responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 38

لمن اعتنى اللّٰه به من عباده و سبق له ذلك بحضرة إشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهة أعطت هذا التقسيم و أنه من رقائق القديم فسبحان من لا فاعل سواه و لا موجود لنفسه إلا إياه وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ و لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ

الشهادة الثانية

و كما أشهدت اللّٰه و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهده سبحانه و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه و اختاره و اجتباه من وجوده ذلك سيدنا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة بَشِيراً وَ نَذِيراً و دٰاعِياً إِلَى اللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرٰاجاً مُنِيراً

فبلغ صلى اللّٰه عليه و سلم ما أنزل من ربه إليه و أدى أمانته و نصح أمته و وقف في حجة وداعه على كل من حضر من أتباعه فخطب و ذكر و خوف و حذر و بشر و أنذر و وعد و أوعد و أمطر و أرعد و ما خص بذلك التذكير أحدا من أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال ألا هل بلغت فقالوا بلغت يا رسول اللّٰه فقال صلى اللّٰه عليه و سلم اللهم اشهد و إني مؤمن بكل ما جاء به صلى اللّٰه و عليه و سلم مما علمت و ما لم أعلم فمما جاء به فقر أن الموت عن أجل مسمى عند اللّٰه إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيمانا لا ريب فيه و لا شك كما آمنت و أقررت إن سؤال فتاني القبر حق و عذاب القبر حق و بعث الأجساد من القبور حق و العرض على اللّٰه تعالى حق و الحوض حق و الميزان حق و تطاير الصحف حق و الصراط حق و الجنة حق و النار حق و فريقا في الجنة و فريقا في النار حق و كرب ذلك اليوم حق على طائفة و طائفة أخرى لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ و شفاعة الملائكة و النبيين و المؤمنين و إخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من النار من شاء حق و جماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة و الامتنان حق و التأبيد للمؤمنين و الموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق و التأبيد لأهل النار في النار حق و كل ما جاءت به الكتب و الرسل من عند اللّٰه علم أو جهل حق فهذه شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه أن يؤديها إذا سألها حيثما كان نفعنا اللّٰه و إياكم بهذا الايمان و ثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان و أحلنا منها دار الكرامة و الرضوان و حال بيننا و بين دار سرابيلها من القطران و جعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان و ممن انقلب من الحوض و هو ريان و ثقل له الميزان و ثبتت له على الصراط القدمان أنه المنعم المحسان ف‌ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُ رَبِّنٰا بِالْحَقِّ «فهذه عقيدة العوام من أهل الإسلام أهل التقليد و أهل النظر ملخصة مختصرة» ثم أتلوها إن شاء اللّٰه بعقيدة الناشية الشادية ضمنتها اختصار الاقتصاد بأوجز عبارة نبهت فيها على مآخذ الأدلة لهذه الملة مسجعة الألفاظ و سميتها برسالة المعلوم من عقائد أهل الرسوم ليسهل على الطالب حفظها ثم أتلوها بعقيدة خواص أهل اللّٰه من أهل طريق اللّٰه من المحققين أهل الكشف و الوجود و جردتها أيضا في جزء آخر سميته المعرفة و به انتهت مقدمة الكتاب و أما التصريح بعقيدة الخلاصة فما أفردتها على التعيين لما فيها من الغموض لكن جئت بها مبددة في أبواب هذا الكتاب مستوفاة مبينة لكنها كما ذكرنا متفرقة فمن رزقه اللّٰه الفهم فيها يعرف أمرها و يميزها من غيرها فإنه العلم الحق و القول الصدق و ليس وراءها مرمى و يستوي فيها البصير و الأعمى تلحق الأباعد بالأداني و تلحم الأسافل بالأعالي و اللّٰه الموفق لا رب غيره

«وصل الناشىء و الشادى في العقائد»

قال الشادى اجتمع أربعة نفر من العلماء في قبة أرين تحت خط الاستواء الواحد مغربي و الثاني مشرقي و الثالث شامي و الرابع يمني فتجاروا في العلوم و الفرق بين الأسماء و الرسوم فقال كل واحد منهم لصاحبه لا خير في علم لا يعطي صاحبه سعادة الأبد و لا يقدس حامله عن تأثير الأمد فلنبحث في هذه العلوم التي بين أيدينا عن العلم الذي هو أعز ما يطلب و أفضل ما يكتسب و أسنى ما يدخر و أعظم ما به يفتخر فقال المغربي عندي من هذا العلم العلم بالحامل القائم و قال المشرقي عندي منه العلم بالحامل المحمول اللازم و قال الشامي عندي من هذا العلم علم الإبداع و التركيب و قال اليمني عندي من هذا العلم علم التلخيص و الترتيب ثم قالوا ليظهر كل واحد منا ما وعاه و ليكشف عن حقيقة ما ادعاه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست