responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 362

إلى جناب الحق ما يدخل الأزل من التقديرات الزمانية فيه بتعيين توجهات الحق لإيجاد الكائنات في الأزمان المختلفات التي يصحبها القبل و البعد و الآن لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ فاعلم ذلك فإنه دقيق جدا

[الاغتسال لصلاة الجمعة جمع بين طهارتى الحال و الزمان]

فمن اغتسل لصلاة الجمعة فقد جمع بين الغسل للحال و الزمان و من اغتسل ليوم الجمعة بعد الصلاة فقد أفرد و هو قدح في مسمى الجمعة فالأظهر أنه مشروع في يوم الجمعة و لصلاة الجمعة و هو الأوجه و ما يبعد أن يكون مقصود الشارع به ذلك

(باب غسل المستحاضة و سيرد و نبين فيه مذهبنا)

و أما اعتباره فالاستحاضة مرض و العبد مأمور بتصحيح عبادته لا يدخلها شيء من المرض فمهما اعتل في عبادة ما من عباداته تطهر من تلك العلة و أزالها حتى يعبد اللّٰه عبدا خالصا محضا لا تشوبه علة و لا مرض في عبادته و لا عبودته

(باب الاغتسال من الحيض)

[الحيض ركضة شيطان فيجب الاغتسال منه]

الحيض ركضة شيطان فيجب الاغتسال منه قال تعالى إنه رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ فيجب تطهير القلب من لمة الشيطان إذا نزلت به و مسه في باطنه و تطهيرها بلمة الملك و القصة البيضاء هي العلامة أو من بعض العلامات على عناية اللّٰه بهذا القلب حيث طرد عنه و أزال ركضة الشيطان فيستعمل لمة الملك عند ذلك و هو تطهير القلب و إن كنيت عن ذلك بالإصبعين و كلاهما رحمة فإنه أضافهما إلى الرحمن فلو لا رحم اللّٰه عبده بتلك اللمة الشيطانية ما حصل له ثواب مخالفته بالتبديل في العدول عنه إلى العمل بلمة الملك فله أجران فلهذا قلنا إنه أضافهما إلى الاسم الرحمن

[الندم معظم أركان التوبة]

فإذا أزاغه جاهد نفسه أن لا يفعل ما أماله إليه فجوزي أجر المجاهد فإن عمل و تاب أثر الفعل بعد مجاهدة فساعد الشيطان عليه القدر السابق بالفعل فوقع منه الفعل و رأى أن ذلك من الشيطان مؤمنا بذلك مصدقا كما قال موسى عليه السلام هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ و تاب عقيب وقوع الفعل و أعني بالتوبة هنا الندم فإنه معظم أركان التوبة و قد ورد أن الندم توبة كان له أجر شهيد لوقوع الفعل منه و الشهيد حي ليس بميت

[و أي حياة أعظم أو أكمل من حياة القلوب مع اللّٰه]

و أي حياة أعظم أو أكمل من حياة القلوب مع اللّٰه في أي فعل كان فإن الحضور مع الايمان عند وقوع المخالفة يرد ذلك العمل حيا بحياة الحضور يستغفر له إلى يوم القيامة فهذا من عناية الاسم الرحمن الذي أضاف الإصبعين إليه فالشيطان يسعى في تضعيف الخير للعبد و هو لا يشعر فإن الحرص أعماه و يحور الوبال و إثم تلك المعصية عليه و هذا من مكر اللّٰه تعالى بإبليس

[صورة من مكر اللّٰه في حق إبليس]

فإنه لو علم أن اللّٰه يسعد العبد بتلك اللمة من الشيطان سعادة خاصة ما ألقى إليه شيئا من ذلك و هذا المكر الإلهي الذي مكر به في حق إبليس ما رأيت أحدا نبه عليه و لو لا علمي بإبليس و معرفتي بجهله و حرصه على التحريض على المخالفة ما نبهت على هذا لعلمي بأنه لو لا هذا المانع لاجتنب لمة المخالفة فهذا هو الذي حملني على ذكرها لأن الشيطان لا يقف عندها لحجابه بحرصه على شقاوة العبد و جهله بأن اللّٰه يتوب على هذا العبد الخاص فإن كل ممكور به إنما يمكر اللّٰه به من حيث لا يشعر و قد يشعر بذلك الكر غير الممكور به

(باب الاغتسال من المني الخارج على غير وجه اللذة)

اختلف فيه فمن قائل بوجوبه و من قائل لا يجب عليه غسل و به أقول

(وصل حكم الباطن فيه)

اعتبار الجنابة الغربة و الغربة لا تكون إلا بمفارقة الوطن و موطن الإنسان عبوديته فإذا فارق موطنه و دخل في حدود الربوبية فاتصف بوصف من أوصاف السيادة على أبناء موطنه و أمثاله و لم يجد لذة لذلك فما وفى صفة السيادة حقها فإن الكامل لذة كماله لا تقارنها لذة أصلا و الابتهاج الكمالي لا يشبهه ابتهاج فلما لم يوف الصفة حقها تعين عليه الاغتسال و هو الاعتراف بما قصر به في حق تلك الصفة الإلهية فمن هنا أوجب الغسل من أوجبه على من خرج منه المني في اليقظة من غير التذاذ و من رأى أن صفة الكمال التي تنبغي للواجب الوجود بنفسه إذا اتصف بها العبد في غربته لم يكن لها حكم فيه لأنه ليس بمحل لها لم يوجب عليه غسلا

(باب الاغتسال من الماء يجده النائم إذا هو استيقظ و لا يذكر احتلاما)

[إنما الماء من الماء]

في مثل هذا بقي حكم

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إنما الماء من الماء فهو مخصص ما هو منسوخ كما يراه بعضهم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست