responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 301

و النائب و السادن و الجابر فهؤلاء الأملاك من الولاة هم الذين يرسلون عليهم العذاب بإذن اللّٰه تعالى و مالك هو الخازن و أما بقية الولاة مع هؤلاء الذين ذكرناهم و هم الحائر و السائق و الماتح و العادل و الدائم و الحافظ فإن جميعهم يكونون مع أهل الجنان و خازن الجنان رضوان و إمدادهم إلى أهل النار مثل إمدادهم إلى أهل الجنة فإنهم يمدونهم بحقائقهم و حقائقهم لا تختلف فيقبل كل طائفة من أهل الدارين منهم بحسب ما تعطيهم نشأتهم فيقع العذاب بما به يقع النعيم من أجل المحل كما قلنا في المبرود إنه يتنعم بحر الشمس و المحرور يتعذب بحر الشمس فنفس ما وقع به النعيم به عينه وقع به الألم عند الآخر فالله ينشئنا نشأة النعماء كما قال تعالى في حق الأبرار تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ أي هم في خلقهم على هذه الصفة و نشأة أهل النار تخالف نشأة أهل الجنان فإن نشأة الجنة إنما هو من الحق سبحانه على أيدي الولاة خاصة و نشأة أهل النار على أيدي الولاة و الحجاب و النقباء و السدية على كثرتهم فإنه لا يحصي عددهم إلا اللّٰه و لكل ملك منهم في هذه النشأة الدنياوية و نشأة النار و نشأة أهلها حكم سخره اللّٰه في ذلك فهم كالفعلة في المملكة و إنشاء الدار المبنية و سيأتي إن شاء اللّٰه ذكر الجنة و ما فيها وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب الثاني و الستون في مراتب أهل النار)



مراتب النار بالأعمال تمتاز و ليس فيها اختصاصات و إنجاز
بوزن أفعال قد جاء العذاب له بشرى و إن عذبوا فيها بما حازوا
لا يخرجون من النار و لو خرجوا تعذبوا فلهم ذل و إعزاز
فذلهم كونهم في النار ما برحوا و عزهم ما لهم حد إذا جازوا
في قولنا إن تأملتم لذي نظر محقق في علوم الوهب إعجاز
فيه اختصار بديع لفظه حسن فيه لطائف آيات و إيجاز
قال الجليل لأهل الحق بينهمو يا أيها المجرمون اليوم فامتازوا :



مثل الملوك تراهم في نعيمهم و لبسهم عند أهل الكشف أخزاز
و من جسومهم في النار تحسبهم كأنهم مثل ما قد قال إعجاز

[أوزان جمع القلة في لغة العرب]

قولنا بوزن أفعال أريد قوله تعالى لاٰبِثِينَ فِيهٰا أَحْقٰاباً و هو من أوزان جمع القلة فإن أوزان جمع القلة أربعة افعل مثل أكلب و أفعال مثل أحقاب و فعلة مثل فتية و أفعلة مثل أحمرة و جمع ذلك بعض الأدباء في بيت من الشعر فقال

بأفعل و بأفعال و أفعلة و فعلة يجمع الأدنى من العدد

[المخذولون من العباد]

يقول اللّٰه تعالى من كرمه لإبليس و عموم رحمته حين قال له أَ رَأَيْتَكَ هٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ... لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّٰ قَلِيلاً قٰالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزٰاؤُكُمْ جَزٰاءً مَوْفُوراً وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ وَ عِدْهُمْ فما جاء إبليس إلا بأمر اللّٰه تعالى فهو أمر إلهي يتضمن وعيدا و تهديدا و كان ابتلاء شديدا في حقنا ليريه تعالى أن في ذريته من ليس لإبليس عليه سلطان و لا قوة ثم إن الذي خذلهم اللّٰه من العباد جعلهم طائفتين طائفة لا تضرهم الذنوب التي وقعت منهم و هو قوله وَ اللّٰهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً فلا تمسهم النار بما تاب اللّٰه عليهم و استغفار الملإ الأعلى لهم و دعائه لهذه الطائفة و طائفة أخرى أخذهم اللّٰه بذنوبهم و الذين أخذهم اللّٰه بذنوبهم قسمهم بقسمين قسم أخرجهم اللّٰه من النار بشفاعة الشافعين و هم أهل الكبائر من المؤمنين و بالعناية الإلهية و هم أهل التوحيد بالنظر العقلي و قسم آخر أبقاهم اللّٰه في النار

[المجرمون:طوائفهم و أصنافهم]

و هذا القسم هم أهل النار الذين هم أهلها و هم المجرمون خاصة الذين يقول اللّٰه فيهم وَ امْتٰازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أي المستحقون بأن يكونوا أهلا لسكنى هذه الدار التي هي جهنم يعمرونها ممن يخرج منها إلى الدار الآخرة التي هي الجنة و هؤلاء المجرمون أربع طوائف كلها في النار لاٰ يُخْرَجُونَ مِنْهٰا و هم المتكبرون على اللّٰه كفرعون و أمثاله ممن ادعى الربوبية لنفسه و نفاها عن اللّٰه فقال يٰا أَيُّهَا الْمَلَأُ مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي و قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ يريد أنه ما في السماء إله غيري و كذلك نمرود و غيره و الطائفة الثانية المشركون و هم اَلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست