responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 393

لا للمحمدة و الثناء إلى أن ينتهي إلى جميع ما يوقفه الحق عليه فإذا عرف حينئذ يدخل إلى ذلك المقام و هو يعرف كيف يتأدب مع الحق في ذلك المقام

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه أدبني فحسن أدبي فهذا هو الآن الذي بين الصلاتين فأهل الأذواق من أهل اللّٰه يوقفون فيه فيعطون آداب الصلاة التي ينبغي أن يعامل اللّٰه بها في ذلك اليوم الخاص هكذا في صلوات كل يوم مع اللّٰه في مقام العلم فهذا هو الآن الذي بين الصلاتين

[اصفرار الشمس من طريق الأسرار]

و أما اعتبار الاصفرار في أنه الحد الآخر وقت العصر فاعلم أولا أن الاصفرار تغيير يطرأ في عين الناظر فيحكم به أنه في نور الشمس من أبخرة الأرض الحائلة بين البصر و بين إدراك خالص نور الشمس فاعتباره ما يطرأ في نفس العبد في حكم لاسم الإلهي الحق من الخواطر النفسية العرضية في نفس ذلك الحكم فينسبه إلى الحق بوجه غير مخلص و ينسبه إلى نفسه بوجه غير مخلص و يقع مثل هذا في الطريق من الأديب و من غير الأديب فأما وقوعه من الأديب فهو الذي يعرف أن النور في نفسه لم يصفر و لا تغير و هو أن يعلم أن الحكم للاسم الإلهي مخلص لا حكم لنفس معه و إنما هو ذلك الحكم ربما تعلق عنده اسم عيب عرفا أو شرعا فينزه جناب الحق تعالى عن ذلك الحكم بأن ينسبه إليه و لكن بمشيئة اللّٰه و يقول وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ هذا هو العيب عرفا فأضاف المرض إلى نفسه إذ كان عيبا عنده و أضاف الشفاء إلى ربه إذ كان حسنا و مع هذا القصد فإن الظاهر في اللفظ إزالة حكم الاسم الإلهي الذي أمرضه فلما علم الخليل عليه السلام هذا القدر نادى ذلك الاسم الذي أمرضه بقوله رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يقول إنه أخطأ و إن كان قصد الأدب حيث نسب المرض لنفسه و ما نسبه إلى حكم الاسم إلهي الذي أمرضه و ما قصد إلا الأدب معه حتى لا يضيف ما هو عيب عندهم عرفا لي حكم لاسم الإلهي فيفهم من هذا الاعتراف أن الحكم كان للاسم الإلهي و هو كان مقصود الاسم فجمع هذا العارف بين أدبين في هذه المسألة بين أدب نسبة المرض إلى نفسه و بين الأدب في التعريف إن ذلك المرض حكم ذلك الاسم الإلهي من غير تصريح لكن بالتضمين و الإجمال في قوله رب اغفر (أَنْ يَغْفِرَ)لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ و لم يسم الخطيئة ما هي يوم الدين يقول يوم الجزاء و هكذا في قوله وَ مٰا أَنْسٰانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطٰانُ و هو قول يوشع فتى موسى لموسى عليهما السلام و في الحقيقة ما أنساه إلا اسم إلهي حكم عليه بذلك فأضافه إلى الشيطان أدبا مع ذلك الاسم الإلهي الذي أنساه أن يعرف موسى عليه السلام بحياة الحوت لما أراد اللّٰه من تمام ما سبق به العلم الإلهي من زيادة الاقدام التي قدر له أن يقطع بها تلك المسافة و يجاوز بها المكان الذي كان فيه خضر فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً أي يتبعان الأثر إلى أن عادا إلى المكان فوجداه تنبيها من اللّٰه و تأديبا لما جاوزه من الحد في إضافته العلم إلى نفسه بأنه أعلم من في الأرض في زمانه فلو كان عالما لعلم دلالة الحق التي هي عين اتخاذ الحوت سربا و ما علم ذلك و قد علمه يوشع و نساه اللّٰه التعريف بذلك ليظهر لموسى تجاوزه الحد في دعواه و لم يرد ذلك إلى اللّٰه في علمه في خلقه القصة إلى آخرها و فيها ما يتعلق باعتبار الصفرة التي دخلت على نور الشمس في قوله في قتل الغلام فَأَرَدْنٰا فجعل الضمير يعود على الاسم الإلهي و عليه على الاسم الإلهي بما كان في ذلك القتل من الرحمة بالأبوين و بالغلام و عليه بقتل نفس زكية بغير نفس فظاهره جور فشرك في الضمير بينه و بين اللّٰه فدخل في نسبة الفعل إلى اللّٰه في الظاهر اصفرار أي تغيير باشتراك اسم الخضر في الضمير معه مع قصد الأدب ثم قال وَ مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي أي الحق علمني الأدب معه

[الآن الفاصل بين الزمانين و الصفرة الداخلة على النور الخالص]

فهذا قد أبنت لك اعتبار الآن و اصفرار الشمس فأطرده حيث وجدت معنى الآن الفاصل بين الزمانين و الصفرة التي دخل على النور الخالص من اسمه النور سبحانه مثل قوله تعالى بأنه نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فلما لم يطلق على نفسه اسم النور المطلق الذي لا يقبل الإضافة و قال نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ ليعلمنا ما أراد بالنور هنا فأثر حكم التعليم و الإعلام في النور المطلق الإضافة فقيدته عن إطلاقه بالسموات و الأرض فلما أضافه نزل عن درجة النور المطلق في الصفة فقال مَثَلُ نُورِهِ أي صفة نوره يعني المضاف إلى السموات و الأرض كَمِشْكٰاةٍ إلى أن ذكر الصباح و مادته و أين صفة نور السراج و إن كان بهذه المثابة من صفة النور الذي أشرقت به السموات و الأرض فعلمنا سبحانه في هذه الآية الأدب في النظر في أسمائه إذا أطلقناها عليه بالإضافة كيف نفعل و إذا أطلقناها عليه بغير الإضافة كيف نفعل مثل قوله يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ فأضاف النور هنا إلى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست