responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 295

ملائكته ملكا آخر دونه في المرتبة سماه القلم و جعل منزلته دون النون و اتخذه كاتبا فيعلمه اللّٰه سبحانه من علمه ما شاءه في خلقه بوساطة النون و لكن من العلم الإجمالي و مما يحوي عليه العلم الإجمالي علم التفصيل و هو من بعض علوم الإجمال لأن العلوم لها مراتب من جملتها علم التفصيل فما عند القلم الإلهي من مراتب العلوم المجملة إلا علم التفصيل مطلقا و بعض العلوم المفصلة لا غير و اتخذ هذا الملك كاتب ديوانه و تجلى له من اسمه القادر فأمده من هذا التجلي الإلهي و جعل نظره إلى جهة عالم التدوين و التسطير فخلق له لوحا و أمره أن يكتب فيه جميع ما شاء سبحانه أن يجريه في خلقه إلى يوم القيامة خاصة و أنزله منه منزلة التلميذ من الأستاذ فتوجهت عليه هنا الإرادة الإلهية فخصصت له هذا القدر من العلوم المفصلة و له تجليان من الحق بلا واسطة و ليس للنون سوى تجل واحد في مقام أشرف فإنه لا يدل تعدد التجليات و لا كثرتها على الأشرفية و إنما الأشرف من له المقام الأعم فأمر اللّٰه النون أن يمد القلم بثلاثمائة و ستين علما من علوم الإجمال تحت كل علم تفاصيل و لكن معينة منحصرة لم يعطه غيرها يتضمن كل علم إجمالي من تلك العلوم ثلاثمائة و ستين علما من علوم التفصيل فإذا ضربت ثلاثمائة و ستين في مثلها فما خرج لك فهو مقدار علم اللّٰه تعالى في خلقه إلى يوم القيامة خاصة ليس عند اللوح من العلم الذي كتبه فيه هذا القلم أكثر من هذا لا يزيد و لا ينقص و لهذه الحقيقة الإلهية جعل اللّٰه الفلك الأقصى ثلاثمائة و ستين درجة و كل درجة مجملة لما تحوي عليه من تفصيل الدقائق و الثواني و الثوالث إلى ما شاء اللّٰه سبحانه مما يظهره في خلقه إلى يوم القيامة و سمي هذا القلم الكاتب

[الملائكة المدبرة:الولاة الاثنا عشر لعالم الخلق]

ثم إن اللّٰه سبحانه و تعالى أمر أن يولي على عالم الخلق اثني عشر واليا يكون مقرهم في الفلك الأقصى منا في بروج فقسم الفلك الأقصى اثني عشر قسما جعل كل قسم منها برجا لسكنى هؤلاء الولاة مثل أبراج سور المدينة فأنزلهم اللّٰه إليها فنزلوا فيها كل وال على تخت في برجه و رفع اللّٰه الحجاب الذي بينهم و بين اللوح المحفوظ فرأوا فيه مسطرا أسماءهم و مراتبهم و ما شاء الحق أن يجريه على أيديهم في عالم الخلق إلى يوم القيامة فارتقم ذلك كله في نفوسهم و علموه علما محفوظا لا يتبدل و لا يتغير ثم جعل اللّٰه لكل واحد من هؤلاء الولاة حاجبين ينفذان أوامرهم إلى نوابهم و جعل بين كل حاجبين سفيرا يمشي بينهما بما يلقى إليه كل واحد منهما و عين اللّٰه لهؤلاء الذين جعلهم اللّٰه حجابا لهؤلاء الولاة في الفلك الثاني منازل يسكنونها و أنزلهم إليها و هي الثمانية و العشرون منزلة التي تسمى المنازل التي ذكرها اللّٰه في كتابه فقال وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ يعني في سيره ينزل كل ليلة منزلة منها إلى أن ينتهي إلى آخرها ثم يدور دورة أخرى لِتَعْلَمُوا بسيره و سير الشمس فيها و الخنس عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسٰابَ وَ كُلَّ شَيْءٍ فصله الحق لنا تفصيلا فاسكن في هذه المنازل هذه الملائكة و هم حجاب أولئك الولاة الذين في الفلك الأقصى

[نقباء الولاة الاثنى عشر في السماوات السبع]

ثم إن اللّٰه تعالى أمر هؤلاء الولاة أن يجعلوا نوابا لهم و نقباء في السموات السبع في كل سماء نقيبا كالحاجب لهم ينظر في مصالح العالم العنصري بما يلقون إليهم هؤلاء الولاة و يأمرونهم به و هو قوله وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا فجعل اللّٰه أجسام هذه الكواكب النقباء أجساما نيرة مستديرة و نفخ فيها أرواحها و أنزلها في السموات السبع في كل سماء واحد منهم و قال لهم قد جعلتكم تستخرجون ما عند هؤلاء الاثني عشر واليا بوساطة الحجاب الذين هم ثمانية و عشرون كما يأخذ أولئك الولاة عن اللوح المحفوظ ثم جعل اللّٰه لكل نقيب من هؤلاء السبعة النقباء فلكا يسبح فيه هو له كالجواد للراكب و هكذا الحجاب لهم أفلاك يسبحون فيها إذ كان لهم التصرف في حوادث العالم و الاستشراف عليه و لهم سدنة و أعوان يزيدون على الألف و أعطاهم اللّٰه مراكب سماها أفلاكا فهم أيضا يسبحون فيها و هي تدور بهم على المملكة في كل يوم مرة فلا يفوتهم من المملكة شيء أصلا من ملك السموات و الأرض فيدور الولاة و هؤلاء الحجاب و النقباء و السدنة كلهم في خدمة هؤلاء الولاة و الكل مسخرون في حقنا إذ كنا المقصود من العالم قال تعالى وَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ و

أنزل اللّٰه في التوراة يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك و خلقتك من أجلي

[الملك و الملك و المملكة]

و هكذا ينبغي أن يكون الملك يستشرف كل يوم على أحوال أهل ملكه يقول تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ لأنه يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ بلسان حال و لسان مقال وَ لاٰ يَؤُدُهُ حفظ العالم وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فما له شغل إلا بها يقول تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمٰاءِ إِلَى الْأَرْضِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ و لو لا وجود الملك ما سمي الملك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست