responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 293



فانظر بعقلك سبعة في سبعة من سبعة ليسوا من الأملاك
و انظر بفكرك في تناسب حكمها و اضرب بسيف صارم بتاك

[الحقائق إلهية الأربعة و مراتب العلوم الأربعة]

أراد بالأملاك الأول من الملائكة جمع ملك و أراد بالأملاك الثاني من الملوك جمع ملك يقول هم مسخرون و المسخر لا يستحق اسم الملك و السبعة المذكورة هي السبعة الدراري في السبعة الأفلاك الموجودة من السبعة الأيام التي هي أيام الجمعة و هي للحركة التي فوق السموات و هي حركة اليوم للفلك الأقصى اعلم أن كل شيء من الأكوان لا بد أن يكون استناده إلى حقائق إلهية فكل علم مدرج في العلم الإلهي و منه تفرعت العلوم كلها و هي منحصرة في أربع مراتب و كل مرتبة تنقسم إلى أنواع معلومة محصورة عند العلماء و هو العلم المنطقي و العلم الرياضي و العلم الطبيعي و العلم الإلهي و العالم يطلب من الحقائق الإلهية أربع نسب الحياة و العلم و الإرادة و الندرة إذا ثبتت هذه الأربع النسب للواجب الوجود صح أنه الموجد للعالم بلا شك فالحياة و العلم أصلان في النسب و الإرادة و القدرة دونهما و الأصل الحياة فإنها الشرط في وجود العلم و العلم له عموم التعلق فإنه يتعلق بالواجب الوجود و بالممكن و بالمحال و الإرادة دونه في التعلق فإنه لا تعلق لها إلا بالممكن في ترجيحه بإحدى الحالتين من الوجود و العدم فكان الإرادة تطلبها الحياة فهي كالمنفعلة عنها فإنها أعم تعلقا من القدرة و القدرة أخص تعلقا فإنها تتعلق بإيجاد الممكن لا بإعدامه فكأنها كالمنفعلة عن العلم لأنها من الإرادة بمنزلة العلم من الحياة

[الأصول الأربعة لظهور صور العالم]

فلما تميزت المراتب في هذه النسب الإلهية تميز الفاعل عن المنفعل خرج العالم على هذه الصورة فاعلا و منفعلا فالعالم بالنسبة إلى اللّٰه من حيث الجملة منفعل محدث و بالنظر إلى نفسه فمنه فاعل و منفعل فأوجد اللّٰه سبحانه العقل الأول من نسبة الحياة و أوجد النفس من نسبة العلم فكان العقل شرطا في وجود النفس كالحياة شرط في وجود العلم و كان المنفعلان عن العقل و النفس الهباء و الجسم الكل فهذه الأربعة أصل ظهور الصور في العالم

[مرتبة الطبيعة و حقائقها الأربعة]

غير أن بين النفس و الهباء مرتبة الطبيعة و هي على أربع حقائق منها اثنان فاعلان و اثنان منفعلان و كلها في رتبة الانفعال بالنظر إلى من صدرت عنه فكانت الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة فاليبوسة منفعلة عن الحرارة و الرطوبة منفعلة عن البرودة فالحرارة من العقل و العقل عن الحياة و لذلك طبع الحياة في الأجسام العنصرية الحرارة و البرودة من النفس و النفس من العلم و لهذا يوصف العلم إذا استقر ببرد اليقين و بالثلج و منه قوله صلى اللّٰه عليه و سلم حين وجد برد الأنامل بين ثدييه فعلم علم الأولين و الآخرين و لما انفعلت اليبوسة و الرطوبة عن الحرارة و البرودة طلبت الإرادة اليبوسة لأنها في مرتبتها و طلبت القدرة الرطوبة لأنها في مرتبتها و لما كانت القدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد خاصة كان الأحق بها طبع الحياة و هي الحرارة و الرطوبة في الأجسام و ظهرت الصور و الأشكال في الهباء و الجسم الكل فظهرت السماء و الأرض مرتوقة غير متميزة

[مراتب العناصر و ماهيتها و مصدرها]

ثم إن اللّٰه تعالى توجه إلى فتق هذا الرتق ليميز أعيانها و كان الأصل الماء في وجودها و لهذا قال وَ جَعَلْنٰا مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ و لحياته وصف بالتسبيح فنظم اللّٰه أولا هذه الطبائع الأربع نظما مخصوصا فضم الحرارة إلى اليبوسة فكانت النار البسيطة المعقولة فظهر حكمها في جسم العرش الذي هو الفلك الأقصى و الجسم الكل في ثلاثة أماكن منها المكان الواحد سماه حملا و المكان الثاني و هو الخامس من الأمكنة المقدرة فيه سماه أسدا و المكان الثالث و هو التاسع من الأمكنة المقدرة فيه سماه قوسا ثم ضم البرودة إلى اليبوسة و أظهر سلطانهما في ثلاثة أمكنة من هذا الفلك و هو التراب البسيط المعقول فسمى المكان الواحد ثورا و الآخر سنبلة و الثالث جديا ثم ضم الحرارة إلى الرطوبة فكان الهواء البسيط و أظهر حكمه في ثلاثة أمكنة من هذا الفلك الأقصى سمي المكان الواحد الجوزاء و الآخر الميزان و الثالث الدالي ثم ضم البرودة إلى الرطوبة فكان الماء البسيط و أظهر حكمه في ثلاثة أمكنة من الفلك الأقصى سمي المكان الواحد السرطان و سمي الآخر بالعقرب و سمي الثالث بالحوت فهذا تقسيم فلك البروج على اثني عشر قسما مفروضة تعينها الكواكب الثمانية و العشرون و ذلك بتقدير العزيز العليم

[فتق دائرة الوجود بعد رتقه]

فلما أحكم صنعتها و ترتيبها و أدارها فظهر الوجود مرتوقا فأراد الحق فتقه ففصل بين السماء و الأرض كما قال تعالى كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا أي ميز بعضها عن بعض فأخذت السماء علوا دخانا فحدث فيما بين السماء و الأرض ركنان من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست