هو وتر صلاة النهار و

قال إن اللّٰه وتر يحب الوتر فقيد المغرب بوترية صلاة النهار و قيد الوتر بوترية صلاة الليل و

قال إن اللّٰه وتر يحب الوتر يعني يحب الوتر لنفسه فشرع لنا وترين ليكون شفعا لأن الوترية في حق المخلوق محال قال تعالى وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ حتى لا تنبغي الأحدية إلا لله و لما رأى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه قد شرع وتر صلاة الليل ليشفع به وتر صلاة النهار لينفرد سبحانه بحقيقة الوترية التي لا تقبل الشفعية فإنه ما ثم في نفس الأمر إله آخر يشفع وترية الحق تعالى كما شفعت وترية صلاة الليل وترية صلاة النهار فكان مما قال فيه وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ فخلق وترين فكان كل واحد منهما يشفع وترية صاحبه و لهذا لم يلحقها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بصلاة النافلة بل قال زادكم صلاة إلى صلاتكم يعني الفرائض ثم أمر بها أمته

[لصلاة المغرب وقتان كسائر الصلوات]

فلما سئل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بعد إمامة جبريل عليه السلام به صلى اللّٰه عليه و سلم عن وقت الصلاة صلى بالناس يومين صلى في اليوم الأول في أول الأوقات و صلى في اليوم الثاني في آخر الأوقات الصلوات الخمس كلها و فيها المغرب ثم قال للسائل الوقت ما بين هذين فجعل للمغرب وقتين كسائر الصلوات و ألحقها بالصلاة الشفعية و إن كانت وترا و لكنها وتر مفيد شفعية وتر صلاة الليل فوسع وقتها كسائر الصلوات و هو الذي ينبغي أن يعول عليه فإنه متأخر عن إمامة جبريل فوجب الأخذ به فإن الصحابة كانت تأخذ بالأحدث فالأحدث من فعل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و إن كان صلى اللّٰه عليه و سلم كان يثابر على الصلاة في أول الأوقات فلا يدل ذلك على أن الصلاة ما لها وقتان و ما بينهما فقد أبان عن ذلك و صرح به و ما عليه صلى اللّٰه عليه و سلم إِلاَّ الْبَلاٰغُ و البيان و قد فعل صلى اللّٰه عليه و سلم فهذا اعتبار و تعليل يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ و إلى سواء السبيل

(فصل بل وصل في وقت صلاة العشاء الآخرة)

[اختلاف علماء الشريعة في وقت صلاة العشاء]

اختلفت علماء الشريعة في وقتها في موضعين في أول وقتها و آخر وقتها فمن قائل إن أول وقتها مغيب حمرة الشفق و به أقول و من قائل إن أول وقتها مغيب البياض الذي يكون بعد الحمرة و الشفق شفقان و هو سبب الخلاف فالشفق الأول صادق و البياض الذي بعده هو الشفق الثاني تقع فيه الشبهة فإنه قد يشبه أن يكون شبه الفجر الكاذب الذي هو ذنب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست